حركة فتح بسيطة كإتسامة طفل عميقة مثل عيون كهل .

بقلم: سامي ابو لاشين

(لا يوجد خطب في القيم والمفاهيم الفتحاوية بل الخطب في القائمين عليها)
حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
يحلو لنا وصفها ام الجماهير وحركة البسطاء والعامة وحركة من لا حركة له .
حركة فتح هي حركة تحرر وطني ، تقوم علي فلسفة بسيطة تعتمد علي التعبئة الوطنية وتوجيه البوصلة نحو مقاومة المحتل طريقا لتحرير فلسطين ، ولاتعتمد التعبئة الايدلوجية والتعبئة الحزبية بل تستند علي التعبئة الوطنية النضالية والكفاحية وعلي التعبئة بالشعور بالانتماء والمسؤولية لكل ما هو فلسطيني ، وهي مفتوحة لكل انسان يؤمن بالقضية الفلسطينية ويريد النضال من اجلها ، هذه حركة فتح بكلمات بسيطة جدا .....
.
اما حول ادارتها وحول برنامجها السياسي والكفاحي وخطوات سيرها .
فقد انشات حركة فتح قانونها الخاص وهو (النظام الداخلي )
والذي يحدد الخطوط الحمراء واستراتيجيات الحركة ويأتي فيه شرح وتفصيل للمباديء والاهداف التي تقوم عليها الحركة كما يأتي فيه ايضا القانون الذي يدير وينظم العلاقات بين الاعضاء وبين الاطر التنظيمية ويحدد الحقوق و الواجبات للعناصر والاعضاء .
،
اما عن برنامجها السياسي والكفاحي
طرحت حركة فتح منذ البدء تبنيها لما سمي (النظرية الثورية )
(( والتي تنص علي ان برامج وتوجهات الحركة يجب ان تتخذ من الواقع المُعاش و تتوافق مع الحالة الجماهيرية لابناء شعبنا وظروف القضية والمتغيرات الدولية . ))
من هنا استطاعت حركة فتح وعبر الازمنة والمراحل المختلفة ان تكون حاضرة بشكل فاعل وقوي نظرا لمرونة هذه الرؤيا في وضع برامج وتوجهات الحركة والتي ساعدتها علي التوافق والصمود مع كل مرحلة بمختلف ظروفها بما لا يتعارض مع قيمها ومبادئها الاساسية . وقد قدمت حركة فتح بالتضحية والفداء نموذجا مشرفا للعمل الوطني ولم تغب عن الساحة مطلقا بل استمرت في ريادة الميدان .
وهذا ما ساعدها علي الاستمرار والتمدد بين الجماهير رغم كل ما تعانيه من ازمات ولا يخفي علي احد هذا المد الجماهيري الواضح لها بين جيل الشباب الذي لم يخضع لعملية تنظير وتأطير ولم يعاصر عظيم الامة ياسر عرفات رحمه الله ورغم ذلك خرج فتحاويا بالفطرة وان هذا دل علي شيء يدل علي صدق ما ذكرناه في مقدمة الحديث فكل فلسطيني يشعر انه فتحاوي وبامكانه ان يكون فتحاوي .
،
يتضح من كل ما سبق ان الازمة التي تعاني منها حركة فتح ليست متعلقة ببرنامجها ورؤيتها بل هي بالاشخاص القائمة علي ادارة هذه البرامج والرؤى.
وهي ازمة ليست جديدة وليست وليدة المرحلة بل هي قديمة مستأصلة ولا ابالغ ان قلت انها بدات بعد اتفاقية اوسلو وانخراط معظم قيادات فتح في السلطة واهمالهم للتنظيم وخلط المفاهيم بين ان من وقع هو منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وليس حركة فتح ، بالتالي هي كحركة ليست مقيدة مع اسرائيل باي اتفاقيات ، وهذا ما يدركه الاحتلال جيدا لذلك لم يتوقف عن اغتيال واعتقال نشطاء فتح حتي ما بعد اتفاقية اوسلو ولم تتوقف فتح عن الكفاح والنضال حتي ما بعد اوسلو .
،
كل ما تم ذكره يقودنا و يؤكد ان الخلل في الاشخاص القائمين علي الحركة وليس في نهج الحركة ، وقد كُتب وقيل بهذا الامر كثيرا فإلي متي ستستمر الكتابة والنداءات دون جدوى .!!!
انني اقترح علي كل الحريصين والمهتمين والمنتمين لفتح من شخصيات واسماء كبيرة بالتواصل الفوري وعقد اجتماع يتم فيه دعوة اعضاء المركزية والثوري والرئيس بصفته القائد العام ، ويتم اتخاذ قرارت فورية تعزل شاغلي المواقع دون جدوى واصحاب التجارب الفاشلة واعطاء الفرصة لجيل الشباب من ممارسة دوره في كافة المجالات وينطبق هذا الامر علي كل ساحات الوطن سواء في الوطن او الشتات .
نحن في مرحلة ثورية تحتاج لخطوات ثورية وشخصيات ثورية وهذه الجماهير اصابتها تخمة من الخطب ومن تشخيص الحالة وتريد نهوضا حقيقا وقولا مقرون بفعل ملموس ذو ابعاد حقا هادفة لاسترداد هيبة الحركة ومكانتها الطليعية وليس مجرد استزاف للطاقات والوقت والامكانيات في صراعات عبثية واجتهادات لا تقدم للحركة شيء .
،
عاشت فلسطين حرة عربية
الجنة بإذن الله للشهداء الابرار
الحرية لاسرانا البواسل
التحية للقابضين علي السكين والحجر .
بقلم / سامي ابو لاشين