الهدنة طويلة الأمد حلم غزة المفقود ...

بقلم: أسامة أحمد أبو مرزوق

الظروف التي يعيشها الآن سكان أهل غزة هي شبيه لحد ما قبل فترة توقيع اتفاق أوسلو بدأ من حصار لمنظمة التحرير الفلسطينية بحصار مالي مما أدي إلي سرعة التوقيع علي اتفاقية أوسلو ،الآن الظروف شبيه إلي حد ما بتفاوض علي هدنة طويلة الأمد هي حلم غزة المفقود والبحث عن الخلاص ،،استمرار حصار غزة لأكثر من ثمانية لسنوات وما تركه الحصار من آثار ووضع معيشي صعب لسكان غزة الفقر الشديد والبؤس والإحباط وغياب الأمل والانقسام وبروز ظواهر خطيرة الجريمة والعنف والكثير من الظواهر الاجتماعية الخطيرة وتدهور في مناحي الحياة ،،جميع سكان غزة مهيئ للخلاص من هذا الوضع السيئ بعد أن وجد نفسه أن لا حلول حقيقية جذرية لمشاكله ،،اعتقد أن حلم غزة للخلاص مفقود وان الظروف العربية المحيطة خاصة الأنظمة العربية الرسمية وظروفها المحيطة الإقليمية والدولية غير مهيأة لتوقيع علي هدنة طويلة الأمد للأسباب عديدة، اعتقد أن التهدئة التي يدور الحديث عنها هي توفير الأمن لفترات طويلة مقابل رفع الحصار ،،الأمر ليس بالسهل وتوقيع علي هدنة يحتاج أن تكون الأطراف موافقة والظروف السياسية والمحيطة ملائمة أولا علي مستوي السياسي الإسرائيلي التحاور والتفاوض علي هذه الهدنة هي لعبة علي البديل للضغط علي عباس وإدخال السلطة في حالة توتر وضغوط سياسية ،إسرائيل لا تريد أن تخسر علاقتها مع مصر بعيده عن رغبات مصر وتعزيز حكم حماس بغزة وحالة العداء القائمة بين مصر والإخوان ، مطالبة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي دوما برفع الحصار وتخفيف حدة الضغوطات الدولية ،المناورة دائمة لإسرائيل لحفظ الأمن من خلال إعطاء تسهيلات لسكان القطاع إسرائيل لا ترغب الآن بحرب جديدة ،إسرائيل تعمل علي استقرار وراحة سكان المستوطنات الجنوبية ،،إسرائيل ترغب الحد من تطوير القدرة العسكرية لدي فصائل المقاومة بغزة ،رغبه إسرائيل بهدنة طويلة لسنوات تكسب الحلفاء ولا تكسب مزيدا من الكراهية والعداء،كسب مزيد من الوقت لاستمرار بالانقسام والبعد عن تحقيق حلم الدولة .
ثانيا علي المستوي العربي حدث ولا حرج ليس هناك أي حكومة بالنسبة للنظام العربي الرسمي معنية بتثبيت حكم حماس وبقاء حكم الإخوان بالمنطقة العربية لوجود تحالف قوي بين تيار الحكم القديم علي الأرض وسياسة المحاور المنبثقة والمتفق عليها معظم الدول العربية والدولية ماعدا دولة قطر وتركيا .
ثالثا علي المستوي الدولي رغبة الدول برفع الحصار بدون منح حماس شرعية بديل عن السلطة الفلسطينية تعزيز وجود السلطة الفلسطينية موقف ثابت دولي .
رابعا علي المستوي السياسي الفلسطيني عدم رضي السلطة الفلسطينية لهذا الاتفاق ودفع ثمن كبير وتعتبر ذلك كل مطالب هذه الهدنة هي استحقاق في اتفاقية أوسلو ،الخشية من عدم تعزيز وجود السلطة الفلسطينية والانفصال التام بين غزة والضفة ،إضعاف الموقف السياسي الفلسطيني للمطالب بدوله المستقلة ،، علي صعيد حماس رغبة حماس التي تعاني من العزل والحصار والخنق ، الهدنة تعتبرها حماس رسالة خاصة إلي مصر إنها قادرة علي التحرر من معبر رفح ، تثبيت شرعيتها وحكمها بالقطاع ،، حماس لا تستطيع إن توقع علي اتفاق لا يرتقي بمستوي التضحيات بحيث تستطيع أن تسوقه علي أنة انجاز وطني كبير ،معارضة فصائل العمل الوطني لموضوع الهدنة وتخوفات كبيرة من الانقسام والبعد عن أهداف الحقيقية شعبنا .
لذلك لا نبالغ بشيء الكبير بتفاؤل والأمل علي هذه الهدنة وهي حلم غزة المفقود والبحث عن حلول حقيقية وأكثر جدية نحو الأفضل،المسافة بعيده اعتقد عن هذا الاتفاق في الوقت الحالي ،إسرائيل تسعي علي مستوي السياسي أن ستستغل الاتفاق اعتبار لمصالحها الأمنية إسرائيل العليا ولن تكتفي إسرائيل بوقف حالة العدائية وضمان الأمن سيشمل ضمانات وإجراءات للحد من أنشطة المقاومة العسكرية تهريب الأسلحة والتصنيع والعمل علي استعادة الأسري ورفات جنود .
التهدئة الشاملة مصلحة وطنية عليا والوحدة الجغرافيا و العمل علي توفير حياة كريمة للإنسان الفلسطيني هو المطلوب ،،إن ظروف الهدنة بالغة الصعوبة والتعقيد ،،الهدنة طويلة الأمد حلم غزة المفقود
 

بقلم /أسامة احمد أبو مرزوق