مبادرة دحلان مصالحة واصلاح ونقل لغد أفضل

بقلم: طلال الشريف

كنت لا أريد الكتابة عن مبادرة دحلان لكي لا يقال بأني مؤيدا لدحلان وتريد تسويقها رغم جوهريتها ولهذا انتظرت وحبذت أن يتناولها الآخرون بالشرح والنقد لأرصد ردود الفعل عليها ولكني الآن أمسكت قلمي مجبرا على الكتابة عن المبادرة التي أطلقها النائب محمد دحلان بعد أن انتظرت أسبوعا فرأيت هذه النتائج القوية والهامة وعلى صفحة محمد دحلان وجدت ما يلي :
هناك حوالي 15000 إعجاب ونيف بالمبادرة التي أطلقها محمد دحلان على صفحته الخاصة على صفحات التواصل الاجتماعي الفيسبوك
حوالي 1000 تعليق على المبادرة
حوالي 500 مشاركة للمبادرة
هذه احصائية رصدتها من تفاعلات على المبادرة على صفحة النائب محمد دحلان ولا تحتاج جهدا كبيرا لمن أراد تدقيق ما أقول.
- 15000إعجاب أو موافقة هو رقم لا يستهان به وهو مؤشر جماهيري مختلط بين العامة والكتاب والمثقفين والسياسيين والجندرتزداد فيه نسبة الإناث عنه في المؤشرات الأخرى.
- حوالي 1000 تعليق غالبيتها أي حوالي 650 تعليق رفض وقسوة على الشخصية ومن هذه 650 تعليق ولا تعليق من الرافضين يتعلق ببنود المبادرة أو يتحدث عن عيوب بها أو نواقص وهناك من 650 رافض أو متهجم حوالي 500 تعليق قاسي جدا يربط بين دحلان وعباس في التهجم والشتم والسب
- إطراء على المبادرة حوالي 350 إطراء منها 50 إطراءا على المبادرة نفسها وحوالي 300 إطراء على شخص دحلان
- 500 مشاركة للمبادرة على صفحات المشاركين وهذه حملت حوالي 1000 إعجاب وحوالي 150 تعليق منها 50 رافض ومتهجم على دحلان وعباس دون التطرق لبنود المبادرة ومن ال 100 تعليق المؤيدين حوالي 20 إطراء على المبادرة نفسها وحوالي 80 إطراء على دحلان كشخص.
ولتحليل النتائج بعملية حسابية بسيطة يتضح التالي
- 15000 معجب رقم كبير جدا مقارنة بالرافضين الذين عددهم من التعليقات ال1000 كان كما رصدتهم 650 رافض فقط بمعنى أن 350 من المعلقين كانوا مؤيدين كما ذكرنا أعلاه وتكون النتيجة أن المؤيدين حوالي 22.22 ضعفا للرافضين على صفحة دحلان وهذه نسبة كبيرة جدا

- إذا أضفنا المؤيدين على صفحات المشاركين لمبادرة دحلان (على صفحات الآخري) ال 500 وهم كما رصدتهم أعلاه حوالي 1000 معجب فيصبح عدد المعجبين الموافقين حوالي 16000 موافق واذا أضفنا عدد الرافضين على الصفحات الأخرى المشاركة وهو 50 رافض يصح عدد الرافضين الاجمالي 700 رافض وهنا ترتفع النسبة بزيادة قدرها 1.11 وتكون النتيجة النهائية أن عدد المؤيدين على الصفحات كلها حوالي 23.33 ضعفا للرافضين.

