بسط الرجل ذراعيه ، فتفيأت الضفة الفلسطينية ظلال الأمن والأمان وتهيَّأت تستقبل الهدوء والاستقرار في عهده الميمون ، يرجع ذلك إلى حزمه وعزمه ، مُسخِّرا علمه وخبرته ، مضحيا براحته قربانا للأهداف الوطنية التي رسمها للعيون الساهرة في المؤسسة الشُّرَطية لسلامة الوطن وتوفير الأمن للمواطن ، وليت ظلاله تمتد فيتفيَّأها قطاع غزة الذي أُصيب بشرخ في بُنيته بفعل الانقسام البغيض الذي جلب علينا الفُرقة والانعزال والحصار الذي حال دون الاتصال والتواصل بين جناحي الوطن . فسقى الله أياما كانت لنا فيها سلطة واحدة ورئيس واحد وحكومة واحدة وعلم واحد ورئيس شرطة واحد ... على الله تعود على الله ! .
سيدي اللواء الحازم ، في قطاع غزة ثلاثة عشر طالبا لثلاث عشرة أسرة ينتمون لثلاث عشرة عائلة ، وكلهم يتطلعون إليكم ، ويترقبون قراركم ، ويتلهفون بإصغاء سماع كلمة منكم تنصفهم وتَردُّ إليهم الروح التي تتحشرج في صدورهم . إنهم فتية ينتمون إلى هذا الوطن الحبيب تحت راية السيد الرئيس ، كانوا قد تقدموا في العام الماضي ( سبتمبر 2014 ) بطلبات الالتحاق بكلية الشرطة بالقاهرة ، وقصتهم معروفة لديكم ، فقد ناشدناكم آنذاك على صفحة " دنيا الوطن " وإن أوراقهم مازالت بين أيديكم . لقد اجتاز هؤلاء الطلاب الفحوصات الطبية والمقابلات الشخصية ، وخرج الأمر الإداري من هيئة التنظيم والإدارة الصادر في 4/11/2014 يحملون الأرقام من رقم مسلسل 55 حتى رقم مسلسل 67 ضمن الطلاب المقبولين بكلية الشرطة بالقاهرة ، فحال قفول المعبر دون سفرهم في الموعد المحدد آنذاك ، ولكنهم سافروا في 22/12/2014 عبر معبر رفح بعد جهد جهيد ومعاناة شديدة وصبر مقيت ، فما أجمل هؤلاء الطلاب الذين تكاتفوا مع زميل لهم كانت شرطة غزة تريد منعه من السفر ، فأصروا وصمموا على أمر واحد : إما أن نعبر جميعا وإما أن نعود جميعا . وأخيرا سافروا جميعا ، ولكن وصولهم كان متأخرا عن دوام الكلية بشهر تقريبا ، ولم يسمح لهم بالالتحاق بها في ذلك العام ، فعادوا بعد انتظارهم شهرا كاملا تملؤهم الحسرة ، وقد أسَروا اللوعة في نفوسهم التي مازالت تهفو إلى كلية الشرطة بالقاهرة . وقد نُمي إلينا أن سيادتكم قد انزعجتم وأسِفْتم لرجوع هؤلاء الطلاب إلى القطاع بسبب التأخير الخارج عن إرادتهم . ونُمي إلينا أيضا أن أدركتكم الشفقة عليهم فوعدتم أن حقهم لن يضيع ، وأن الأولوية لهم في العام القادم ( هذا العام ) . وهاهم الطلاب ومعهم أفراد أسرهم يتلمسون من طرفكم خبرا يفرحهم ويضيء حياتهم إشراقا ، ويلتمسون منكم أن تكونوا لهم سندا وظهيرا في زمن عزَّ فيه السند والظهير، وشفيعا يوم لا تنفع إلا شفاعتكم ، وإنهم يستصرخونكم أن يكون لهم تواجد على خريطة ذاكرتكم ، وأن تبروا بالوعد لإتمام ملفهم مبكرا حتى يتم التنسيق الأمني مع الإخوة المصريين مبكرا لسفرهم إلى مصر والتحاقهم بالكلية مبكرا ، دون إبطاء . ولا يفوتني أن أذكِّر سيادتكم أن بعضا من هؤلاء الطلاب لم يسجلوا في الجامعة ، كذلك فإن أولئك الذين سجلوا في الجامعة ، لا قابلية لديهم في دراسة أي تخصص آخر، وكلهم يعيش على الأمل الكبير، فتلكم عيونهم ترنو وقلوبهم تخفق ونفوسهم تتطلع إلى كلية الشرطة بالقاهرة ، لابديل عنها، عسى الله أن يهيئ الأسباب، وأن يُقيِّض لهم أولاد الحلال ليعيدوا لهم الأمل مشفوعا بالبسمة والرضا والدعاء لكم سيادة اللواء بالتوفيق والمزيد من النجاحات .***
للكاتب الصحفي / عبدالحليم أبوحجاج