سيدفع الفلسطينيون والعرب جميعاً ثمن هزيمة لوبي إسرائيل ومجرم الحرب بنيامين نتانياهو، في المعركة الأميركية على الاتفاق النووي مع إيران.
الثمن سيكون زيادة هائلة في المساعدات العسكرية والاقتصادية الأميركية لإسرائيل، ونهاية عملية السلام في المدة المتبقية من ولاية باراك أوباما.
أرجو أن يعود القارئ إليّ إذا حدث ما يخالف الفقرة السابقة.
اللوبي "آيباك" أنفق 30 مليون دولار على دعايات واتصالات لإحباط الاتفاق، وفشل، ولوبي "ج. ستريت" المعتدل الذي يؤيد إسرائيل وعملية السلام، أنفق 3.2 مليون دولار دعماً للاتفاق. في النهاية، ثبت أن لوبي إسرائيل لا يمثل كل يهود الولايات المتحدة.
طبعاً اللوبي الذي يؤيد جرائم حكومة إسرائيل وعنصريتها، من الاحتلال وقتل الأطفال والتدمير، لا بد أن يكون على درجة عالية من الوقاحة، وهو أصدر بياناً لم يعترف فيه بالهزيمة، وإنما قال إن غالبية من المشترعين الأميركيين عارضت الاتفاق، وتجاوز أن المعارضين كانوا الجمهوريين وأربعة ديموقراطيين فقط.
على سبيل التذكير، كنت في واشنطن أعمل وأدرس في جامعة جورجتاون عندما وقف لوبي إسرائيل ضد بيع إدارة ريغان المملكة العربية السعودية طائرات "إواكس" وهزِم هزيمة منكرة. وكان هزِم قبل ذلك أيضاً عندما عارض بيع إدارة كارتر السعودية مقاتلات من طراز "إف- 15".
بنيامين نتانياهو هزِم بدوره، وهو تجاهل الموضوع النووي كله وتحدث عن "التطرف الشيعي" الذي يمثل خطراً على وجود إسرائيل. مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي رد على المصادر الإسرائيلية التي زعمت أن الاتفاق يُبعد خطر قنبلة نووية إيرانية 25 سنة، بالقول إن إسرائيل لن تكون موجودة بعد 25 سنة، ما فتح باب جدلٍ آخر.
نتانياهو تلقى صفعة غير متوقعة وهو يزور رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، الذي أصفه بأنه آخر المحافظين الجدد في موقع الحكم، فلعله اعتقد أن كاميرون سيتعاطف معه، إلا أن كاميرون والمستشارة أنغيلا ميركل والرئيس فرانسوا هولاند كتبوا مقالاً نشرته "واشنطن بوست" يؤيد الاتفاق النووي مع إيران ويزعم أنه يخفض مخزونها من اليورانيوم المخصب 98 في المئة.
شخصياً لا أصدق هذا الكلام، لذلك أطالب الدول العربية القادرة ببدء برامج نووية عسكرية معلنة.
الولايات المتحدة ليست دولة حليفة أو صديقة أبداً، وقد رأينا جيمي كارتر يخسر الرئاسة بعد أن نجح في عقد سلام بين مصر وإسرائيل، ونرى اليوم باراك أوباما والحزب الجمهوري بكل أعضائه يحاربه إلى درجة أن يضرّ بفقراء الولايات المتحدة، كما حدث في برنامج الرعاية الصحية الذي نجح بأصوات الديمقراطيين فقط، مثل الاتفاق النووي قبل أيام.
الولايات المتحدة حليف إسرائيل، وأرجو الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يتذكر أن في مصر أكثر من 90 مليون مواطن مقابل ستة ملايين مستوطن في إسرائيل، ومع ذلك فالمساعدات الأميركية لإسرائيل ثلاثة أضعاف ما تتلقى مصر، وهذا في الجانب المعلَن منها فقط، فهي في الواقع أكثر من عشرة بلايين دولار كل سنة لا ثلاثة بلايين فقط.
يبقى أن يفيق العرب من أحلامهم، فلا جامع بيننا وبين أميركا أو روسيا أو الصين أو غيرها سوى المصالح. وإن لم ندافع عن مصالحنا فلن يدافع عنها العم سام أو الدب الروسي أو التنين الصيني.
جهاد الخازن