أمريكا وحلفائها يمنون بهزيمة في التآمر لإسقاط سوريا وفق وثيقة ويكليكس

بقلم: علي ابوحبله

التامر على سوريا من قبل امريكا وحلفائها هو ضمن مسلسل الفضائح للسياسه الامريكيه التي تلعب دور الشرطي الحامي لامن اسرائيل ، احتلال العراق وتدمير وحل الجيش العراقي كان ضمن مخطط لاضعاف المنطقه وتجريدها من قوتها لتحقيق امن اسرائيل وتفوقها في المنطقه لتقوم بحماية المصالح الامريكيه والغربيه ، الوثيقه التي تم نشرها في موقع ويكليكس يكشف حقيقة التامر على سوريا مند عام 2006 وتتحدث الوثيقه عن خطه امريكيه لزعزعة الاستقرار في سوريا والعمل على قلب نظام الحكم في مؤامرة امريكيه مثبته بالوثائق منذ ذاك التاريخ ، الوثيقه التي كشف عنها جوليان اسانج وحصلت صحيفة الاخبار اللبنانيه على نسخه منها ونشرتها عبر صفحاتها يوم السبت الواقع في 19 ايلول 2015 تبدأ الولايات المتحده بالتعبير عن انزعاج امريكي من استقرار النظام السوري ومن ان الرئيس السوري بشار الاسد بات اقوى مما كان عليه قبل سنتين ، وان امريكا تخطط لتقويض النظامين الايراني والسوري وحزب الله لاجل تامين امن اسرائيل ، وان امريكا وفق الوثيقه عمدت على استغلال نقاط ضعف دمشق واقتناص الفرص للضغط على الرئيس السوري وافقاده لتوازنه وتمثلت الفرصه بحسب ما ذكرت ويكليكس بالتحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري والمحكمه التي تلته للضغوط على سوريا للامتثال لشروط امريكا التي طلبها وزير الخارجيه الامريكي كولن باول في 2003 بعد غزو واحتلال العراق من دمشق لفك تحالفها مع ايران وفك علاقاتها مع حزب الله وطرد قوى المقاومه من دمشق ، وان تحقيقات المحقق الالماني ديتلف ميليس في قضية اغتيال الحريري كانت سياسيه بامتياز للتاثير على سوريا لانها تناولت الحلقه الضيقه للريس السوري بشار الاسد والضغط عليه ، وتحدثت إحدى فقرات الوثيقة عن عبد الحليم خدّام، وقالت “أن لا قاعدة شعبيّة لديه”، مشيرة الى أن “ظهوره في الإعلام يزعج النخبة الحاكمة والأسد شخصيّاً “، ونصحت الوثيقة بأن “نستمرّ في تشجيع السعوديّين والآخرين على إتاحة المجال امام خدّام للظهور في وسائل الإعلام ومنحه الفرصة للتعبير عن إظهار الغسيل الوسخ للنظام”. وهنا يظهر أيضاً مدى طواعيّة الإعلام السعودي للحاكم الأميركي، إذ يستطيع دبلوماسي في السفارة الأميركيّة في دمشق ان يحدّد هويّة وشخصيّات الضيوف على المحطّات السعوديّة، كما اعتبرت الصحيفة.كما اقترحت الوثيقة إبراز “فشل الإصلاح” الاقتصادي، خصوصاً في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسيّة السورية لعام 2006 لإحراج الأسد ونزع الشرعيّة عنه، كما تقترح مقارنة جهود “الإصلاح السوري” مع إصلاحات أخرى في الشرق الأوسط، وتدعو الى العمل على ثني دول الخليج عن الاستثمار في سوريا.وفي المسألة الكرديّة، تقترح الوثيقة إبراز شكوى الأكراد في سوريا عبر تصاريح علنيّة بما فيها نشر خروق حقوق الإنسان لمضايقة النظام وإظهار الحرص على السكّان الأكراد، لكنها قالت “ان هذا الموضوع يحتاج إلى معالجة حذرة لأن الإبراز الخاطئ للقضايا الكرديّة في سوريا يمكن ان يشكّل نقيصة لجهودنا في توحيد المعارضة بناء على الشكوك السوريّة في المجتمع المدني إزاء الأهداف الكرديّة”.أما في الفقرة المتعلّقة بالحركات الإرهابية، بحسب الوصف الأميركي في الوثيقة، فإن الحكومة الأميركيّة تعترف سرًّا (لا علنًا) بأن النظام السوري يقوم “ببعض الأعمال ضد مجموعات تعلن روابطها مع القاعدة”، لكنها اعلنت شماتتها بحدوث بعض الأعمال “الإرهابيّة” في سوريا نفسها.أما في السياسة العلنيّة، فقد اقترحت الوثيقة إعلان وجود ممرّ لمجموعات إرهابية في سوريا غير محصورة بـ”حماس″ و”الجهاد الإسلامي”، ورات ان إعلان الجهود السوريّة ضد المجموعات الإرهابية يجب ان يكون بطريقة تظهر “ضعف الحكومة وبوادر عدم استقرارها” ونتائج سياساتها.اشارت الى أنه من الصعب الحصول على “صورة دقيقة للتهديد الذي يشكّله الإسلاميّون المعادون للنظام في داخل سوريا. (لكن) الأكيد ان هناك تهديداً بعيد المدى”، وفيما تعترف بوضع الأسد القوي يدفع في حينه تخلص إلى ضرورة “استغلال نقاط الضعف” لتكوين “فرص لنا لزعزعة عمليّة صنع القرار (في سوريا) ولإبقائه في حالة عدم توازن ولجعله ثمن أخطائه”.