تصريحات الوليد بن طلال للقبس الكويتية انقلاب على التاريخ والجغرافية والعقيدة الاسلاميه

بقلم: علي ابوحبله

شهوة السلطة وحب المال والتسلط هو الذي يقود البعض من المسئولين العرب وعدد من أنظمة الحكم في العالم العربي إلى التعصب والانحراف العقائدي والفكري ويبعدهم عن صلب القضايا العربية وفي أولويتها فلسطين ، وهو الذي أبعدهم عن عقيدتهم الاسلاميه فأصبحت المفاهيم لدى هؤلاء تشكل انقلاب على العقيدة والتاريخ والجغرافية ، لم يدرك بعض السياسيين والكتاب والصحفيين والإعلاميين العرب أن فلسطين هي جزء لا يتجزأ من العقيدة الاسلاميه وان التنصل من القضية الفلسطينية هو تنصل للعقيدة الاسلاميه وإنكار لإسلامية القدس والأقصى وتحلل من ألعهده العمرية .

تصريحات الوليد بن طلال وهي ضمن سلسلة من التصريحات لسياسيين وكتاب وإعلاميين تشكل صدمه حقيقية للإسلام والمسلمين لان هؤلاء لم يتمعنوا في معنى القران الكريم ولم يتمكنوا من عقيدتهم الاسلاميه وهم يدعون أنهم يطبقون شرع الله ولو كانوا كذلك لما ابتعدوا عن تعاليم الدين الإسلامي ولما نادى هؤلاء للتحالف مع إسرائيل والقران الكريم في هذا صريح وواضح بحيث لا لبس فيما احتواه القران الكريم من ايات ترشد المسلمين لجوهر دينهم وترسم لهم طريقهم في الحياة الدنيا وتبين لهم حقيقة غير المسلمين قال الله تعالى في معجم كتابه (ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين .

وهنا لا بد وان نتوقف مع تصريحات الأمير السعودي الوليد بن طلال إمبراطور المال السعودي مع القبس الكويتية يوم الثلاثاء الواقع في 27/10/2015 والتي تحدد موقف الامير السعودي من الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي .

فحسب ما جاء في يومية "القبس" الكويتية أكد الأمير السعودي اللامع وإمبراطور المال الوليد بن طلال أن بلاده يجب أن تراجع مواقفها السياسية وتضع إستراتيجية جديدة لمقارعة التأثير الإيراني المتعاظم في دول الخليج من خلال عقد معاهدة دفاع مشترك مع تل أبيب لردع أي تحرك إيراني محتمل في ضوء التطورات المفاجئة في سوريا والناتجة عن التدخل الروسي.

ويقول الوليد "إن الفوضى القائمة في الشرق الأوسط تشكل مسألة حياة أو موت للمملكة، وأنا أعرف أن الإيرانيين يسعون إلى خلع النظام السعودي من خلال لعب الورقة الفلسطينية، وبالتالي فإنه يجب على السعودية وإسرائيل إفشال (مؤامرتهم) بتصليب علاقاتهما وتشكيل جبهة موحدة لإعاقة إجندة إيران الطموحة". واقتبست وكالة الأنباء الكويتية "كونا" من أقوال الوليد :"على الرياض وتل أبيب أن ينجزا تسوية مؤقتة حيث لم يعد بالمستطاع الدفاع عن السياسة السعودية في الأزمة العربية الإسرائيلية" .

وتسعى إيران إلى توطيد حضورها في المتوسط من خلال دعم نظام الأسد في سوريا، يقول الوليد، وما فاقم الوضع للسعودية وأخواتها من دول الخليج أن روسيا بوتين قد باتت قوة شريكة في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أربع سنوات، وذلك من خلال مهاجمة قوات إسلامية دربتها "السي آي إيه". هذا يبرز أهمية العلاقة بين السعودية وإسرائيل، لإحباط محور روسيا- إيران- حزب الله.

