قراءة في الفكر السياسي لمحمد دحلان

بقلم: سميح خلف

بداية قبل ان نغوص في الفكر السياسي الوطني والقومي لمحمد دحلان، يجب ان نقف على محطة هامة في حياته الوطنية والتنظيمية، والتي اعدت محمد دحلان كفكر سياسي ووطني وقومي، لقد كان محمد دحلان من جيل ارهاصات الانتفاضة الاولى عام 87م وجيل تنظيم القطاع الغربي بقيادة الشهيد ابوجهاد خليل الوزير، هذا الجيل بانتفاضته الكبرى الذي عوض منظمة التحرير وفتح وفصائل العمل الوطني عما خسرته بعد الخروج من بيروت واسقاطا لمقولة قالها احد قادة اسرائيل "" باي باي منظمة التحرير"" نعم جيل الانتقاضة الاولى وكوادرها الذي كان رافعة لمنظمة التحرير بعد حصارها والتلويح بانهاء وجودها وتمثيلها، نعم لقد بني محمد دحلان في مدرسة الشبيبة بقيادة الرجل الفذ تنظيميا وفكرا ثوريا ابو علي شاهين. مدرسة مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل والطرق المتاحة.

كثير ممن يقابلونني من فئات شعبنا يطرحوا علينا السؤال الاتي: ماهو البرنامج السياسي والوطني لمحمد دحلان...؟؟؟ وهل يختلف عن برنامج ابو مازن او عرفات...؟؟؟

تكاد  تكون الاجابة اجتهادية ولان محمد دحلان عضوا في مركزية فتح وملتزما ببرنامجها وبالتالي ملتزما ببرنامج منظمة التحرير التي اقرته مجالسها الوطنية ولجنتها التنفيذية ومجلسها المركزي ومحور هذا البرنامج حل الدولتين الذي يصب في الحل المرحلي والنقاط العشر التي اقرت في بداية مطلع السبعينات من القرن الماضي.

ولكن هل الانضباط لقرار المؤسسة والاطار يعني التوافق الكامل على التكتيك..؟؟ وهنا ياتي الخلاف بين قائد واخر في فتح. والمسببات التي ادت لقرار فصله من من فتح وبقرارمن عباس ، والامور كما يسخصها البعض ببساطة انها خلاف شخصي بل هي اعمق بكثير مما يصور البعض، في اوقات وازمنة قد يلتزم جميع القادة بالهدف الاستراتيجي ويختلفون في التكتيك وبدون التاثير على وحدة الاطار والمؤسسة، ولكن في حالتنا الفلسطينية برئاسة السيد عباس" تجاوز فاضح لمبدأ المركزية الديموقراطية التي تحكم قرارات الاطر او المؤسسة،فانتج هذا التجاوز حالات الترخل والضعف والانقسام الداخلي في الحركة وضعف برنامجها السياسي سواء على المستوى التكتيكي او الاستراتيجي.

اختلف دحلان مع ابو مازن في جوهر الاليات لتنفيذ البرنامج السياسي لمنظمة التحرير وكذلك حركة فتح والذي يخص جوانب متعددة ثقافية واعلامية وامنية وسياسية وتنظيمية وسلوكية وهي متجهات ذات علاقة تماس مع جوهر الصراع مع الاحتلالوفي القضايا الاتية

1- التنسيق الامني وانتهاء المدة الانتقالية لما نصت علية اتفاقية اوسلو ووجوب وقف التنسيق الامني الذي يدفع فيه الجانب الفلسطيني بلا ثمن او مقابل وطني.

2- يؤمن محمد دحلان بالقيادة الجماعية والوحدة الوطنية بفصائلها الوطنية والاسلامية بقيادة منظمة التحرير. واتهاء حقبة حكم الفرد وقيادة الفرد

3-يؤمن محمد دحلان بتحديث مؤسسات منظمة التحرير ومجالسها

4-انتقد دحلان سلوك الرئيس وابنائة واستغلال صلاحياته  في عمليات ثراء غير مشروعة وبالتالي موقفه في ملاحقة الفساد السياسي والاخلاقي والسلوكي

5-يؤمن محمد دحلان باستخدام المقاومة بكافة اشكالها كحق مشروع للشعب الفلسطيني كفلته القوانيين والمواثيق والشرعية الدولية

6-يكرس دحلان بقناعة كاملة وايمان ببناء المؤسسات المهنية الخالية من الحزبية

7-في الاطر الحركية والمناطق الجغرافية لاراضي السلطة في الضفة وعزة هو ضد سياسة تطبيق الفئوية الجغرافية واحتكار المواقع الحركية وغيره لفئة فقط 

8-الاهتمام بالمخيمات الفلسطينية في الشتات وداخل الوطن المحتل  وتعزيز بنيتها الاجتماعية والثقافية وبنيتها التحتية

9-يهتم دحلان في بناء الكادر ويشجع البحث العلمي والاكاديمي

10-يهتم في بناء عجلة اعلامية وطنية

11-طبيعة تحركات محمد دحلان وهي بمثابة عمق القضية الفلسطينية على المستوى الاقليمي من تكريس وتوثيق العلاقات الاقليمية وحل النزاعات وهو دور قومي بامتياز

12- برنامج محمد دحلان ومن خلال برنامج منظمة التحرير هو وعاء وطني متكامل يمكن البناء عليه في كل الجوانب الوطنية

13- يؤمن دحلان بالفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضاء

قد نستطيع القول وعبر ماسبق ان اجبنا عما يطرحه الاخرين من استفسارات حول توجهات محمد دحلان وبرنامجه الذي يطلبه الاخرين ولان محمد دحلان مازال فتحاويا مخلصا وملتزما باطرها ووحدتها فان ما اوجزت من نقاط هي اجتهاد شخصي قد تم جمع ما احتوى مقالي من نقاط وتاريخ من اللقاءات المتعددة للاخ محمد دحلان عبر وسائل الاعلام المختلفة.

سميح خلف