ما تضمنته وثيقة ويكليكس يؤكد ان امريكا وحلفائها كانوا يعدون عدتهم لاجل اضعاف الدوله السوريه والتغلغل في قلب سوريا لاجل قلب النظام في سوريا ، وان ما شهدته سوريا من احداث ودعم للمجموعات المسلحه كان بفعل المؤامرة التي استهدفت سوريا ، وان انخراط قوى التحالف الامريكي والائتلاف السوري وغيره من مسميات لمجموعات تغذيها السعوديه وقطر وتركيا هو ضمن المؤامرة التي استهدفت زعزعة الامن والاستقرار في سوريا ، ما حدث في سوريا وفق وثيقة ويكليكس ليس بثوره كما حاول الاعلام الماجور تسويقها وانما بمؤامرة كانت تهدف لزعزعة الامن والاستقرار في المنطقه ضمن مخطط يقود لتصفية القضيه الفلسطينيه دعم اسرائيل ومشروعها التهويدي ضمن محاولات اسقاط حق العوده وتوطين اللاجئين ، لان استهداف المخيمات الفلسطينيه في سوريا كان ضمن مخطط التامر على سوريا والقضيه الفلسطينيه بكافة ابعادها ، بعد اكثر من خمس سنوات من الارهاب الممارس ضد سوريا ومحاولات قلب النظام والتصريحات الناريه لقادة مجلس التعاون الخليجي واردغان ان لا مكان للرئيس السوري في سوريا وان لا مفاوضات وحوار سياسي للحل في سوريا بوجود الرئيس السوري بشار الاسد ، فجر جون كيري وزير الخارجية الامريكي قنبلة من العيار الثقيل عندما اعلن، وللمرة الاولى في مؤتمر صحافي عقده في لندن مع نظيره الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ترحيب الرئيس باراك اوباما باجراء مباحثات عسكرية مع روسيا بشأن سورية لقتال “الدولة الاسلامية”، او “داعش”، وقال “تركيزنا ما زال على هذه “الدولة” (داعش) وعلى التسوية السياسية التي نعتقد انه لا يمكن تحقيقها مع وجود الاسد لفترة طويلة”.ذا الكلام “الدبلوماسي” يعني ان واشنطن لم تعد تنظر الى الرئيس الاسد كرئيس “غير شرعي” وتشترط رحيله كليا في اي حل سياسي، بما في ذلك “المرحلة الانتقالية” المقترحة، في مؤتمر جنيف بنسختيه الاولى والثانية.وان القبول الامريكي باجراء مفاوضات عسكرية مع روسيا حول النزاع في سورية هو رضوخ للامر الواقع الذي فرضته روسيا من خلال ارسال معدات عسكرية حديثة وآلاف الخبراء العسكريين الى سورية، واصرارها على ان الرئيس الاسد خط احمر ولا يمكن ان تتخلى عنه، ومستعدة ان تقاتل لبقائه على رأس السلطة في دمشق. لقد وصلت واشنطن الى قناعه باستحالة الانقضاض على النظام في سوريا وان سوريا بنظامها القائم جزء لا يتجزأ من محاربة الارهاب وان مكونات الدوله السوريه جزء من أي حل سياسي ، بعد اكثر من خمس سنوات من الصراع على سوريا ثبت للتحالف الامريكي استحالة القدره على تدمير مكونات الدوله السوريه ، صمود سوريا في مواجهة الارهاب دفع روسيا بثقلها في دعم دمشق واوصلت رسائل لكل الدول المنخرطه في التامر على سوريا لن نسمح لكم باسقاط الدوله السوريه وان سوريا هي ركن اساسي في محاربة الارهاب وان روسيا تقدم الدعم العسكري واللوجستي لدمشق لمساعدتها في محاربة الارهاب وهذا ما دفع جون كيري لهذا التصريح الذي قد يكون فاجأ حلفاء واشنطن ، لقد نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فرض وجهة نظره على الامريكيين والاوروبيين معا في تأسيس تحالف عسكري يضم الرئيس السوري بشار الاسد، وربما ايران ايضا له. ونجح ايضا في املاء شروط الكرلمين على الولايات المتحده والغرب في ان الاولوية لمحاربة الارهاب وليس في اسقاط سوريا واستبعاد النظام في سوريا وان الدول المتامره على سوريا باتت متيقنه من فشل تامرها على سوريا وانهم حقيقة قد انهزموا في سوريا وان حرب اليمن تشكل استنزاف للسعوديه وووحلفائها ومستنقع سيجبرون في النهايه للتفاوض لاجل حل سياسي ، السياسه الامريكيه تمنى بهزيمة نكراء وامريكا تنسحب بهدوء من الشرق الاوسط والمنطقه بصدد اعادة صياغة تحالفاتها والخاسر هم حلفاء واشنطن الذي تحالفوا معها في تامرهم لاسقاط سوريا وتصفية القضيه الفلسطينيه التي تعود لتتصدر اولوية الصراع في المنطقه بعد الفشل في اسقاط سوريا.

بقلم/ علي ابوحبله