"وهنا تستوقفنا ما قاله الوليد بن طلال بقوله سأقف مع الأمة اليهودية وطموحاتها الديمقراطية في مواجهة اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وسأبذل كل جهدي لكسر أي مبادرة عربية مشئومة لإدانة تل أبيب، لأنني أعتبر التوافق العربي الإسرائيلي والصداقة المستقبلية بينهما ضروريان لمواجهة التعديات الإيرانية الخطرة". هذا ما اقتبسته "القبس" من إمبراطور المال من مقابلة معه أثناء جولته في دول خليجية هي الكويت والبحرين وقطر والإمارات وعمان بهدف حشد التأييد للفصائل الإسلامية التي تدعمها السعودية في سوريا حسب ما جاء في أقوال وتصريحات الوليد بن طلال وغيره من المسئولين الداعمين لهذه المجموعات المسلحة

تصريحات وأقوال الوليد بن طلال تؤكد أن الإرهاب الممارس في سوريا هو بدعم أمريكي سعودي خليجي حيث يصف الوليد بن طلال المجموعات المسلحة الارهابيه بالفصائل الاسلاميه التي تنفذ أجنده غير إسلاميه

هذه التصريحات للأمير السعودي وليد بن طلال وغيرها من التصريحات لمسئولين سعوديين كتلك التي صدرت عن اللواء أنور عشقي ومسئولين سعوديين اجتمعوا مع مسئولين اسرائليين تدلل على الانحراف الفكري وتثير الفزع في النفوس لحقيقة ما وصل إليه النظام العربي الذي يسعى للتحالف مع إسرائيل لتحقيق مصالحه على حساب المصالح العربية وفي مقدمتها وأولويتها القضية الفلسطينية .

وهنا تستذكرنا ، تصريحات الجنرال السعودي أنور عشقي للتلفزيون الإسرائيلي بوصفه لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو بالرجل القوي والواقعي والمنطقي وتصريحات أنور عشقي هذه تدلل على مدى التحالف والتنسيق مع إسرائيل الذي ينشده المسئولين السعوديين والخليجيون . وبحسب تصريحات عشقي التي تتوافق مع تصريحات الوليد بن طلال ومسئولين سعوديين يعربون من خلالها أن النظام العربي بحاجه لإسرائيل لمنع محاولات إيران الهادفة لزعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط حسب تصريحاته ،

إن التصريحات ا لمسئولين السعوديين تحريف الصراع عن أولويته والتحالف مع إسرائيل أمر مستهجن ومستغرب تصريحات الوليد بن طلال وأنور عشقي وغيرهم من المسئولين السعوديين تكشف عن مدى التقارب السعودي الإسرائيلي ، وان حقيقة هذا التحالف واهدافه خدمة لإسرائيل وان حقيقة الصراعات وجوهرها هو لتحقيق امن إسرائيل

وتستذكرنا في هذا الرد على تصريحات الوليد بن طلال وغيره من المسئولين السعوديين والعرب سعيهم للتقارب والتحالف مع إسرائيل" خطبة القاضي مُحي الدين بن الزكي في يوم الجمعة التي أعقبت تحرير القدس " وجاء فيها :-

أيها الناس: ابشروا برضوان الله الذي هو الغاية القصوى والدرجة العليا لما يَسره الله على أيديكم من استرداد هذه الضالة من الأمة الضالة وردها إلى مقرها من الإسلام بعد ابتذالها في أيد المشركين قريبا من مائة عام وتطهير هذا البيت الذي أذِن الله أن يرفع وأن يذكرَ فيها أسمه وإماطة الشرك عن طرقه بعد أن امتد عليها رواقه واستعمر فيها رسمه ورفع قواعده بالتوحيد فإنه بُنيَ على بالتقوى ، فإنه أسس على التقوى من خلفه ومن بين يديه ، فهو مَوطنُ أبيكم إبراهيم ومعراج نبيكم محمد عليه السلام وقبلتكم التي كنتم تُصَّلْ ون إليها في ابتداء الإسلام وهو مقرُ الأنبياء ومقصِدُ الأولياء ومقرُ الرسل ومهبط الوحي ومَنْزِلُ تَنَزل الأمر والنهي وهو في أرض المحشر وصعيدُ المَنْشَرْ،وهو في الأرض المقدسة التي ذكرها الله في كتابه المبين وهو المسجد الذي صلى فيه رسول الله(ص) بالملائكة المُقربين وهو البلد الذي بعث الله إليه عبده ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحه عيسى الذي شَرْفَه الله برسالته وكرمه بنبوته ولم يزحزحه عن رتبة عبوديته فقال تعالى : [ لن يستنكف المسيح أن يكون عبد الله ] وقال: [لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم]

