السؤال الملفت للنظر هو أين الحضور للنظام العربي لاجتماعات الهيئة ألعامه للأمم المتحدة في دورتها السبعين وهل من موقف موحد للنظام العربي من طرح للقضايا تقود إلى تبني استراتجيه عربيه لمواجهة الأخطار التي تحدق بعالمنا العربي ،
إيران تتصدر دورها الإقليمي الفاعل في ظل غياب النظام العربي وان هناك إقرار أمريكي وغربي بدور إيران بحل الملفات العالقة وهذا يحمل في طياته الكثير من التساؤلات عن سر الغياب العربي وغياب ألاستراتجيه العربية وإخفاقها في حل القضايا التي تتعلق بالأمن القومي العربي وتتعلق بالتنمية العربية وغياب التأثير الفاعل والداعم للموقف الفلسطيني ودعم القضية الفلسطينية والمطالب العادلة للفلسطينيين من التحرر من الاحتلال الإسرائيلي وضرورة إجماع دولي للضغط على إسرائيل لتطبيق قراري مجلس الأمن والالتزام بكافة القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والمتعلقة بالقضية الفلسطينية
تحمل القاهرة ثلاث ملفات رئيسيه خلال اجتماعات الدورة السبعين للأمم المتحدة ، بمشاركة الرئيس المصري عبد ىالفتاح السيسي وياتي في مقدمة الملفات ملف الارهاب ومكافحته في اطار الرؤيه المصريه الخاصة باهمية المواجهة الشامله للارهاب كما ياتي ملف القضايا والازمات العربيه على راس اهتمامات القاهره خلال اجتماعات الامم المتحده حيث توضح القاهره رؤيتها لسبل حلحلة الازمات القائمه في اطارها السياسي السلمي ، بعيدا عن الحلول العسكريه لا سيما للازمه السوريه ،
الدوره السبعين للامم المتحده على راس سلم اهتمامها واولوياتها هو مواجهة الارهاب وايجاد حل للقضايا الاقليميه التي تتصدرها الازمه السوريه وحرب اليمن في غياب للقضيه الاهم وهي القضيه الفلسطينيه وان السبب في ذلك هو حرف الاهتمام عن اولوية الصراع مع اسرائيل لانشغال النظام العربي في مشاكل وصراعات اقليميه وخاصة الصراع على سوريا وحرب اليمن ، وان النظام العربي المنشغل في معالجة ازماته التي ابعدته عن القضيه المركزيه وهي قضية فلسطين ،
اخفاق النظام العربي في تنفيذ المشروع الامريكي الصهيوني للشرق الاوسط الجديد واخفاقه في اسقاط الدوله السوريه واخفاق التحالف السعودي في حرب اليمن جعل النظام العربي يعيش مازق ازمات هي ليست في صالح النظام العربي وامنه القومي في ظل غياب رؤيا عربيه تتوافق والتغيرات الدوليه والاقليميه ،
الموقف الروسي المفاجئ من الازمه السوريه بالتدخل المباشر من خلال الدعم العسكري وامداد الجيش السوري باحدث انواع الاسلحه وادخال قوات روسيه الى سوريا قلب الموازين واحدث تغير في الموقف الامريكي والغربي من النظام في سوريا مع اقرار امريكي غربي بشرعية النظام في سوريا تبعه كذلك تغير تركي وهذا شكل ارباك للموقف العربي وغياب للحضور العربي في اجتماعات الهيئه العامه للامم المتحده للتغير المفاجئ للموقف الامريكي
بعد رفض استمر طيلة سنوات الازمه السوريه عادت الولايات المتحده الامريكيه الى الاقرار بدور ايران في حل الازمه السوريه وبادرت الى طرح افكار تداولها وزير الخارجيه الامريكي جون كيري مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف في نيويورك وان اللقاء بين الوزيرين تناول مجمل الملفات من بينها القضيه الفلسطينيه ، اذ لم تعد الازمات تحتمل التباطؤ بوجهة النظر الامريكيه بتغير الموقف الامريكي والدول الكبرى بعد اتفاق فينا النووي وتخطي عقبة اقراره في الكونغكرس ، وزير الخارجيه الامريكي جون كيري قال لنظيره الايراني وزير الخارجيه جواد ظريف نحتاج الى تحقيق السلام والتقدم في سوريا واليمن وفي المنطقه ، واعتقد لدينا فرصه هذا الاسبوع من اجل احراز تقدم ولا اريد توقع شيء او الخوض في التفاصيل .