في صورة تفاعلية مع القراء حول الأسباب والأهداف التي يعمل من خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي بنشر صور الشهداء ملقاة في الشوارع سواء رجال او نساء،و بالغالب يكون بجانبها - سكين - كانت إجابات القرَّاء كما يلي :
تقوم "إسرائيل" بنشر هذه الصور الدموية التي يظهر فيها الشهيد الفلسطيني ملقى في الشوارع، في محاولة يائسة وسريعة لتهدئة وطمأنه الرأي العام الإسرائيلي بأن الأمور تحت السيطرة، وهذا يدلل في نفس الوقت على الإرباك والهستيريا لدى صنَّاع القرار والمؤسسة العسكرية والاستخباراتية الاحتلالية، كما يعملون لرفع الروح المعنوية لجيش الاحتلال وإرضاء المتطرفين وغلاة المستوطنين وإرسال رسائل بأن الجيش أصبح لديه القدرة بالتعامل مع هذه العمليات وكذلك إظهار قوة الاستخبارات العسكرية في جمع المعلومات والسيطرة على الشباب قبل تنفيذه عمليات الطعن، وكما أن نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال يريد الإثبات للرأي العام الإسرائيلي بأنه يمارس سياسة قاسية ضد الفلسطينيين وليس كما يشيع ليبرمان بأن يمارس السياسة الناعمة في تعامله مع الانتفاضة، وبالتالي يريد القول بأنه الأصلح وبالتالي الحفاظ على تماسك واستمرار حكومته وتفويت الفرص على المعارضين بإضعافه والذهاب للانتخابات المبكرة، وخطاباته وقراراته المتطرفة وأكاذيبه وتزوير التاريخ .
كما أنه من جملة الأهداف، إرسال رسالة إلى الشباب والشعب الفلسطيني ان مصير من يفكر بأي عمليات هو الموت والإعدام أمام الكاميرات، و بالتالي بث الرعب في قلوب شعبنا وتحطيم معنوياته في صورة تراكمية تتغلغل داخل الذاكرة والأفعال، ويريدون نقلها إلى الأطفال في البيوت لما لها من تأثير على المتلقي وترجمتها في نفسيته وإحداث رد فعل عنيف تستفيد منه "إسرائيل" في مواجهة الانتفاضة بقوة عسكرية أقوى، وأيضا ممارسة عملية خداع بأن يتم قلب الصورة بأن الاحتلال هو الضحية والشعب الفلسطيني هو المعتدي، وإيجاد المبرر لعمليات القتل والإعدام المستمرة ضد الشباب الفلسطيني، ويلاحظ عدم اللجوء إلى اعتقال الشباب المنفذين وهم على قيد الحياة، بل إعدامهم واعتقال الجثامين، وإحداث رد فعل سلبي في المجتمع الفلسطيني، وتنقل (إسرائيل) الصورة للعالم لتقول أنها تدافع عن نفسها والحفاظ على أمنها أمام العنف الفلسطيني المتصاعد .
إن عمليات القتل والاغتيال تندرج ضمن القوانين والقرارات (الإسرائيلية) التي صدرت مؤخراً بالتصدي لكل فلسطيني "يشتبه به أو يحاول" تنفيذ أي عملية وأي استهداف قد يُعرض أي مواطن (إسرائيلي) للخطر، وقرار تنفيذ التفتيش لأي شخص يشبه به واعتقال الأطفال وتنفيذ أحكام فعلية ضدهم ، وكما أن السكين التي شوهدت في مقاطع مرئية "فيديو" لوحظ قيام جيش الاحتلال بقذفها مباشرة بجانب جسد الشهيد بعد إطلاق النار عليه، وفي المقابل تعتبر (إسرائيل) أن هذه السكين هي الدليل الذي تستخدمه لتثبت صحة روايتها, في محاولة للتأثير في الرأي العام العالمي وخاصة الأوروبي، ويوجد تركيز على تصوير والجرحى، والشهداء في الخليل والقدس وتركهم ينزفون وبجانبهم سكين، يأتي ضمن سياسة (إسرائيل) لتهويد الأماكن المقدسة، و إخراجها من أي تسوية وأي حل، وعدم إعطاء السلطة الفلسطينية أي دور في سيادة الأماكن المقدسة وإبقائها تحت السيطرة (الإسرائيلية)، وفي نفس الوقت فإن عمليات الإعدام الميداني تذكرنا بعمليات تكسير العظام في بداية الانتفاضة الأولى "أي تطور الأساليب والأدوات الإسرائيلية" في مواجهة الشعب الفلسطيني وفي محاولة إخماد حركته النضالية والتحريرية فوق أرضه المحتلة .
وهناك بُعد قانوني للصورة تحاول (إسرائيل) إرسال رسائل للمجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية خاصة بأن أمن (إسرائيل) خط أحمر, وأن من يُمارس الإرهاب هم الفلسطينيين, وأن من حق (إسرائيل) الدفاع عن نفسها, وهي تريد من خلال هذه الرسائل التأثير على التحرك الفلسطيني والملفات التي أعدتها القيادة الفلسطينية التي تُظهر مدى وفظاعة الجرائم التي ترتكبها (إسرائيل) بحق الشعب الفلسطيني, والتي قّدمت لمحكمة الجنايات الدولية, لمحاكمة (إسرائيل) وقادتها, وبالتالي تحاول (إسرائيل) إظهار أنها الضحية كي تفلت من العقاب ويفلت قادتها من المثول أمام المحكمة وتوجيه اتهامات بارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاك لحقوق الإنسان.
وأخيرا نرجو أن يكون هذا المقال رسالة للإعلام الفلسطيني والمؤسسات الحقوقية والطبية بالعمل على توثيق ورصد وتسجيل الحقائق بالطريقة القانونية والإنسانية السليمة والمؤثرة مع القانون الدولي والإنساني وبما يخدم قضيتنا الفلسطينية وحقوق أبناء شعبنا المناضل، والتركيز اليوم بشان هذه الإعدامات لمساعدة قيادتنا في رفع اكبر عدد من الملفات لهذه الجرائم فجريمة الهشلمون كان بفضل وجود صحفي برازيلي بطريق الصدفة.
ملاحظة / الاستفتاء المستمر في وكالة معا الإخبارية بسؤال للقراء حول ميول المجتمع الإسرائيلي يشير التصويت اليوم إلى نسبة 94% انه مجتمع يميل للتطرف والعنف .
بقلم/ د.مازن صافي