التقى السفير الفلسطيني يوم 25/08/2015 للمرة الثالثة بعدد قليل من فلسطينيي سوريا بالمقر المؤقت للجمعية الفلسطينية، وكانت نسبة المشاركة 1.5% (9 افراد) من العدد التقريبي للاجئين المتواجدين بساوبولو المقدر ب 600 فلسطينيا، وهذا الحضور يعتبر النسبة الاعلى من المرتين السابقتين.
المرات الثلاثة التي التقى بها السفير فلسطينيو سوريا لم تكن بمبادرة منه، وانما مطالبات مستمرة لتحمل مسؤولياته اتجاه هذا التواجد لفلسطينيو سوريا النازح نتيجة الحرب التي تشهدها سوريا منذ ما يزيد على 4 سنوات، والتي كانت اخرها رسالة الى محمود عباس.
نشرت وكالة وفا بتاريخ 26/07/2015 عن الزيارة التفقدية للسفير: "واستمع إلى مطالبهم التي تلخصت بطلب المساعدة للحصول على وثائق، كجوازات السفر وبطاقات الإقامة، وتعلم اللغة البرتغالية، والحصول على عمل، وكفالات لاستئجار سكن" كما ذكرت بفقرة اخرى: "وتقدم المؤسسات العربية وبعض أفراد الجالية بعض المساعدات وفرص العمل لعدد منهم بما لا يكفي لتحقيق احتياجاتهم."
كما ذكرت وكالة معا 26/07/2015 على لسان السفير: "وتعهد السفير الزبن السعي لدى الحكومة الفلسطينية والمؤسسات العربية المقتدرة والجامعات ومدارس تدريس اللغه البرتغالية لرعاية والأستجابة لطلباتهم. يذكر أن غالبيتهم من المهنيين والمتعلمية وذوي الحرف وهذا سيسهل اندماجهم في سوق العمل المحلي رغم الأزمة الأقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد." هذا ما تم توثيقه على لسان السفير بعد لقائه مع عددا قليلا من الافراد، الذين خرجوا من هذا اللقاء شبه محبطين، حيث اكدوا عكس ما نشرته وكالة معا على لسان السفير بأنه اعلمهم انه غير قادر على عمل اي شيء الا من يرغب بعمل جواز سفر سنساعده بذلك" فاذا كان السفير تعهد كما ذكرت معا، فماذا اتى لهم باللقاء الثالث؟
بلقائه الثالث طلب السفير من احد الاخوة اللاجئين بعمل قائمة باسماء العائلات والافراد تضمن العناوين وارقام الهواتف والمهن للتواصل معهم من اجل فرص العمل وقضايا اخرى.
لماذا السفير لم يأتي باجوبة وردود بالتعهدات التي نشرها كما هو مبين بوكالة معا؟ الاخطر باللقاء الثالث ان السفير طلب من لاجيء فلسطيني ان يقوم بمهمة ليست من صلاحياته، فهل السفير يعرف اين ينام هذا اللاجيء الفلسطيني؟ وهل يعلم بالوضع المادي لهذا اللاجيء اذا كان قادرا على دفع الغرفة التي ينام بها هو وزوجته وابنته ام لا؟ هل يعرف اذا كان هذا اللاجيء لديه رصيد بجواله ليتصل بلاجيء اخر ليأتي له بالمعلومة؟ هل يعرف اذا كان هذا اللاجيء لديه اجرة الميترو او الباص ليبحث عن عناوين اللاجئين الاخرين بساوبولو؟ ولماذا اختار هذا اللاجيء ليقوم بمهمة السفارة؟ هل ليهرب من المسؤولية؟ ام ليحمل اللاجيء مسؤولية استمرار معاناتهم؟
لماذا السفير لم يدافع عن الفلسطينين الذين تحولوا الى عبيدا باعمالهم؟ لماذا لم يدافع عن حق الفلسطنيين بالدخول الى المسجد الممنوعين من دخوله حتى لا يخسروا عملهم؟ هل يعلم ان الفلسطيني تنهب امواله منذ الاسبوع الاول الذي يصل به ساوبولو؟
لماذا لم يطلب من الجمعية الفلسطينية الوهمية التي يتظاهر انه التقى قيادتها بالقيام بهذا المهمة؟ لماذ لم يطلب من هيئتها الادارية ان تسجل عنوانها وارقام تلفوناتها من اجل ان تتواصل مع فلسطينيي سوريا بالبرازيل؟ لماذا لم يطلب من الجمعية بفتح صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع فلسطينيي سوريا؟ لماذا السفارة لم تفتح لها موقع على شبكات التواصل الاجتماعي للتواصل مع فلسطينيي سوريا؟ لماذا لم تنشر ايميلها وارقام الهواتف وتوزعه من اجل ان يتواصلوا معها؟ لماذا السفير يرفض تشكيل لجنة وطنية من اجل متابعة هذا النزوح الفلسطيني؟ ولماذا لم يبادر للجنة وطنية او لجان محلية؟ ماذا ينتظر السفير؟
العائلات الفلسطينية التي انتقلت الى بعض المدن الفلسطينية لم تكن بمبادرة من السفير او من يدور بفلكه، هي مبادرة من اطراف اخرى لديها ضمير اتجاه الانسان الفلسطيني والقضية والوطن، ولم تتقاضى راتبا او معاشا لتقوم بالمهمة، ايضا العائلات التي استلمت مساعدات مادية او غذائية كانت من قبل بعض ابناء الجالية الذين لديهم ضميرا، وليست بمبادرة من السفارة او من يدور بفلكها، وانما اولئك الذين جمعوا 2 طن من الاغذية ورفعوا شعار فتح ونشروها على مواقع التواصل رفضوا تقديم كيلو غرام واحد لعائلة محتاجة، اين كان السفير من ذلك ومن يدور بفلكه؟ لماذا رئيس اتحاد المؤسسات الفلسطينية رفض رفضا قاطعا اي تعامل مع اللاجئين؟ لماذا سكرتير الكوبلاك ( اتحاد الفيدراليات الفلسطينية بقارة امريكا اللاتينية) رفض التجاوب مع المناشدات لبحث هذا التواجد ومساعدته؟
السفارة الفلسطينية مطالبة بتحمل كل المسؤوليات واولها تفريغ افراد لمهمة متابعة هذا النزوح وتوجيهه وارشاده بالانتقال الى التجمعات الفلسطينية الكبيرة بالبرازيل، فهذا التجمعات لديها ضمائر واحاسيس على عكس توقعات وتكهنات السفير، فهل السفير سيغير رأيه ويتحرك باتجاه مساعدة اهلنا واخواننا فلسطينيو سوريا؟ بانتظار الايام القادمة.
جادالله صفا – البرازيل
28/08/2015