إجراءات الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان القدس العنصرية تهدف إلى تفريغ وإخلاء المدينة من سكانها

بقلم: علي ابوحبله

الهبة الجماهيرية الفلسطينية نصرة للأقصى ورفضا لكل ممارسات الاحتلال الصهيوني القمعية والتي يصفها البعض بالهبة الجماهيرية المتصاعدة ضد الاحتلال الإسرائيلي . انعكاس الهبة الشعبية الفلسطينية بوجه الاحتلال الإسرائيلي لتعم كافة أرجاء الجغرافية الفلسطينية أربكت حكومة الاحتلال الصهيوني وأدت إلى تدهور امني واقتصادي على كافة الصعد الاسرائيليه .

حكومة الاحتلال الصهيوني باتخاذها لجملة قرارات تحت بند أوامر ومناشير عسكريه تشرع لقتل الفلسطينيين وهدم بيوتهم والتوسع بالاعتقال الإداري والاعتقالات شبه أليوميه لن تؤدي سوى إلى ازدياد التصعيد وتوسيع قاعدة الهبة الجماهيرية التي تتصاعد وتيرتها يوما عن يوم .

مؤشرات الهبة الجماهيرية الفلسطينية أنها في تصاعد وهي تعبير عن حالة الغضب الفلسطيني الذي يثور في

وجه الاحتلال الإسرائيلي ردا على الممارسات والإجراءات القمعية التي تتخذها قوات الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين وان هذه الإجراءات دفعت وتدفع بحمى تصعيد ثورة الشعب الفلسطيني بوجه الاحتلال الإسرائيلي .

لا يمكن عزل عملية بئر السبع عن غيرها من العمليات التي تتصاعد وتيرتها وأصبح زمام الأمن يفلت من يد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تمارس عنصريتها بحق الفلسطينيين والمقدسيين ضمن مسعى حكومة نتنياهو لتكريس مفهوم العنصرية بالفصل لأهل القدس كما سبق وان عملت على تحويل الضفة الغربية إلى كنتونات وعزل المناطق الفلسطينية بعضها عن بعض .

سياسة الابرتهايد التي مارستها القوه الغاشمة في جنوب إفريقيا أدت إلى نضال وكفاح جنوب إفريقيا وإسقاطها لسياسة الفصل العنصري . وان محاولات حكومة نتنياهو لتكريس سياسة الفصل العنصري ستزيد في كفاح ومقاومة الفلسطينيين لهذه السياسة المدمرة والتي تهدف حكومة الاحتلال الإسرائيلي من ممارساتها لإفراغ مدينة القدس من أهلها

على مرأى ومسمع العالم تتخذ حكومة الاحتلال الإسرائيلي قراراتها التي تخرق كافة القوانين الدولية والمعاهدات الدولية وهي تقسم القدس وخاصة الإحياء العربية إلى كنتونات عبر سياسة الفصل العنصري دون ادانه دوليه للإجراءات الاسرائيليه وصمت عربي .قرى وأحياء وحارات في القدس عزلها الاحتلال عن بعضها البعض بالمكعبات الإسمنتية والحواجز الحديدية.. والتي جاءت تطبيقا لقرارات المجلس الوزاري المصغر في الحكومة الإسرائيلية (الكابينيت)، والتي من ضمنها فرض إغلاق على الأحياء العربية، وإخضاع المواطنين المقدسيين للتفتيش عند دخولهم إلى أحيائهم وخروجهم منها، مما يزيد من أزمة الطرق والتضييق عليهم... ومنذ تصاعد الهبة الجماهيرية تواصل سلطات الاحتلال توزيع ووضع المكعبات الإسمنتية في أحياء وحارات المدينة. في جبل المكبر أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي 4 مداخل ، وأبقت على مدخلين يستخدمهما السكان أحدهما وضعت عليه نقطة تفتيش (مكعبات وجنود)، حيث يتعمدون التضييق على المواطنين وعلى حركتهم أثناء الدخول والخروج منها. وان الاهالي يخضعون لتفتشيات استفزازية خلال دخولهم

وخروجهم من اماكن سكناهم .

