بسم الله الرحمن الرحيم
حركة فتح تمر بمرحلة صعبة وهجمة ممنهجة تستهدف اضعافها والنيل منها ، ولحماية فتح من الانهيار واعادتها للريادة وقيادة المشروع الوطني ، لابد من التغيير واعادة الترتيب وفق متطلبات المرحلة ، وتوسيع وتقوية مؤسسات الحركة واعطاؤها دورها ، واعادة صياغة النظام الاساسي للحركة بما يضمن اعادة التجديد وضخ دماء جديدة لاستنهاض الحركة ، وبما يضمن استيعاب هذا الكم الجماهيري للحركة ، فحركة فتح تحتاج الي جيل شاب ينهض بها ويعيدها لدورها القيادي والريادي ،
وبتشخيص دقيق لسبب تراجع الحركة وضعفها ، نجد ان الخلل في القيادة التي لا تريد لاحد ان يعمل او يجتهد او ينجح ، فازمتنا الحقيقة بقياداتنا وطريقة تعاطيها مع الامور والقضايا ، واقصد الجميع ولا استثني احد ، للأسف مازالت تحكمنا افكار عفا عليها الزمن وتكرار تجارب فشلت وخيارات سقطت هو تكرار الفشل ويعتبر جريمة وخطيئة ،
فتح تحتاج الي تطوير برنامجها ونظامها بما يتلاءم وطبيعة الواقع وتطوراته ، وتغيير كل قيادات المراحل السابقة التي اثبتت فشلها وعدم قدرتها علي ان تكن بمستوي الوطن وتضحياته ، وكرهها الجمهور ويتذمر لمجرد ذكر اسمها ،
فالخطاب السياسي والاعلامي للسلطة الوطنية لا يتوافق مع ان يكون خطاب لحركة فتح ، فالسلطة الوطنية الفلسطينية لها برنامجها ولها اداراتها ولها قراراتها وعليها التزام باتفاقيات ومعادلات دولية تخضع لها ضمن حدود قطاع غزة والضفة الغربية ،
وحركة فتح لها برنامجها ونظامها وقيادتها ، وهي حركة تحرر وطني لها اهدافها ومبادئها التي تلتزم بها ، وتسعي لتحقيقها ،
ويجب الفصل كليا بين حركة فتح كتنظيم ثوري وحركة تحرر وطني وبين السلطة الوطنية كإدارة تدير شئون الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع كحكم ذاتي مؤقت ، لحين قيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة ،
وتبقي حركة فتح محافظة علي كادرها وابناءها ومقاتليها وبرنامجها حتي تحقيق اهداف شعبنا بالحرية واقامة دولته المستقلة ،
فالنظام السياسي القوي الناجح ، يحتاج الي حزب سياسي جماهيري قوي ليحافظ عليه ويحميه ويسانده ويتواصل مع الجماهير لتوضيح الصورة والتقارب من نبض الجماهير وآلامهم ومعاناتهم ،
ويجب علي من يمارس العمل التنظيمي ان يتفرغ تماما للعمل التنظيمي بعيدا عن الحكومة والوزارة ، فكيف لعضو لجنة مركزية مفوض بلجنة حركية لها مهماتها ومطلوب منها انجازات ان يكون وزير ،
يجب التركيز علي المهمة التنظيمية ولا تكن اعباء الوزارة تتحملها الحركة ويتم الصاق التقصير بالوزارة كتقصير من حركة فتح ، فالحركة لها مهماتها الوطنية الكبيرة التي تؤسس لبناء وطن وبناء انسان قادر علي حمل الوطن وحمايته ، فعضو اللجنة المركزية ليس بالضرورة ان يكون وزير ، ومن يحمل مهمة تنظيمية يجب ان يتفرغ لها لإنجازها والنجاح بها ،
عاشت فتح حامية المشروع الوطني ، فقوة فتح قوة للوطن ، ووحدة فتح وحدة للوطن وانتصار للقضية ،
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]