وهو أول القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين لا تشد الرحال بعد المسجدين إلا إليه ولا تعتقد الخناصر بعد الموطنين إلا عليه ولولا أنكم ممن اختاره الله من عباده واصطفاه من سكان بلاده لما خصكم بهذه الفضيلة التي لا يجاريكم فيها مجار ولا يباريكم في شرفها مبار فطوبى لكم من جيش ظهرت على أيديكم المعجزات النبوية والوقعات البدرية والعز مات الصديقية والفتوح ألعمريه، والجيوش العثمانية والفتكات العلوية، جددتم للإسلام أيام القادسية والوقعات اليرموكية والمنازلات الخيبرية، والهجمات الخالدية، فجازاكم الله عن نبيه محمد أفضل الجزاء وشكر لكم ما بذلتموه من مهجك في مقارعة الأعداء وتقبل منكم ما تقربتم به إليه من مهرا ق الدماء وأثابكم الجنة فهي دار السعداء فاقدروا رحمكم الله هذه النعمة حق قدرها وقوموا الله تعالى بواجب شكرها فله النعمة عليكم بتخصيصكم بهذه النعمة وترشيحكم لهذه الخدمة فهذا هو الفتح الذي فتحت له أبواب السماء وتبلجت بأنواره وجوه الظلماء وابتهج به الملائكة المقربون وقربة عينا الأنبياء والمرسلون فإذا عليكم من نعمة بأن جعلكم الجيش الذي يفتح عليه البيت المقدس في آخر الزمان والجند الذي تقوم بسيوفهم بعد فترة من النبوة إعلام الأيمان فيوشك أن تكون التهاني به بين أهل الخضراء أكثر من التهاني به بين أهل الغبراء أليس هو البيت الذي ذكره الله في كتابه ونص عليه في خطابه فقال تعالى : [ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ]

أليس هو البيت الذي عظمته الملوك وأثبت عليه الرسل وتليت فيه الكتب الأربعة المنزلة من إلهكم عز وجل أليس هو البيت الذي أمسك الله عز وجل الشمس على يوشع لأجله أن تغرب وباعد بيت خطواتها ليتيسر فتحه ويقرب أليس هو البيت الذي أمر الله موسى أن يأمر قومه باستنقاذه فلم يجبه إلا رجلان وغضب عليهم لأجله فألقاهم في التيه عقوبة للعصيان فاحمدوا الله الذي أمضى عزائكم لما قعد عنه بنو إسرائيل وقد فضلهم على العالمين ووفقكم لما فيه من كان قبلكم من الأمم الماضين وجمع لأجله كلمتكم وكانت شتى فليهنكم أن الله قد ذكركم به فيمن عنده وجعلكم بعد أن كنتم جنودا لاهويتكم جنده وشكركم الملائكة المنزلون على ما أهديتم إلى هذا البيت من طيب التوحيد ونشر التقديس والتحميد وما أمطتم عن طرقهم فيه من أذى الشرك والتثليث والاعتقاد الفاجر فالآن يستغفر لكم أملاك السماوات وتصلي عليكم الصلوات المباركات فاحفظوا رحمكم الله هذه الموهبة فيكم واحرصوا هذه النعمة عندكم بتقوى الله التي من تمسك بها سلم ومن اعتصم بعروبتها نجا وعصم واحذروا من إتباع الهوى وموافقة الردى ورجوع القهقرى والنكول عن العدا وخذوا في انتهاز