التكتم على التفاصيل بقي قائما لكن التوافق على الامور الاساسيه يمضي داخل الغرف المغلقه ، التنسيق بين الدول لمحاربة الارهاب يبقى امرا ملحا وايران تريد تعزيز الثقه بدورها في المنطقه في ظل ضعف النظام العربي وغياب الرؤيا العربيه والاستراتجيه العربيه الموحده لان النظام العربي قبل على نفسه لان يكون اداة بيد الولايات المتحده التي كما يبدوا تخليها عن حلفائها التقليديين وتطلعاتها لبناء تحالفات مستجده بما يخدم مصالحها الاستراتجيه والقوميه وهي حتما على حساب المصالح القوميه العربيه ،
ايران عبر وزير خارجتها جواد ظريف تطرح خطة عمل شامله وبتصريحاته ان ايران تركز في جولة المباحثات على التطبيق لخطة العمل الشامله التي وضعناها سوية ونامل التطبيق التام وبنوايا صادقه للخطة وتبديد انعدام الثقه الذي ساد لعقود وبحسب اقواله ان هذه اولويتي التوتر بين عدد من دول الشرق الاوسط ، وتهديد الارهاب للاستقرار الدولي وقضايا الهجره كانا في جوهر المباحثات مع المفوضيه العليا للسياسه الخارجيه في الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيرني ، والامر ذاته بحسب تصريحاته امتد الى مباحثات الرئيس حسن روحاني مع الاطراف الامريكيه والاوروبيه المعنيه .
يبدوا ان امريكا تعيد رسم سياستها واستراتجيتها في المنطقه وفق التغيرات التي تشهدها المنطقه في ظل تغير موازين القوى وبحسب تصريحات مسؤولين امريكيين ان وزير الخارجيه الامريكي سيطرح مبادره جديده لحل سياسي في سوريا خلال اجتماعات الجمعيه العامه للامم المتحده في نيويورك وبحسب المسئولين الأميركيين سيبذل كيري جهودا للتوصل لصيغة ما تعيدنا إلى مفاوضات جوهرية حقيقية لم تتأخر كبيرة المفاوضين، الأم حول ملف إيران النووي ويندي شيرمان عن توضيح طبيعة الجهود هذه بقولها إن إدارة الرئيس باراك أوباما مستعدة لفتح نقاش مع طهران حول الأزمة السورية المسئولون الأميركيون سربوا إلى الإعلام الغربي ما يفيد بأنه من أجل التوصل لانفراجة سياسية في سوريا لا بد وأن تلعب إيران دورا في نهاية الأمر.
هذه الاجواء المستجده في الموقف الامريكي والغربي تعد تغير استراتيجي وجوهري في المنطقه ضمن اعادة صياغة المواقف والتحالفات في ظل حضور ايراني ملفت وغياب للنظام العربي ،
هذه التغيرات في المواقف في ظل غياب معلومات حول ما ستفضي اليه نتائج التحركات السياسيه عبر اجتماعات الهيئه العامه للامم المتحده ليست مفصوله عن الحراك الروسي في الميدانين العسكري والديبلوماسي ، التي لم تقتصر إرتدادات القرار العسكري الإستراتيجي لروسيا بالتواجد في سوريا على الشأن الميداني بل تعدته إلى قلب الحراك السياسي فروسيا لم تتوقف عن الإجتهاد بحثاً عن صياغة مشروع حل ينهي الحرب على سوريا فيما يبدو، حتى هذه اللحظة، أن الغرب بدأ يقتنع بإستحالة مروره من دون الرئيس الأسد قناعة لطالما تمسك بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيلتقي نظيره الأميركي باراك أوباما في إجتماع يقول ديبلوماسيون أميركيون إنه مهم لتحسين تفهم نيات أميركية نحو الحل السياسي في سوريا. الاستدارة الامريكيه الغربية في السياسة تعني أن منفذا ما قد سد، وفي الحالة الأميركية إنه المنفذ العسكري. فواشنطن ومنذ اندلاع الأزمة السورية تصدرت لائحة الدول التي اعتبرت أن الإرهاب صنيعة ما سمته النظام السوري، ولمواجهة هذا الإرهاب وصانعيه وفق القاموس الأميركي زودت واشنطن بخبراتها مسلحين صنفتهم ب"المعارضة السورية المعتدلة" أو ما سمي أيضاً "قوات سوريا الجديدة".