وفي صور باهر أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي3 مداخل بالكامل لقرى (صور باهر وامليسون وغزيل وأم طوبا)، التي يقطنها 51 ألف نسمة، حيث سيضطرون لاستخدام طريق واحدة وهي

من دوار القاعة للخروج والدخول إلى أماكن سكناهم ، وقد تم نصب مكعبات اسمنيتة ووضع حاجز عليها.، كما سيؤدي الى التضييق على مدارس صور باهر أل 13 إضافة الى 6 مراكز صحية أما في العيسوية فقد أغلق الاحتلال مدخل القرية الرئيسي بالمكعبات الإسمنتية، ونصب حاجزا ومكعبات على المدخل الشرقي المؤدي الى شارع معالي أدوميم.

وفي قرية الطور والتي يقطنها 33 ألف نسمة أًصبحت محاطة بالمكعبات الإسمنتية والحواجز العسكرية، فأغلق الاحتلال المدخل المؤدي الى الزعيم وأريحا والعيزرية وشوارع داخلية وشارع سليمات الفارسي، كما نصب حاجزا عند أحد مدخلها الملاصق لمستشفى المطلع.وان الاحتلال حول المنطقة الى سجن كبير بسبب الحواجز والمكعبات في كل المناطق، وان في

قرية الطور يوجد مستشفى المقاصد ومستشفى المطلع، و11 مدرسة واحدة منهم لأصحاب الاحتياجات الخاصة. كما يأتي للطور العديد من المواطنين قاصدين المستشفيات أو المدارس، والعديد من أبناء الطور يدرسون في مدارس القدس.

وفي سلوان أغلقت سلطات الاحتلال مدخل وادي الربابة إضافة وضع نقاط تفتيش ومكعبات في حي وادي حلوة ورأس العمود والثوري، وتقوم بتوقيف المركبات والشبان أثناء سيرهم ويتم إخضاعهم للتفتيش والتنكيل.

هذا عدا عن نشر المكعبات ونصب الحواجز فإن الاحتلال وضع السواتر الحديدية في الشوارع وطرقات القدس وعلى أبواب البلدة القديمة، ويقوم بتفتيش المارة، وقد سبق ذلك نصب بوابات الكترونية في طرقات القدس القديمة وعلى أبواب المسجد الأقصى.

القدس تحولت لسجن كبير وان أهل القدس وسكانها يخضعون لإجراءات عنصريه لم يسبق لها مثيل وان حكومة نتنياهو بإجراءاتها العنصرية وممارساتها القمعية ضد المقدسسين تزيد من الغضب الجماهيري الفلسطيني وان الإجراءات لسلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين والممارسات العنصرية بإطلاق يد المستوطنين لارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين تزيد في إشعال المنطقة لان الإجراءات العنصرية المرتكبة بحق الفلسطينيين هي بمثابة صب الزيت على النار الملتهبة ، وان سلطات الاحتلال الصهيوني تحاول بإجراءاتها القمعية تحويل الحياة في القدس الى جحيم لا يطاق ظنا أنها بهذا تعمل على ردع المقدسيين وإخافتهم ومنعهم من التعبير عن غضبهم ضد الممارسات الاسرائيليه العنصرية .

إن حكومة الاحتلال الصهيوني بإجراءاتها وعنصريتها وعنجهيتها تدرك أن القدس محتله ومهما كانت إجراءاتها فلن تحول دون تمسك المقدسيين بوطنهم ومدينتهم . وان هبة الجماهير الفلسطينية وثورتهم في وجه المحتل الإسرائيلي جاءت لتؤكد زيف الادعاء الإسرائيلي بان القدس موحده وان عزل أحياء القدس بعضها عن بعض لن يجدي نفعا وان الإجراءات لسلطات الاحتلال الإسرائيلي لن تؤدي لتفريغ القدس لان المقدسيين متمسكون بمواطنتهم ألمقدسيه.

المجتمع الدولي مطالب اليوم بتوفير حماية للمقدسين، الذين يعانون من العقوبات الجماعية والإعدامات الميدانية التي تم توثيق 21 حالة منها. وان الأوان لوضع حد لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية وإلزام حكومة الاحتلال الصهيوني للانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس ، الفلسطينيون لهم مطالب عادله ومشروعه وأقرتها كافة القوانين والمواثيق الدولية وان مفتاح الأمن والسلام لن يكون بالكتل الاسمنتيه وبسياسة العزل العنصري وإنما بالإقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية.

بقلم/ علي ابوحبله