من أجمل ما تخيلته هذا المساء ..هو فرحة الأبقار والعجول والخراف أي الأضاحي بصورة عامة بانقطاعات التيار الكهربائي المتواصلة في قطاع غزة ..لأن معنى ذلك هو تراجع عدد كبير من الناس عن المشاركة بالأضحية ،تخوفا من أن يكون مصير تلك اللحوم هو أكوام المزابل ..إذا لو انتظمت الكهرباء في غزة هذا معناه هو تحويل أوراق الأضاحي إلى فضيلة المفتي ..والأغرب وما جعلني أتبسم ..هو أنه في ظل الحصار الخانق والمحكم ،بحيث لا يسمح لأي رأس بشرية مغادرة القطاع من و إلى مصر أو إسرائيل ..إلا انه في الوقت ذاته يُسمح بدخول القطاع الآلاف من رءوس الحيوانات ..بحيث بلغت الكمية المتوفرة حسب ما أوردته المصادر المحلية من العجول والأبقار نحو 10 آلاف رأس ،وهي تكفي لموسم الأضحى إضافة إلى توفر نحو 40 ألف رأس من الخراف والماعز..لكن لسان حال تلك الرءوس ..هو يسلم رأسك ..وكل عام وانتم بخير ..وإن شاء الله تبقى الكهرباء على حالها ..لكن الغريب هذي الأيام هو تحسن ملحوظ في الكهرباء بصورة أفضل بكثير من الأسابيع الماضية ،ترى هل السبب يكمن في الانتقام من العجول المبتهجة ،والتي تصورت أن حكم النحر ونهاية الحياة لها قد أستأنف للعام القادم ..أم أن هناك من التجار والساسة والمنتفعين تداركوا خطورة الأمر وان بضاعتهم الرابحة تتجه نحو منعطف الخسران المبين .. إذا معنى ذلك ،هندسيا ،وكما يقول أصحاب البراهين والنظريات أنه إن كانت هناك أزمة كهربائية.. إلا أن هناك أصابع خفية تعبث في تضخيم الوضع الكارثي للناس ،وكأنها بذلك تمتلك عصا سحرية تحول التراب إلى ذهب والذهب إلى صفيح وقتما يريدون.. لكن الله غالب على أمره فلنا الله.. وصبر جميل والله المستعان ..!!
بقلم/ حامد أبوعمرة