هذه القوات أو جزء منها سلم عتاده العسكري لجبهة النصرة. هل هذا يعني أن واشنطن من حيث شاءت أو لم تشأ سلحت النصرة المصنفة إرهابية؟
وتزويدهم المسلحين بالسلاح برز اكثر من مره باعتراف امريكي بذلك ، هذا الوضع شكل معضله لامريكا وادى بالفعل الى تعثر برنامج تدريب المسلحين ،
في حزيران الماضي أعلن وزير الدفاع الاميركي أشتون كارتر ما حرفيته: "لدينا ما يكفي من مواقع التدريب ولكن ليس لدينا ما يكفي من المتدربين". وعلى ما يبدو قام البرنامج بتدريب ما تيسر من المسلحين. ما تيسر، أي لا قضية ولا هدف وبالتالي لا مكان للاعتدال هنا، وهي الصفة التي تطلق على هذا النوع من المعارضة السورية.
أكثر من ذلك عناصر المعارضة المسماة معتدلة الذين تتلمذوا على يد الاستخبارات الاميركية وفي معسكرات الأردن وتركيا وغيرهما قضوا اما بنيران الاشتباكات مع جبهة النصره او تعرضوا للأسر أو للاعتقال من قبل الجبهة أو غيرها من المجموعات .
مر على اطلاق برنامج التدريب سنه تقريبا انفقت واشنطن ما يقارب 500 مليون دولار لمد المسلحين بما يلزمهم لمحاربة السلطه السوريه وداعش كما يقول الامريكيون
وفي مشهد التخبط هذا سرت معلومات عن نية جون ألن المنسق الاميركي لعمليات التحالف الدولي ضد داعش لتقديم استقالته لأسباب قيل إنها شخصية.
البنتاغون لم ير حرجا من الاعتراف بالفشل الذريع لبرنامج التدريب. فشل رسمته سنوات الأزمة السورية التي أفرزت المسلحين على الارض بين نصرة وداعش وبقية المجموعات التكفيرية... أي لا مكان لأي اعتدال هنا
هذا الفشل في السياسه الامريكيه دفعها للاستداره في تغيير المواقف الذي ادى الى تغير التحالفات التي تغير بفعل تغير موازين القوى على الارض وهذا بدور ادى للحضور الفاعل لدور ايران في المنطقه وغياب الحضور العربي الملفت ، وهذا يتطلب ضرورة اعادة النظر في مجمل السياسات للنظام العربي والاستراتجيه العربي ولا بد من موقف عربي ينهي الصراعات ويقود الى اعادة صياغه لاستراتجيه عربيه لانقاذ الوضع العربي بعد الفشل الذريع الذي منيت به سياسة النظام العربي بدءا من فتح القواعد العربيه والاراضي العربيه للقوات الغازيه لاحتلال العراق والانخراط بمشروع الصراع على سوريا لاسقاط الدوله السوريه وتسليح ودعم المجموعات التي اصبحت تشكل خطر على الامن القومي العربي واخر التحالف السعودي بحربه على اليمن التي اغرقت المنطقه برمتها في ازمات متتاليه مما ادى الى غياب موقف وحضور عربي في مقابل الحضور الايراني الذي يحاول ملئ الفراغ في المنطقه من خلال استراتجية ايران بتحالفها الاستراتيجي مع روسيا ومغازلتها للولايات المتحده والخاسر الاكبر في معادلة الصراع المستجده النظام العربي ،
المحامي علي ابوحبله