رسالة الى محمد علان

بقلم: نبيل عبد الرؤوف البطراوي

جميعنا ينتظر لننعاك ,جميعنا ينتظر لنرفعك فوق الأكتاف شهيدا , جميعنا ينتظر لحظ الصفر لنؤبنك ,ونودعك أمام الكاميرات ووجوهنا متجهمة ,غاضبة عابسة وكأنك غادرتنا دون 63 يوما من أيام المعركة وأنت بين أنياب الجلاد الذي يحرص جميعنا على نسج الممرات الحيوية فيما بيننا وبينهم لكي نحافظ على مقاماتنا العالية على أشلاء الشعب ومعاناته ,جميعنا ينتظر لكي يصدر لك بوستر بحجم كبير ومذيل بصور القادة العظام الذين لم يتمكنوا من حشد الجماهير خلف قضيتك فهي قضية لا تساعد في المفاوضات أو الدردشات ,جميعنا ينتظر لتكون ملف من ضمن الملفات الذي يغادر الكثير من المسئولين هو يحملها بين شنط الحاجيات التي يحملها ,وعل ملفك يكون مدخلا جديدا لمسلسل المناكفات الداخلية بعد أن انتهينا من حل مشكلة حصار غزة وتحرير القدس شارع الجكر ونحن اليوم ندش شارع العودة البحري لكل من فروا من الوطن وأخذهم الحوت في بطنه في نزهة بحرية , جميعنا ينتظر أن لحظة الصفر فبيانات النعي والتنديد والوعيد والتصميم على قطع يد العدو من الوريد الى الوريد جاهزة ,فأنت تعلم كم سبقوك وكم هي السيوف التي سحبناها,
الكل فينا ينتظر لحظة الصفر ليضغط على الزناد ويطلق الصواريخ ليجعل عاليها واطيها ويجعل بني صهيون يندمون على هذا الاستخفاف بحق ابناء شعبنا المناضل .
أقول لكم أحبتي الضمائر الحية ونسور الحرية وصقورها شموع الأمل الحي الذي مازال ينبض بالعطاء دون تسجيل الفواتير لعلاج وتعليم القوارير لا تنتظر منا أنت وإخوانك ممن يضحون من أجل قضية كبرتم وكبرنا ونحن نعلم بأنها قضية الأرض والأنسان ولكن يبدو أن دهاليز الأنفاق وأهل السياسة والنفاق لم تعودوا أنتم الوسيلة لتحقيق غاياتهم فأنتم اليوم بتم ممزقين في عيوننا فلم تعودوا ابناء فلسطين لأننا لم نتمكن من الخروج صفا واحدا لنصرتكم ولأننا لم نجد قضيتكم تستحق أن نتوحد خلفكم لأننا وجدنا أن الممر المائي لقبرص أفضل من الممر البري لقدسنا ,ولأن هدفنا أصبح الجاه والسلطان والكرسي فلا تصدقوننا ولا تأخذوا شعاراتنا على أنها حقيقة ,لقد كانت كل الشعارات التي رفعت حين الانتخابات من باب التضليل فكما تعلمون لم نعد وطنيين بقدر ما بتنا ميكافليين .
بكل تأكيد نتابع قضيتكم أسرانا الأعزاء فأنتم أصبحت من ادوات المعارك التي نخوضها مع المحتل ,ليس على الحواجز أو بالقرب من الحدود أو من خلال إزعاجهم في غلاف غزة ومستوطنات الضفة ولكن في الفضاء الافتراضي وعبر الفيس بك وتويتر والهشتاق ,فهناك نقذفهم بكل القنابل الكلامية والعبارات النارية الخارقة للحدود ,ويصطف خلفنا وخلفكم ملايين العرب والمسلمين الذي ينتظروا فتح المعابر للدخول لتحرير فلسطين تحرير أسرانا فجميعهم لم يسمع ويعرف بأن القدس محتلة وكل يوم الصهاينة يدنسوها الا حديثا حتى بعض قادتنا العظام توعد من يعتدي على القدس سوف يقطع يده ,وهنا لابد من أن نحمد الله بأن أبقى للقدس رجال ينعوه بعد الهدم والتدنيس .
أخيرا يبدو بأننا نحن من سوف ينتظرك لتخرج منتصرا على جلاديك لتحررنا مما بتنا عبيدا له الانقسام التشرذم وبقايا السلطة وبقايا المورث النضالي الفلسطيني وبقايا كرامتنا وبقايا عزتنا وبقايا شعب الجبارين التي كان يزرعها فينا القائد الشهيد ,ننتظرك لتأتي لنا بالماء والكهرباء وتفتح لنا المعابر وتوحد شطري الوطن وشطري الشعب وشطري السلطة وشطري الحلم وشطري .....
عذرا نحن مشغولين بهمومنا اليومية ولم تعد قضية الأسرى والقدس والدولة واللاجئين من القضايا التي تشغلنا ,نحن اليوم نريد دولة غزة ودولة رام الله ودولة نابلس ودولة جنين ونريد لكل فصيل دولة وعلم ومقعد في الامم المتحدة لكي نتمكن من الانتصار عليهم بالتصويت والشجب والاستنكار ونكثر من عدد البيانات والتنديدات ويكون لكم الخيار بعد تحريكم بالشعارات الى أي وطن سوف تعودوا
تصبحــــــــــــــــــــــــون على وطـــــــــــــــــــــــــــــــــن
نبيل عبد الروؤف البطراوي
16/8/2015