منذ ما يزيد عن الشهر والكثير من أصحاب القول يتحدثون عن خطاب الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وكأنه الخطاب الذي سوف يزيح الصخرة التي تجثم على صدور شعبنا منذ النكبة الى يومنا هذا ,في حين أن الناظر الى واقعنا الفلسطيني والعربي والاسلامي والدولي يعلم جيدا بأن هذا الواقع المركب المعقد لا يعطي القيادة الفلسطينية قوة دفع الى الأمام ولكن قيادتنا تؤمن بأن الحق الفلسطيني الذي تدحرجت به منذ زمن الى يومنا هذا من خلال بعض النجاحات التي حققتها في 2011م حينما تمكنت القيادة من نيل الاعتراف الأممي بفلسطين دولة مراقب واليوم في 3092015 حينما ستكون احتفالية رفع علم فلسطين جنبا الى جنب مع اعلام دول العالم على هذه المؤسسة الدولية وباقي المؤسسات الدولية التابعة لها ويعيد الوهج الى تلك القضية التي يحاول أعدائنا ابعاد الاهتمام الدولي عنها وتكون القيادة الفلسطينية في محور اهتمامات كل القادة والزعماء الحاضرون لتلك التظاهرة الدولية فهذا بكل تأكيد يعني افشال المخطط الصهيوني في دثر قضيتنا الوطنية الى نهاية سلم الاهتمامات الاممية .
وهنا لابد من التذكير بأن الرئيس عباس قبل الوصول الى امريكيا وصل القاهرة والرياض والأردن وباريس وموسكو بهدف التشاور من اجل رسم الصورة التي يريد ان يوصلها الى العالم ,وتوضيح الصورة التي سوف يكون عليها حال المنطقة في حال استمر الوضع كما هو في ظل الهجمة الشرسة المنظمة التي يشنها الصهاينة على القدس بشكل خاص وعموم الأرض الفلسطينية ,ويقول للمجتمع الدولي بأن صبر شعبنا قد نفذ بعد سلسلة الجرائم المتعددة الأشكال والأنواع ومن عموم مكونات المجتمع الصهيوني وأن القيادة غير قادرة على الاستمرار بالالتزامات التي تعهدت بها في اتفاق اوسلو الذي مزقته الحكومات الإسرائيلية على التوالي كما أن القيادة لم تعد تثق بالراعي الامريكي وقدرته ورغبته في فرض الحل العادل وفق القرارات الدولية من هنا يجب على كل المعنيين باستقرار المنطقة التحرك الجدي قبل فوات الأوان مستغلا بذلك رغبة بعض الاطراف التي ترغب في تحقيق نجاح بعد سلسلة أخفاقات في السياسة الدولية.
امريكيا بعد حالة الفشل في المسألة السورية والفشل في المقاربة في الاتفاق النووي الإيراني بحاجة الى أن تحقق بعض الرغبات لبعض القادة العرب
روسيا بحاجة الى أن تقول لشعوب العربية بأنها ستقف أمام العبث الامريكي في المنطقة ليس في قضية بعينها ولكن مع كل القضايا التي تهم الأنسان العربي.
أوربا بعد هجمة اللجوء التي تعرضت لها نتيجة الصراع في سوريا ليست بحاجة الى مزيد من النزاعات التي تخلف موجات لجوء جديدة
السعودية بعد هذه الحرب التي لا يعرف لها نهاية بحاجة الى نجاح خارجي يخفف من حالة التململ الداخلي
مصر بعد سنتين من تنحية الرئيس مرسي وانتخاب الرئيس السيسي وعدم الاستقرار الداخلي بحاجة الى نجاح على صعيد القضايا العربية وخاصة بعد محاولة البعض أخذ راية قيادة العرب منها.
الأردن وبعد سياسة العجز التي كانت عليها حيال المسجد الأقصى الذي يقع تحت ولايتها الادارية بحاجة الى نجاح وسحب صاعق الانفجار الذي سوف تكون المتأثر الاول من نتائجه.
كل تلك الأوراق سوف يحملها الرئيس عباس في خطابه ملوحا بما تخشاه اسرائيل وهو التنصل من الاتفاقات الموقعة مع الطرف الفلسطيني وهذا بكل تأكيد يحمل الكثير من المعاني وعلى رأسها تنحي الرئيس عباس الذي أمن بالعمل بسلام من أجل السلام وسوف يقول للعالم بأن حكومة اسرائيل تتحمل وحدها النتائج التي سوف تترتب على ما سوف تؤل أليه الاوضاع القادمة .
ولكن بكل تأكيد لن يقف الرئيس على هذا المنبر الأممي وبيده سيف عنتر وهو الذي يعي على أي أرضية يقف ,ولن يعود من امريكيا ليدعو الى انتفاضة شعبية سواء بالحجر او السلاح كما دعا لها الرئيس ياسر عرفات ,كما أنه لن يسمح بعودة الكفاح المسلح والذي كان من أوائل من عمل عليه ليقول كما يريد البعض تغرق السفينة بمن فيها .ليجلب مزيدا من الدمار والخراب ليعود ويطالب العالم بعقد مؤتمر اعمار جديد.
ولكن سوف يعود الى شعبه وقد اعطى الوعد الصادق والانذار الاخير والأمل الاخير والفرصة الاخيرة للعالم أجمع
والتي لن تكون طويلة ولن تكون لجهة أو دولة بعينها بل للجميع انقذوا خيار السلام انقذوا حل الدولتين لشعبين انقذوا المنطقة من حرب دينية انقذوا المنطقة والعالم من التطرف الارهاب ودعوا شعبنا يعيش بأمن وسلام مع باقي شعوب المعمورة
بقلم/ نبيل البطراوي