كم مرة أحس شعبنا الفلسطيني بالألم يعتصر قلوبهم ؟!! وكم مرة أحسوا بأنهم لا يقدروا على البكاء، لان دموعهم جفت ؟!! ولكن الآلام ما تزال تسكن قلوبهم، والحرقة تعصر قلوبهم، ( خوفاً، وهماً، وحزناً، وتردداً، وقهراً )، هذه بعضا من أحاسيس شعبنا التي ربما أحسست بها يوما ما، ولكن لا أحد يدري بمشاعرهم الدفينة التي لا تظهر إلى السطح.
إذا كتب كل فلسطيني ما يحزنه، وكل همومه وكل مشاكله، ما مقدار الورق الذي يحتاجه ليكتب ويدون كل الهموم وكل الإحزان وكل المشاكل ؟!! شعبنا بحاجة إلى من يستمع إليهم بصدق ليستشعروا بأنه يحمل همهم ومعاناتهم ليعمل على تذويبها وحلها, صحيح أن التخلص من هذه الهموم بسهولة بها نوع من الخيال ولكن علينا كفلسطينيين أن نرسم الأمل للأجيال نحو مستقبل زاهر بعيدا عن منغصات القيادات والمتنفذين والسياسيين أصحاب المنافع الخاصة والحزبية.
لا زال شعبنا يعيش تحديات مفصلية في مسيرتهم، تحديات أمنية واقتصادية وسياسية وثقافية وانقسام ضرب شقي الوطن، وأصبح الوطن الفلسطيني مدخلا للصراعات ومحطاً للازمات في المنطقة التي تعاني أصلا من أزمات كبيرة وصراعات مفتوحة.
إن الوطن الفلسطيني يمر هذه الأيام في ظروف اقل ما يقال عنها إنها خطيرة بعد أن وصل المشهد الفلسطيني إلى ما وصل إليه من توتر وتصعيد وتشنج في المواقف, فالحديث عن الخطورة هنا نابع من تزامن عدة معطيات على الأرض قد تؤدي إلى ما لم يتوقعه احد من مخاطر النسيج الوطني, فبعد أن وصل الوضع إلى طريق مسدود في إيجاد مخرج للأزمة التي تحيط بالمشهد السياسي، جراء أزمة الثقة بين البعض في وطننا، والتي تتجسد في كل يوم من خلال التقاطعات والتباعد في الرؤى.
لقد زرع ساسة فلسطين ومتنفذوها عوامل الإحباط لدى البعض من أبناء شعبنا، مما دفعهم إلى الهجرة إلى الخارج، بعد أن أدركوا إن مساحات الأمل بدأت تضيق إمامهم، فسبب إلى غرق الكثير منهم في مياه البحر، فازدادت حرقة شعبنا على أبنائهم الذين هاجروا بسبب تصرفات اللامسؤولة من قبل البعض من القيادات الذين لا يعرفون كيف يقودوا البلاد.
لقد ازدادت حرقة شعبنا، كذلك على تأخر السيد رامي الحمد الله في تنفيذ حزمة إصلاحاته التي أطلقها ودعمه السيد الرئيس ومنظمة التحرير وفوضه الشعب، وانتظر الشعب تفعيل تلك الإصلاحات وتنفيذ البرامج والسياسات، ولكن نجد أن السيد الحمد الله مكبل اليدين بتأثير التحالفات السياسية.
لقد ضيعوا السياسيون والمتنفذون الكثير من الفرص الكبيرة كان بالإمكان أن تستثمر لبناء حياة أفضل للمواطن الفلسطيني وبناء مؤسسات اقوي للدولة الفلسطينية، ولكنهم التهوا بالمناكفات والصراعات الفئوية والحزبية الضيقة والسماح بالتدخلات الخارجية وتضييع فرص كبيرة على وطننا وشعبنا من الصعب تعويضها، فلا تجعلوا يا ساستنا ما تمناه بكل الشعب يصبح كابوس فتخسروا تأييد الشعب لكم إن بقي للشعب فيكم من أمل..فمهلا أيها الساسة فنحن إلى أين نسير؟
كلام قبل السلام:
أحيانا أصارع نفسي بشكل سادي ولكني أنتصر في النهاية!!!
بقلم/ رامي الغف*
الإعلامي والباحث السياسي