أبو الأديب القائد التاريخي ..أنت الرئيس الان .. السيف والحكم ..!؟

بقلم: منذر ارشيد

ربما تكون الفرصة الأخيرة التي يفرق فيها كل أمر عظيم ...
فأنت الان المفصل ...والفاصل ....والقاضي الذي سينطق الحكم
إما تحجز مكانك......في الجنة أو النار ..!
وهذا من فضل وكرم الله على من يُحب من عباده ..!؟
بدون أدنى شك أن القائد الفتحاوي و الأخ الكبير سليم الزعنون أبو الأديب
هو ممن تبقوا من قيادة حركة فتح التاريخيين والذين لهم مكانتهم
وقيمتهم التاريخية .
ولم يكن لأبو الأديب أن يستمر طيلة عقدين من الزمن كرئيس للمجلس الوطني الفلسطيني ويحافظ على هذا الزخم من القوة والثبات والعلاقات التي ربطها مع جميع الفصائل , من خلال تعامله الراقي وأخلاقه العالية "
ولم يكن يوماً طرفاً في أي نزاع فتحاوي أو فصائلي وكل ذلك أكسبة
الثقة والمحبة من الجميع وقد حافظ على كونه مسؤولاً وراعياً للجميع
ومع البشر ..لا يخلو الأمر من بعض الهفوات التي تحصل و الاشكاليات والخلافات الضيقة سواءُ في الإطار الضيق للمجلس الوطني أو في بعض التفاصيل التي يتم بحثها عادةً في الشؤون الإدارية أ و في الجلسات الحوارية ....
وقد إختلفنا معه أكثر من مرة ولكن دون أن نختلف عليه أو نغضب عليه,
فهو على الأقل صمام أمان .. ووالد للجميع
أبو الأديب اليوم أمام إستحقاق تاريخي " وليس مجرد إستحقاقاً عابراً كدعوة المجلس المركزي الذي كان يُفعله كل ما إحتاج الأمر سواءً في زمن الراحل أبو عمار أو في زمن أبومازن ....فالأمر اليوم ليس حاجة عابرة لقضايا تفصيلية بل أمر أكبر وأعظم لقضايا مصيرية تهم شعبنا بكل أماكن تواجده
المجلس الوطني الفلسطيني اليوم مطالب ٌ بإحداث تغيرات جذرية ومصيرية....
الأمر ليس مقتصراً على الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة ...فالمجلس الوطني يمثل الفلسطينيين في بقاع الأرض
فليكن مؤتمراً عاماً شاملاً يعزز مكانة الشعب الفلسطيني أما العالم
ربما الهدف منها خير القضية ....أو الشر والبلاء العظيم ...وهذا أمر يعلمه الله والضالعون بالعلم والعارفون بخفايا الأمور .....
وأبو الأديب أكثرهم علما ً ومعرفة ...فهو السياسي المحنك الذي عاصر كل مراحل الصراع وما شابه من مؤامرات ومناورات ومباريات ووووو الخ
إن ما جرى من أحداث دراماتيكية خلال الأيام الماضية بداية بإقالة ياسر عبد ربه ! والذي أمضى عقوداً وهو أمين سر اللجنة التنفيذية ...
هذه الإقالة التي كنا نتمنى أن تكون بداية لحركة تكنيس وتنظيف لكل الأوساخ العالقة في جسم المنظمة , من المقربين وغير المقربين لعل وعسى أن نشهد عهداً جديداً يظهر خلاله الأسود من الأبيض بدل اللون الرمادي الذي أرهقنا ولو َعنا
فما حدث من خلال الإقالات والتعيينات والإستقالات والدعوة لعقد المجلس الوطني وما سيتخلل ذلك من تداعيات وإرهاصات ومداولات ومشاورات
وحتى مؤامرات ..!
نعم وسيشهد مكتب الأخ أبو الأديب حراكاً غير مسبوق من قبل الكثيرين"
منهم الصالحين ومنهم الفاسدين .... ومنهم من يبحث عن كرسي جديد "
ولكن يجب أن يستمع للجميع وهذا حقه وحق كل من يريد الخير للقضية
كل ذالك يستدعي موقفاً كبيراً ومفصلياً من الأخ الكبير أبو الأديب
أبو الأديب الذي وقف في أكثر من مناسبة مع حليفه الإستراتيجي أبو عمار وقال له في أحد المفاصل ...... لا
نعم وكان ذلك في عام 98 وقد أعلن الرجل موقفاً حاداً جراء ما وصلت إليه الأمور من فساد وإفساد و تهميش لدور المؤسسات داخل المنظمة حتى وصل الأمر لأخذ دور المجلس الوطني بكل تفاصيله "
فاتخذ أبو الأديب موقفاً شجاعاً آنذاك وعارض القرارات الفردية التي يأخذها الرئيس وتحدث وأعلن موقفاً معارضاً شديد اللهجة مما تسبب له المشاكل التي كان في غنى عنها ......
وقد تم حجزه في غزة ومنعه من السفر لآكثر من شهرين وكانت معاناة كبيرة له ولمكانته السياسية والحركية
اليوم الأخ أبوالأديب... ونقول له بكل حب وتقدير ...الدنيا لا تغني عن الاخرة
وأنت أكثر الناس علماً بهذا
ولا أريد أن أحلل ولا أفسر أو أدعي علمي بكل مجريات الأمور ... فالتفاصيل شيطانية ... والمطبخ رغم رائحة الثوم والبصل والهيل ....
إلا أن رائحة المواد العفنة والمفطسة طاغية على كل البهارات....
وما عاد يخفى على الطفل في السياسة شيء
فاليوم أنت صاحب الأمر وأنت صاحب القرار وبيدك أن تعمل الخير الكثير
أو تترك الأمر للشر المستطير ........
نعم وأستطيع القول بأن الأخ أبو الأديب أدرى بالواقع وأعرف منا بالاسباب والنتائج
فيا أيها القائد ...أيها الرئيس ... أنت الان مؤتمن على قضية كبيرة
ستُسأل عنها أمام الله ... فيم أَ ديت فيها واجبك وكيف تعاملت مع الأمانة ..!
نتمنى عليك أن تتعامل مع ما يجري بكل ما أوتيت من شجاعة وإرادة
وعزيمة وحباً لله والوطن فلا ينفعك أحد ولن يضرك أحد من خلق الله
فإياك إياك أن تتأثر أو تتهاون في أي مسألة .....
وتذكر ما حصل في عقد المجلس في غزة من أجل عيون كلينتون ..!؟
والكل يعرف أنك لم تكن المسؤول عما جرى .......!
فحجتك اليوم أقوى من أن يؤثر عليك أحد ..ممهما كان وأياً كان
القانون والنظام الأساسي لمنظمة التحرير والذي أنت مخولاً بتطبيقه ضمن
الالايات المعروفة والواضحة وضوح الشمس
ودون ذلك فتكون قد وضعت نفسك في مكان لا يليق بك لا قدر الله
والله يتولاك بما حققته من إنجاز أو ما نكصت به لا سمح الله
فيا أبو الأديب ما عاد في العمر بقية وما عادت الرئاسة ولا السياسة طمعة
فاترك الطمعة للطماعين .........وما أكثرهم وبعضهم يلمح منذ اليوم بأنه هو الرئيس القادم .....
صدق يا أبوالأديب الناس ما عادت تفرق معهم مين الرئيس القادم ..!
أما أنت ....فيكفيك رضى الله ..وتكفيك سمعة طيبة تتركها لمن بعدك
أطال الله في عمرك ومتعك بالصحة والعافية

بقلم : منذر ارشيد