ليس غريبا على المرأة الفلسطينة أن تبرز في عملها المقاوم في أي المواقع والصور وهي منذ بداية قضيتها أثببت مدى قوتها وشجاعتها في الدفاع عن كرامة أمتها وشعبها والسعي نحو تحرير أرضها وها هي اليوم تسطر في تاريخ النضال الفلسطيني أسطورة أخرى في تصديها ووقوفها في الصف الأول للمقاومة في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف
فترى النساء قد تجمعن كسد منيع في وجه الصهاينة المحتلين لمنع خطواتهم أن تتقدم نحو القدس ومقدساتها وتدنيس مسجدها المبارك فتراها تقاوم بكل ما أوتيت من قوة ووسائل بسيطة حتى لا تتوانى على أن تنزع " أجلكم الله " حذاءها الذي ترتديه لتلقي به على رأس المحتل أو على وجهه المدنس .
نساء أثبت أنهن كالأسود الثائرة التي لا تهدأ ولا تمل ولا تستكين قبل أن تؤلم عدوها الذي نال من حقها وسرق مدخرات أرضها فترى المرأة الفلسطينة في ميدان الكفاح والتصدي للمحتل في باحات المسجد الأقصى وما حوله لا يثنيها عن التراجع صوت الرصاص ولا قنابل الغاز والصوت ولا الضرب والإلقاء على الأرض ولا حتى إعتدائهم الفاضح بنزع حجابها ومحاولة كشف سترها ولا حتى جرها بين أيديهم الفاسدة للإعتقال و قيود السجن والسجان .
هن نساء يسجلن التاريخ من جديد بصورته العميقة المنطلقة من حب الأرض وحفظ المقدس فيها و رفع راية الكرامة والعزة لترفرف فوق قامات الأمم التي نامت وصمتت في موتها الطويل دون كلمة حق تتلى أو نظرة ضمير .
هن نساء سابقن الزمن نحو الخلود الدائم والبذل الكبير حتى لو فقدت الروح وقيد الجسد لا شيء يحول دون الصمود والبقاء في الميدان والدفاع عن أقدس المقدسات وعن شرف هذه الأمة وعن الوجود والهوية وإثبات الحق والكرامة .
هنيئا لكل إمرأة فلسطينة توشحت حجابها الأبيض ولبست ثوبها المطرز ورفعت راية الكرامة وتوجهت نحو المقاومة لتضحي بما تستطيع في سبيل أرضها ووطنها وحماية للتاريخ والأصل لهذه الأرض وطرد زيف المحتلبن وسرقة ما يحلو لهم من أرض وتاريخ .
وما زينة المرأة الفلسطينة وحليها إلا بذلك الكفاح الدائم والعطاء المنهل من عميق إحساسها نحو قضيتها التي تراها في كحل عينها وفي إبتسامتها مع الصباح في وجه أطفالها لتقول لهم كونوا أبطالاً وثواراً لهذه الأرض ما دام فيها عرق أسود يسرق روحها .
بقلم/ آمال أبو خديجة