انتفاضة القدس إرادة شعب

بقلم: محمد مصطفي شاهين

1-بعد تزايد الاعتداءات الصهيونية على القدس من اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى وحالة الفشل في إيجاد أي حل سياسي مع القيادة السياسية الإسرائيلية جعلت المواطن الفلسطيني يفكر في إيجاد حلول جديدة في ظل التهديدات الإسرائيلية لمدينة القدس وزيادة قمع سلطة الاحتلال للسكان المقدسيين بشتي الاشكال من هدم للبيوت واعتقالات ومصادرة أملاك مما جعل هذه الفترة من تاريخ القضية الفلسطينية مرحلة مهمة و ضرورية لأحداث تغيرات من خلال التحركات الشعبية النضالية ،بدأت ملامح انتفاضة القدس بالظهور نتيجة استمرار حالة التهويد والاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى فكانت الهبة الجماهيرية للتصدي لذلك العدوان الإسرائيلي المخطط له لنهب حقوقنا الوطنية الفلسطينية .
انطلقت انتفاضة القدس بقيام الشهيد مهند الحلبي يوم3/10 بعمليته البطولية ليفجر انتفاضة السكاكين فكانت بداية لسلسلة مواجهات قادها الشباب الفلسطيني فأحدثت مفاجئات للمنظومة الأمنية الإسرائيلية هذه الانتفاضة أظهرت قصر نظر الامن وأجهزته ووهم الدولة، عناصر الانتفاضة هم عدد كبير من الشباب المنتفض المشارك في اعمال الانتفاضة في طابع شعبي ملموس بالتزامن مع التأييد السياسي لهذه الانتفاضة الشعبية ومباركتها من التنظيمات السياسية الفلسطينية مع ان القيادة الفعلية للانتفاضة هم من القيادات الشابة العاملة علي الأرض وضمن فعاليات هذا الحراك الشعبي.

2-تنوعت وسائل النضال في الانتفاضة ما بين الحجر والسكين والأسلحة النارية ،فكان للسكين مكانة كبيرة فمعظم العميات التي حدثت هي عمليات طعن لليهود المغتصبين ولجنود الاحتلال الإسرائيلي و الغالب علي الاحداث هو الطابع الجماهيري ومشاركة جميع فئات وألوان الطيف الفلسطيني والوطني في فعاليات الانتفاضة منذ أوائل أيام انتفاضة القدس شعرت المؤسسة العسكرية بانعدام الرؤية لوقف الاحداث وما أجمع عليه المحللين أن هذه العمليات ذات التخطيط الفردي صعبة الإحباط أو التصدي لها قبل حدوثها مما جعل شوارع إسرائيل شبه فارغة من البشر مما انعكس سلبا و أثر على الاقتصاد بخسائر فادحة في شتى مفاصل الحياة التجارية وعلى صعيد الخسائر البشرية فقد لقى ثلاثة عشر إسرائيليا مصرعهم و أصيب المئات منهم منذ بداية انتفاضة القدس.
أما عند الحديث عن شهداء الانتفاضة فقد ارتقى62 شهيدا فلسطينيا في جميع مناطق الوطن وعلي الرغم من قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي باستدعاء أعداد كبيرة من جنوده للعمل في منطقة القدس والضفة الغربية لم تقف الانتفاضة وكذلك برزت هشاشة الامن الداخلي في الكيان الإسرائيلي وضعف الجبهة الداخلية لديه حيث زاد الاقبال علي شراء السلاح الا ما يزيد علي سبعة أضعاف كمية الشراء الطبيعية وعلي صعيد متصل دعت بعض المجالس المحلية في المدن سكانها لاصطحاب سلاحهم الشخصي معهم أثناء تنقلهم الا أن ذلك لم يحقق لهم الامن المنشود، انما زاد إصرار الشباب الفلسطيني علي المقاومة و النضال ، كما لا يمكننا نسيان الدور الجوهري الذي لعبه الاعلام في اظهار عدالة ومظلومية القضية الوطنية وانتفاضة القدس فكان لقناة الجزيرة وقناة الأقصى دور رائد في ابراز حقيقة الانتفاضة وكان للإعلام الجديد مكانة كبيرة في هذا الحراك المبارك فعدد كبير من المشاركين في الانتفاضة وشهداءها شاركوا في مواقع التواصل الاجتماعي لفضح الرواية الكاذبة للأجهزة الإعلامية الإسرائيلية فأصبحت مواقع التواصل باب من أبواب المقاومة من خلال اظهار المقاطع التي توثق اعتداءات الجنود الإسرائيليين ضد المدنيين وايضاح حقيقة الأحداث وحث الشباب للمشاركة في فعاليات الانتفاضة.

3-أما على صعيد الدولي فقد قام الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بزيارة للمنظقة التقى خلالها بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو كلا على حدة جاءت هذه الزيارة من باب المخاوف من تطورات انتفاضة القدس التي قد تحدث تحولات وتهديدات لإسرائيل ورغبة في المجتمع الدولي في اجهاض انتفاضة القدس ومن جهة أخرى فهناك تحرك فرنسي لإصدار قرار في مجلس الامن الدولي بإرسال مراقبين دوليين للمسجد الأقصى وهنا جاء الرد من إسرائيل والوليات المتحدة والأردن برفض هذا المقترح الفرنسي وضمن سيناريو الزيارات الدولية المكوكية لإجهاض انتفاضة القدس جاءت زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي للأردن للالتقاء بالملك عبدالله الثاني باعتبار الأردن صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية ولتر سيخ تفاهمات بين إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية والتي حضر رئيسها محمود عباس للاجتماع وجاءت زيارة كيري تحمل سيناريوهات وأفكار وإجراءات للعمل علي احتواء الانتفاضة.
4-لعل اهم ما في انتفاضة القدس ان الشباب هم جوهر الانتفاضة فبعد فشل الاحتلال الإسرائيلي في عملية كي الوعي للشباب الفلسطيني لإبعاده عن حقوقه الوطنية بنيل استقلاله وتحرير ارضه من هنا أعلن الشباب الفلسطيني كفره بكل اتفاقيات السلام الوهمي فهذا هو الجيل الذي رأي الفشل المدوي لاتفاقية أوسلو وأخواتها لأنها لم تعطي للفلسطينيين سوي السراب والوهم، انتفاضة القدس باقية وصامدة بصمود أبنائها وبإيمان عميق بعدالة قضيتنا الوطنية فإننا نخطو بخطي ثابتة لنيل حقوقنا المشروعة.
بقلم: محمد مصطفي شاهين