هي حالة غاية في البساطة ،والتعقيد في آن ٍ واحد تطرأ علينا عندما نحلق بخيالتنا فنصعد فوق أعنان السماء ،وحينها تتراءى لنا الأبراج العالية، والقصور الأرضية الفخمة الأنيقة كالأقزام في حوض الكونغو..فتحيط بنا النجوم ،ويداعبنا همس القمر ..هي حالة تجرجرنا ..تجرجر جوانحنا الضعيفة ، رغما عنا ..تدخلنا بدائرة خالية الأقطاب فلا نستطيع أن نتشبث بالفرار بعيدا عن بؤرتها ..دائرة ترسمنا ولا نرسمها ..يصعب علينا مغادرة حلقاتها المستديرة المكتظة ،لأن مركزها يجذبنا .. يشد حنايانا ،بكل قوة وجمود ، فلا نستطيع الابتعاد أو الحراك كالأسفنج أو نافورات البحر ..أو كحال أمتنا الإسلامية المقعدة اليوم..والكارثة الشعورية هي عدم مقدرتنا على التحرر من تلك المغنطة الطارئة والغريبة التي تدغدغنا فجأة ،وبدون أدنى استئذان ..هي حالة بسيطة ..بل متناهية في البساطة، لأن حروفها صغيرة جدا لاتتجاوز الحرفين هي أشبه بتفرد الثقوب السوداء ، لكنها ..تحمل حلما ، وأملا ،ونبضا وروعة .. لكنها أي تلك الحالة غاية في التعقيد، وغاية في طلاسمها لأنها تأخذنا بعيدا جدا عن واقعنا ،فلا تتركنا وإلا وقد ارتطمنا بصخور واقع ٍ مريرٍ معصوب العينين .. يداهمنا بهمومه وجراحه والآمه ،وحينها فقط قد ننهض من سراب العلياء الواهمة.. أو نفقد كل صورها فنصبح مجرد بقايا ذكريات .. مجرد بقايا دقات ..هي حالة حب بكل معانيه يفسرها كل منا حسب رؤيته وثقافته ..!!
بقلم/ حامد أبو عمرة