الفرصة وإزالة ما بقى من الغصة وجاهدوا في الله حق جهادة وبيعوا عباد الله أنفسكم في رضاه إذ جعلكم من الخير عباده وإياكم أن يستذلكم الشيطان وأن بتداخلكم الطغيان فيخل لكم أن هذا النصر بسيوفكم الحداد ،وبخيولكم الجياد ، وبجلادكم في مواطن الجلاد، لا والله عزيز حكيم ،واحذروا عباد الله بعد أن شرفكم بهذا الفتح الجليل والمنهج الجزيل ، وخصكم بهذا الفتح المبين ، وأعلق أيديكم بحبله المتين أن تقترفوا كبيرا من مناهيه وأن تأتوا عظيما من معاصيه فتكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، والذي آتياه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ،و الجهاد فهو من أفضل عباداتكم وأشرف عادتكم أنصروا الله ينصركم ،اذكروا أيام الله يذكركم ، اشكروا الله يزدكم ويشكركم ، جِدُّوا في حسم الداء وقطع شأفة الأعداء وتطهير بقية الأرض التي أغضبت الله ورسوله واقطعوا فروع الكفر واجتثوا أصوله فقد نادت الأيام بالثارات الإسلامية والملة المحمدية الله أكبر فتح الله ونصر ،غلب الله وقهر ، أذل الله من كفر واعملوا رحمكم الله أن هذه فرصة فانتهزوها وفريسة فأنجزوها ومهمة فأخرجوا لها هممكم ،وأبرزوها،وسَيِّروا إليها عزماتكم، وجَهِزوها فالأمور بأواخرها والمكاسب بذخائرها، فقد أظفركم الله بهذا العدو المخذول، وهم مثلكم أو يزيدون فكيف وقد أضحى في قبالة الواحد منهم عشرون منكم، وقد قال تعالى:..

(إن يَكُنْ منكم عٍشرون صابِرون يغلِبُوا مائتين) أعاننا الله على إتباع أوامره والازدجار بزواجره وأيدنا معشرَ المسلمين بِنَصرٍ من عنده ، إن ينصُركُمُ الله فلا غالب لكم وإن يَخذلكم فمن ذا الذي ينصُركم من بعده

بهذه الخطبة العصماء التي وضحت للمسلمين طريقهم لتحرير فلسطين والقدس والأقصى من دنس الصليبيين وأعداء المسلمين كافة وما احتوته الخطبة من إثباتات وقرائن وآيات كريمه تثبت قدسية فلسطين وأنها جزء لا يتجزأ من عقيدة المسلم وخصها الله تعالى بقدسيتها وأهميتها في نفوس وعقول المسلمين .

إنما جاء في أقوال الوليد بن طلال وغيره من المسئولين السعوديين تتعارض مع الفكر الإسلامي والعقيدة الاسلاميه التي هي مرجعية العائلة الحاكمة في السعودية ،

إن خطورة التصريحات الصادرة عن مسئولين سعوديين وآخرها ما جاء على لسان الأمير الوليد بن طلال تتطلب من الجهات الرسمية والنافذة في العائلة المالكة السعودية لتصويب هذه الأقوال والتصريحات التي تتنافى مع عقيدة الإسلام والمسلمين وتضر في وحدة المسلمين وتتنكر لحقوقهم في فلسطين والأقصى وكافة المقدسات في فلسطين وتحلل للعهدة العمرية لأننا نخشى ما نخشاه مستقبلا مطالبة اليهود في خيبر والمدينة المنوره مما يتطلب من المسئولين السعوديين والعرب العودة عن تصريحاتهم الداعية للتحالف مع إسرائيل والهرولة للتطبيع معها ووضع حدود لهذه الشطحات والانحرافات التي في جوهرها وحقيقتها تحريف لعقيدة المسلم .

بقلم/ علي ابوحبله