لا تغضب......

بقلم: صلاح صبحية

لا تغضب
فالغضب داء، ليس له دواء، فإن غضبت، ضاع العباد، وضاعت البلاد، فكل غضب إن لم تمسكه بحلمك هو خراب.

لا تغضب
كيف لا أغضب، وكل ما حولي ينهش لحمي، ويكسر عظمي، ويرمي كل ما تبقى مني في البحر، فيلفظني سمك القرش وحيتان البحر، فدعني أغضب.

لا تغضب
كيف لا أغضب، وعلم البلاد أصبح قطعة قماش ليس أكثر، أي خرافي هذا الذي أنكر الوطن وأكثر، وعانق صوته صوت العدو كأنه الرعد قد زمجر، فلا مطر يسقي الأرض حتى تنبت بالقمح، أو يتفتح به الزهر، فدعني أغضب.

لا تغضب
كيف لا أغضب، القدس تنادي، فلا يسمع أحد نداء القدس، القدس لم تعد سيدة الأرض، القدس تتكىء على عكاز سليمان ،والكل ينتظر موت القدس، فدعني أغضب.

لا تغضب
كيف لا أغضب، وهناك من يراقبني، ويحصي أنفاسي، ويكتب في تقريره اليومي، أني في هذا النهار لم أتبول، وأني وضعت إعجابا على قصيدة عشق للفرزدق، فدعني أغضب.

لا تغضب
كيف لا أغضب، ورب البيت يقول لي إقرأ ( فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، فدعني أغضب.

لا تغضب
كيف لا أغضب، وهناك من يقول لي لا تفكر، لا تتأمل، لا تجهد عقلك، نحن ندبر لك أمرك، ما أروع الببغاء وهو يردد مايسمع، فدعني أغضب.

لا تغضب
كيف لا أغضب، وأبونا لن يحضر جنازتي، ولن يقرأ الفاتحة على روحي، ولن يلحدني في قبري، ولن يهيل التراب على سوءتي، لأنه سيتركني لمن يحرق جسدي، فدعني أغضب.

حمص في 14/9/2015. صلاح صبحية