أصبح لزاما على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها بعد أكثر من ثلاثة وعشرون عاما من مفاوضات السلام العبثية التي لم تفضي لأية نتائج بل العكس ، ان حكومة الاحتلال انقلبت على كل الاتفاقات مع منظمة التحرير وانقلبت على اتفاق أوسلو ، حكومة الاحتلال الإسرائيلي تنفذ مشروعها الاستيطاني والتهويدي وتحكم سيطرتها على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، عملية السلام مع الكيان الإسرائيلي وصلت إلى طريق مسدود ولم تعد الولايات المتحدة الامريكيه الراعية لعملية السلام الموثوق فيها بعد أن فشلت جميع مخططاتها في رؤية الدولتين ، لقد فشلت إدارة بوش الابن بتحقيق رؤيا الدولتين بخطتها خارطة الطريق وفشلت إدارة اوباما الذي تعهد في خطابه في جامعة القاهرة بتحقيق رؤيا الدولتين ووقف الاستيطان وتهويد القدس وتجسيد انفصال الضفة الغربية عن قطاع غزه مما يحول دون تحقيق إقامة دوله فلسطينيه مستقلة بحدود الرابع من حزيران ، الرئيس محمود عباس السياسي والدبلوماسي الفلسطيني يدرك استحالة تحقيق السلام في ظل مماطلة إسرائيل ، وان عملية السلام ماتت بفعل مماطلة إسرائيل لتنفيذ استحقاقات عملية السلام والالتزام بالاتفاقات والتعهدات وان الرئيس محمود عباس بدبلوماسيته المشهود لها يقدم على خطوات بنائه لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة تفعيل مؤسسات منظمة التحرير التي تعد الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني لتفويت ألفرصه أمام أية محاولات لخلق جسم بديل لمنظمة التحرير ضمن مسعى يقود لتصفية القضية الفلسطينية ، القرارات الجريئة والمسؤوله للرئيس محمود عباس لإغلاق مؤسسات تنضوي تحت منظمات الانجوز وتحت مسميات شتى هدفها تامين ارتزاق للبعض الذي يقايض المصالح الوطنية الفلسطينية بمصالح فصائله أو حزبيه أو شخصيه وان هذه الدكاكين أصبح همها تدمير مقومات الشعب الفلسطيني وتذويب مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ، قرار الرئيس محمود عباس بإغلاق مؤسسة تحالف السلام قد يتبعه قرارات أخرى لإغلاق مؤسسات ودكاكين جميعها أدت إلى المتاهة التي عليها شعبنا الفلسطيني وأدت إلى ما نحن عليه من انقسام وبعثرة للجهود الفلسطينية التي تهدف لإعادة وحدة الصف الفلسطيني ، إسرائيل المستفيد الأوحد من مؤسسات ودكاكين الانجوز وغيرها وإغداق الأموال على هذه المؤسسات تحريف عن أولوية الصراع مع إسرائيل وتطبيع مجاني مع الكيان الإسرائيلي ، اعتراض القيادي في حماس احمد يوسف على قرار إغلاق مؤسسة السلام التي يرئسها ياسر عبد ربه ويوسي بلين وانضواء مسئولين فلسطينيين ونواب من كلا الطرفين وممثلي أحزاب ليس له ما يبرره والادعاء من قبل القيادي في حماس احمد يوسف بان مؤسسة السلام لها دور واضح في تجميع الشباب الفلسطيني ونشر مفاهيم المصالحة الوطنية هو أمر مناقض للمفهوم الذي أنشئت من اجله مؤسسة السلام التي هدفها التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ولم يكن لها دور في نشر مفاهيم المصالحة الوطنية الفلسطينية وتثبيت ثقافة الوحدة الوطنية ، وان ما يساهم في الوعي الفلسطيني وتوعية الشباب الفلسطيني انتمائهم الحقيقي لوطنهم فلسطين وإيمانهم بالانتصار للوحدة الوطنية التي هي المؤسسة الحقيقية لتوحيد الصف الفلسطيني التي لن ولن تكون سقفها مؤسسة السلام التي هدفت وتهدف لتذويب القضية الفلسطينية وتعميق الانقسام الفلسطيني ، إن إعادة ترتيب البيت الفلسطيني بتوحيد الجهد الفلسطيني وتوحيد الصف الفلسطيني ومشاركة جميع القوى بالاجتماع المنوي عقده للمجلس الوطني الفلسطيني واختيار المجلس الوطني الفلسطيني لقياده فلسطينيه قادرة على مواجهة الصعاب والتغلب على كل المعيقات هو اولويه فلسطينيه على ما عداها من أولويات في المواقف الاسرائيليه والتهديد بإعادة الاداره المدنية لتحكم الضفة الغربية حيث أن ثلثي الضفة الغربية يخضع لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ، دقة المرحلة وخطورتها وانعكاسها على القضية الفلسطينية في ظل الصراعات التي تشهدها المنطقة العربية والتغير في التحالفات الاقليميه أصبحت تستدعي ترتيب البيت الفلسطيني برؤيا وطنيه وباستراتجيه فلسطينيه تأخذ بأبعادها كل التغيرات وإعادة التحالفات بما يخدم القضية الفلسطينية ضمن مفهوم يرتكز على أولوية الصراع مع إسرائيل التي هدفت أمريكا وحلفائها من تمرير مشروعهم للشرق الأوسط الجديد لتصفية القضية الفلسطينية ، المبادرة الوطنية الفلسطينية لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفي هذا الوقت بالذات هو تفويت الفرص على كل أولئك الذي يهدفون من مساعيهم وتحركاتهم السياسية لإقامة دويلة في قطاع غزه ويهدفون لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزه وتدمير رؤيا الدولتين وتذويب القضية الفلسطينية وإسقاط الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ومحاولات تمرير المشروع الاقتصادي كبديل للمشروع الوطني الذي تتبناه منظمة التحرير الفلسطينية وهذا هو السر في أولوية إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة الإحياء للدور الذي اضطلعت به منظمة التحرير عبر نضالها الطويل ومنذ إنشائها لتحقيق حلم تحرير فلسطين.
بقلم/ علي ابوحبله