(تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ )
اجزم انه لو تحول بحر غزة كله إلى وقود ولو تحولت خزانات (Seven Sisters oil companies). الي غزة لسوف تستمر سياسة قطع الكهرباء لا لشيء ... إلا لتنكيد والتنغيص علي هذا المواطن.. وكما إنني اجزم بأن هناك أنوع مختلفة من الخوازيق تصيب المواطنين في غزة تحديداً تختلف عما كان يفعله(فلاد الوالاشي) في العثمانيين قديماً،منها سياسة قطع "الكهرباء" فأطفالنا لا يعرفون المبررات لانقطاع التيار الكهربائي عنهم لمدة 18 ساعة فصل متواصلة حيث ما سمعته من الناس في الشارع من ألفاظ كفيل بوضعهم جميعا في السجون تبدأ بالمسؤلين عن ذلك وتنتهي في الأب وإلام والأخت وأشياء أخري في أماكن حساسة في الجسم لا ينبغي ذكرها، فلا دين ولا شرع ولا عرف ولا عاده ولا تقاليد ترضي باستمرار قطع الكهرباء عن البشر بهذه الطريقة، فان الله خلق الحياة كي ننعم بها وليس لكي نكون تعساء لهذا الحد فأي منطق تسلكه شركة قطع الكهرباء وتمعن باستمرار فصل الكهرباء عن بلده بكاملها مدة 18 ساعة متواصلة فلا يكفي ما يعانيه قطاع غزة من دمار وخراب بيوت وتشريد سكانه الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ظل هذا الجو الأكثر حرارة لان قطع الكهرباء آفة عظيمة وذنب لا يغتفر، فالشوارع مع قطع الكهرباء تصبح مظلمة ولا يستطيع الشاب الرؤية فما بالك بالشيخ الهرم فاليوم في صلاة الفجر كاد ان تمشي علي جثتي دراجة هوائية لولا عناية الله فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون. فألي هذا الحد أصبحنا في الوطن تعيش عائلات علي أنين أحزانها جوعا وتسافر أرواح علي سرير المستشفي ألما وترحل ، لم يجدوا من يطعمهم ولا المرضي وجدوا من يعالجهم . وشباب وأطفال وعائلات بكاملها ماتت حرقاً بسبب الكهرباء ، صورة قاتمة قدمتها الحياة السياسية في بلادنا علي مدي سنوات من الانقسام المرير ولا تزال تزيد في صوره بشعة تجعلنا نتساءل ما ذنب هذا الشعب الذي يملك هذه الخبرات وهو لا يزال المواطن فيه يعجز عن تأمين خبز الصباح وحبات أرز وموزه لصغير يئن جوعاً …وصرخات الساسة تعلوا أن البلاد بخير وأن العباد بخير وأن الأرض علي خير وأن تلك الأحياء وتلك الوجوه البائسة ليست هنا بل صورة عابرة كانت هنا ذات يوم ،لقد مللنا السياسة ومللنا الوجوه المتملقة ،والشعارات الرنانة التي لاتسمن ولا تغني من جوع ، ولا تطعم فقير ولا ترعى خريج انفق الوقت والجهد والمال في سبيل الحصول علي مؤهل علمي ليجد مصيره علي قارعة الطريق أو يهاجر ويكون مصيره الموت في عرض البحار يكفينا كذب وتضليل فأية نخبة هذه …وأية وطنية فسحقا لنخبة كهذه وأفكار كهذه ووطنية كهذه مسؤله عن قطع الكهرباء عن العباد أما آن لنا أن نعي أن نعقل أن نعتبر ونفكر بالأجيال القادمة ماذا سيكتب التاريخ يا وطن وماذا سيكتب أبناءنا عنا يا وطن ؟ فالتاريخ ماذا ينبغي أن يكون!!!! لان كل شخص منا لدية ما يكفية من هموم ومشاكل ولو جمعنا كل مشكلنا لبنينا مدينة سنسميها الألم والإحزان هل هذه أخرتها يا وطن؟فاكرر فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون.فانا اجزم إنكم لم ولن تفلحون.
بقلم/ د. هشام صدقي ابويونس