الكهرباء وصاعق الانفجار

بقلم: نبيل عبد الرؤوف البطراوي

لم يعد سؤال مطروح بل بات الشغل الشاغل اليوم لكل سكان غزة, حيث لم تعد كلمة يرددها المواطن في غزة أكثر من كلمة الكهرباء ,فلم يعد اقتحام الأقصى والاستيطان والدولة والعودة من الاولويات بعد هذا الظلم والقهر الذي يعيشه الانسان الفلسطيني الذي بات على قناعة بأن هذه الأزمة التي يعيشها هي بفعل فاعل وعمل مقصود منه التركيع وجعل الموطن الغزي مشغول بالأمور الحياتية اليومية 0
وهنا لابد من القول بأن أزمة الكهرباء ليست الأزمة الوحيدة التي يعيشها الأنسان الفلسطيني بشكل عام والغزي بشكل خاص وهنا لا يتسع المجال للحديث عن كل المعاناة التي باتت مركبة ولا يجيد من يسيطرون على غزة ألا الحديث في المبررات التي لم تعد تقنع طفل وهنا ومن باب التذكير فيما تركه لنا السلف الصالح واخص بالتذكير بسيدنا عمر ‘لو تعثرت دابة في العراق لخشيت أن يسأل عنها عمر لم يمهد لها الطريق ‘فهل نحن الشعب الذي يقولون أنهم يعدوننا من أجل التحرير والانتصار على الصهاينة لم نصل الى هذا المستوى الذي خشي خليفة المسلمين التقصير في حقهم .
كثر من يتحدث عن انقطاع التيار الكهربائي وما يحدثه هذا من اضطرابات نفسية على جميع إفراد المجتمع الذين يسارعون للخروج من البيوت إلى شواطئ البحر عل هذا يخفف عنهم ,ولكن هل من الممكن أن يكون هذا حل دائم وناجع؟ وكثر من يقول وخاصة ممن لا تصلهم هذه الأزمة لان الله انتقاهم وحباهم ورزقهم وأعطاهم مولدات الكهرباء والوقود الذي يجعلهم لا يشعرون بهذه المشكلة ووجودها ألا حينما يرون بيوت الجيران في ظلمة وبيوتهم تشعل أضواء عالية؟
ولكن هل نحن في أزمة إلى حد أنها تستدعي الخروج والاحتجاج ؟هل انتهت كل أزماتنا ولم يعد ينقصنا سوى الكهرباء؟ هل من المعقول والمقبول أن يطالب المواطن القادة والمسئولين بأن يعانون ما يعانيه وهم الساهرون على الأضواء الساطعة من اجل حل كافة قضاياه وعلى رأسها تحرير البلاد والعباد؟ في الوقت الذي يشكو فيه هذا المواطن المدلل الذي يقضي زمانه باحثا عن نسمة هواء بالطبع والتي تحتاج إلى مكر سكوب هوائي في المناطق الفارهة والواسعة بين أزقة المخيمات ؟
لا يخفى على أحد أننا نعيش في مجتمع ديمقراطي ومسموح فيه الاحتجاج والاعتراض والقبول والرفض لآية فعل حكومي وخاصة وأن شركة الكهرباء قطاع خاص ولا دخل للحكومة بها ولكن مطلوب من كل جهة أو مجموعة تريد أن تحتج ,
أن لا تكون تسكن في المناطق المتضررة من انقطاع التيار الكهربائي .
أن لا يكون فلسطيني أو منتمي إلى أي حزب او فصيل فلسطيني
- أن لا يكون الهدف من المطالبة بقدوم التيار الكهربائي هو مشاهدة الفضائيات المحرضة ضد القيادة الصامدة المقاومة الداعمة والمحققة لكل أحلام هذا الشعب المرابط
يجب على من ينطبق عليه هذه الشروط أن يقوم بتقديم الطلب بشكل ديمقراطي إلى الجهات المختصة لكي تبلغه بالسماح له في ممارسة حقه هذا ولكن عليه إن ينتظر الجهات المختصة لكي تؤمن له الزمان والمكان المناسب لكي لا يكون عرضة للقصف من قبل الأسطول السادس الأمريكي أو من قبل من يحاولون بث روح الفرقة بين أبناء الشعب الواحد ,مع مراعاة عدم السب والشتم والقذف والهتافات المعادية والتحريض أي تكون مسيرة صامته بأحلام وردية عله يصحوا هذا المواطن من هذا الكابوس وهذا النفخ الكاذب وهذا الادعاء الكاذب وهذا اللعب الكاذب على معاناة شعبنا من اجل أجندات حزبية والتشدق بأن المواطن أن احتج أو اعترض أو رفض يكون قد نفذ أجندات خارجية
أرحموا الوطن والمواطن
نبيل البطراوي
عضو الأمانة العامة لشبكة
الكتاب العرب
15-9-2015