لا تلمني
فأنا لا أجيد الكذب في مواقع الصدق، و لا أجامل أحدا على كذبه، فالكذب فساد العقل، وخراب المجتمع، فالاعتراف بالخطأ أفضل من ستره بالكذب، فلا تلمني إن كنت صادقا معك.
لا تلمني
فأنا لي وطن يسكن في داخلي، أعزف على أوتاره لحن الانتماء إليه، لا أشارك في قدسيته أي إنسان مهما كان شأنه، لأني أدرك جيدا أن من يحمل هوية الوطن هو في خدمة الوطن ، وليس سيد الوطن ، فأبناء الوطن هم سادة الوطن، فلا تلمني بانتمائي للوطن.
لا تلمني
وطني ليس ملعبا لصراع المصالح، فوطني ما زال محتلا، ينتظر مني أن أقاوم، وأنا أملك كل الوسائل، ووحدة الشعب هي أهم الوسائل، فلا تلمني إن كانت يدي ممدودة لكل أبناء الوطن.
لا تلمني
فقد قالت لي حبيبتي يوما، لن أهجر الوطن ، فمن عن الوطن سيدافع، هو أرض وسماء، هو تراب وماء وهواء، هو أول المسألة وهو آخر المسألة ، فلا تلمني إن كنت عنه أدافع.
لا تلمني
وطني ليس كعكة أتقاسمها مع الغزاة، وأعترف لهم بوطن قومي على أرض بلادي، فوطني لا يقبل التجزئة، ولا يقبل القسمة إلا على نفسه، فلا تلمني إذا أعدت النظر بما ارتكبناه من خطأ بحق الوطن.
لا تلمني
فأنا لي ماض، ولي حاضر، ولي مستقبل، فلن أكتب في سفر حياتي أني خنت الماضي من أجل مستقبل عار من كل أوراق التين، فيصبح عيبي هو عنواني ، فلا تلمني إن لم أساوم على عنوان أجدادي وأحفادي.
لا تلمني
لي سماء ستمطر مهما أمحلت أرضي، وسيكون لبحري مد مهما امتد زمن الجزر، وسيقوى جسدي مهما وهن العظم مني، فلا تلمني فما زالت هذه الأرض هي أرضي.
لا تلمني
فمهما أدمى الشوك جسدي ، سينبت من جراحي كل وردي، ولن يقطف العابثون اليوم وردي، فستدمي الأرض كل من يعبث بذرة تراب ينبت منها جسدي، فلا تلمني إن آمنت أن كل هذه الأرض هي أرضي.
لا تلمني
إن وضعت الشمس في يميني، والقمر في يساري، وغضبت في وجه جلادي، وقلت له إرحل عن بلادي، فلن أقدم لك بعد اليوم موائدا من أجساد أبنائي، فلا تلمني إن قاومت اليوم كل أعدائي.
بقلم/ صلاح صبحية