بعد تخمة من المفاوضات السرية وغيرها ، وافقت اسرائيل على إنشاء ممر بحري يربط قطاع غزة بجزيرة قبرص في البحر المتوسط، في مقابل تهدئة طويلة قد تصل إلى سبع أو عشر سنوات. ويتبعها رفع الحصار كلياً عن القطاع، وبالتالي من المتوقع العمل بشكل طبيعي على إعادة إعمار ما دمره الكيان خلال العدوان الأخير على القطاع.
في حين رفض الاحتلال اعادة بناء مطار غزة الدولي الذي يحمل اسم الرئيس الراحل ياسر عرفات وفى هذا الشان رفضت عرضاً قطرياً بإنشاء مطار داخل الكيان على نفقتها الخاصة في مقابل موافقة الاحتلال على إعادة إنشاء مطار غزة،. ولفتت إلى أن التوصل إلى اتفاق شامل لا يزال بعيداً، ولن تقبله دولة الاحتلال من دون التوصل إلى اتفاق شامل لتبادل الأسرى بين الطرفين.
التفاوض غير المباشر مع حماس :
موافقة الكيان على الممر المائي ورفع الحصار جاءت عبر الخط التفاوضي غير المباشر بين الكيان وحركة حماس، والذي يقوده المبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية توني بلير.
وكان بلير التقى في الدوحة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في ثاني اجتماع بينهما خلال ستة أسابيع. إوتمخضت المفاوضات بين الاحتلال الى التوصل إلى تهدئة طويلة ..
رؤية سريعة حول الممر المزمع فتحه:
تقدر المسافة المقرحة لهذا الممر(الخط الهوائي) بحوالي 384 كيلومتر / 239 ميل... لو كان هناك سفينة نقل ركاب صغيرة نسبيا (تتناسب مع حجم الميناء العائم المقترح) ستكون السرعة بـ 12 الى 14 عقدة بالساعة (1 عقدة = 1,852 كيلومتر)، وبالتالي ستكون فترة السفر اكثر من 15 ساعة تقريبا... اضف الى ذلك الوقت ما قبل السفر في الميناء وفترة بعد السفر عند الوصول... اي يحتاج الفرد 24 ساعة سفر لكي يصل نقطة
الدور التركي في الاتفاق :
بات من المعروف ان أنقرة و”تل أبيب” هذه الأيام تدخل في نقاشات لإعادة تطبيع العلاقات بين الجانبين بعد أن أصابها الضرر على خلفية الهجوم الدامي على أسطول مساعدات دولية قتل فيه تسعة متضامنين أتراك حاولوا كسر الحصار البحري المفروض على غزة نهاية مايو أيار 2010. وتشترط تركيا على “إسرائيل” تعويض أهالي الضحايا ورفع الحصار عن غزة. وذلك بتزويد غزة بالطريق البحري إلى العالم الخارجي، ويكون في البداية من غزة إلى قبرص أو إلى أحد الموانئ التركية. وقد يكون هذا الأمر وسيلة عملية لإسرائيل” لتوفير ضمانات لتركيا بتخفيف الحصار، من خلال عدم عرقلة العمليات والسماح بدخول مواد البناء إلى قطاع غزة دون مزيد من التأخير.
تصميم المشروع الاول للميناء يختلف عن الممر المائي :
حسب تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد” لعام 2004، كان مخططا بناء ميناء غزة على موقع نحو 5 كيلومترات إلى الجنوب من مدينة غزة وحوالي 200 كيلومترا إلى الغرب من عمان، وسيوفر ليس فقط خدمة للتجار الفلسطينيين ولكن أيضا للتجار الأردنيين، ويعمل على تزويدهم بممر عبور بديل إلى أوروبا وأمريكا الشمالية. ويشمل تطوير البنية التحتية للفلسطينيين وخلق آلاف فرص العمل للعاطلين ،وفقًا لدراسة لسلطة الموانئ الفلسطينية في عام 2005، فإنه إذا تم إنشاء ميناء غزة البحري، فإن ذلك سيوفر أكثر من 5000 فرصة عمل وسيتم استيراد ما يعادل 2 مليون طن من البضائع وتصديرها في عام 2005، فيما كان سيرتفع الرقم إلى 6.15 مليون طن في عام 2012.وسيزيد في الاعوام التاليه ، ولكننا اليوم امام ممر عائم لا يعبر عن واقع ما تم طرحه قديما
على أي حال دعنا ننظر ما تخبئه لنا الايام ، وترجمة ما آال اليه الاتفاق مع بلير وتركيا ..
بقلم/ د. ناصر إسماعيل اليافاوي