- من النتائج أيضا أن عدد المؤيدين للمبادرة (كمبادرة دون شخص محمد دحلان) من المعلقين ال (1000 + 150 ) أي ال 1150 تعليق هو (50 +20 ) أي حوالي 70 معلق مؤيد للمبادرة ذاتها
- من االنتائج أيضا أن عدد المؤيدين (للمبادرة وشخص محمد دحلان ) من ال 1150 هو (300 + 80 ) أي حوالي 380 مؤيد للمبادرة ودحلان معا
- أي أن عدد المؤيدين للمبادرة وحدها والمبادرة وشخص محمد دحلان من المعلقين ال 1150 فقط هو (380 + 70 ) يكون المحموع 450 مقارنة ب 700 عدد الرافضين للمبادرة والحقيقة هم رافضون لمحمد دحلان لأن عدد الرافضين الذين تحدثوا عن المبادرة وبنودها أو عيوبها هو( صفر ) وهذا محزن وهنا يمكن قراءة رفض الرافضين بأنه موقف شخصي وليس موضوعي وكأنهم جاءوا ليرفضوا محمد دحلان وهذه كما قلنا أعلاه نسبة ضئيلة جدا مقارنة بالعدد الكلي للموافقين والمعجبين بشخص محمد دحلان إذا قارنا العدد الكلي للمؤيدين وهو 16000 وعدد الرافضين الكلي وهو 700 شخص ونسبة المؤيدين 23.33 ضعف المعارضين أو الرافضين.
- عدد الرافضين لمحمد دحلان وأبو مازن سويا هو 500 شخصا من الرافضين بالسب والشتم لهما سويا

هذا كان على الصعيد الشعبي والتواصل الاجتماعي أما على صعيد الأحزاب والشخصيات رصدت مقالا لأحمد يوسف العضو القيادي في حركة حماس يدعو لمناقشة مبادرة دحلان وأن بها بنودا متكاملة مع مبادرته لتصبح مقبولة وتم رصد كاتب مؤيد للمبادرة بكل ما فيها هو الكاتب حسام الدجني ووضعها على صفحته و كاتب آخر موافق عليها وأطلق أسم جبهة انقاذ على المبادرة وهو محمد أبو مهادي وبعض الكتاب الذين توافقوا مع الفكرة .
على صعيد الأحزاب لم تصدر علنا موافقة من أي من الأحزاب ولكن عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية جميل مزهر تحدث على اذاعة القدس بأن بها بنودا جيدة في حين رفضها تماما الكاتب الصحفي حسن عبدو وهؤلاء من رأيت كتاباتهم وسمعتهم عبر الاذاعات.
من هنا نقول رأيي أن المبادرة التي أطلقها محمد دحلان تحمل برنامجا متكاملا للمصالحة والإصلاح وتنقل مجتمعنا لغد أفضل إذا ما تداعت الفصائل والأحزاب والشخصيات السياسية والفكرية والثقافية لتدارسها بعيدا عن التحجج بان هناك خلافا بين دحلان وأبو مازن وهي ليست حجة لترك المبادرة في وقت نحن فيه بأمس الحاجة لإبداع ورواد قلقين على مصير هذا الشعب وقضيته ويمكن أن تكون هذه المبادرة وتطويرها هي قارب النجاة لكل المجتمع الفلسطيني ونظامه السياسي وخاصة وهي تتضمن بنودا تعالج قضية المصالحة واستعادة الوحدة بين شطري الوطن وتدعو للاصلاح وإجراء انتخابات عامة تشريعية ورئاسية ومجلس وطني وتعالج قضية الأداة النضالية الممكن اتباعها بالاتفاق مع الجميع وأيضا تتخلص من أعباء اتفاق أوسلو وتعلن نهايته وتتبنى تحويل مؤسسات السلطة إلى مؤسسات دولة واعلان نهاية المرحلة الانتقالية وتدعو للشراكة السياسية بالاتفاق على قواعدها ومرجعياتها بين الاحزاب الفلسطينية ..
المبادرة على طاولة السياسيين والأحزاب والشعب والنظام السياسي والشخصيات الفاعلة المستقلة والنقابية والمنظمات الشعبية وجماهير شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده وتنظر الاضافات وإثراء الحوار وتبنيها من كل من يتوافق ويوافق على جوهريتها للخروج من الدايلما التي وضع فيها شعبنا ونظامه السياسي في هذه المرحلة الخطيرة التي تتطلب كل الجهود المخلصة وتمنع التفرد والديكتاتورية التي أصبحت صفة القيادة الحالية وذلك لمواصلة العمل من أجل الخلاص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

د. طلال الشريف
28/8/2015 م