هل وصلتكم الرسالة كما يجب أن تصل يا قادة.. دردشات متجنح للحق (5)

بقلم: حازم عبد الله سلامة

في وقت المغارم تظهر الرجال وتتقدم الصفوف ويكن الميدان نقي وطاهر وخالي من كل المتسلقين والانتهازيين ،

في وقت الشدة ودفع الثمن يختفي كل أولائك الارزقية والفاسدين ، ويكن العمل بتحدي ورجولة له معني كبير بحجم الوطن وعشق الأرض والوفاء للفتح ،

وفي وقت المغانم والامتيازات تخرج الطحالب ، ويكثر المتسلقين ويطفوا علي السطح ، يخرجون من جحورهم ، ويبحثون عن الأضواء ، فهم الشطار يعرفون من أين تؤكل الكتف ، يأكلون علي كل الموائد ، ففي النهار يحبون ويهتفون لعلي والحسين ، وفي أخر الليل يبايعون يزيد ومعاوية ، فما اشطرهم ، يخرجون متقنين التسلق والمبررات لغيابهم السابق ، فيبدأوا بشغل السمسرة والاسترزاق ،ويدعون بطولات كاذبة ،

في وقت كانت الفكرة تنال احترام الجميع وكان الأوفياء خير مدافعين عنها ويحملونها عشقا للفتح والوطن ، كان المخلصين يلاحقون ويعذبون ويدفعون ثمن قناعاتهم ألما ومعاناة ، وكانوا بعد كل ضربة يزدادوا قوة وإصرار وتحدي ويستمروا بالوفاء أكثر ، فمن دفع برأس المال تهمه الخسارة ،

وما أن خفت التهديدات وشعر المنافقون والمتسلقين بان بإمكانهم الخروج من مخابئهم ومن فراشهم التي لم يتركوه علي مدار سنوات خوفا وجبنا ، فخرجوا وبدأوا ينخرون بالجسم ويسيئون للفكرة ، وحولوها من فكرة طاهرة طموحة بطموح الوطن ، إلي شركة استثمارية وامتيازات ،

وكان أول تسلقهم هو محاربة الأوفياء للفكرة ومن أسسوا لها وانتصروا لها في وقت كانت تحتاج الرجال ،

فأتاهوا البوصلة وأرهقوا الفكرة وأنهكوها ، وخلقوا البلبلة بهدف تمرير مصالحهم الشخصية علي حساب مصلحة الفتح واستنهاضها ،

فمن كان بعيدا ينكر انتماؤه لفتح في وقت الشدائد خرج ظنا منه انه اكتمل الزرع وانبت وحان وقت الحصاد ، وعلي قول المثل كان لابد بالذرة ، فلم خرجتم أيها المتسلقين ، عودوا إلي مخابئكم فلم يحن وقتكم ، عودوا واتركوا الأوفياء يستمروا بالزرع ، ووقت الحصاد سنأتيكم نطرق أبواب بيوتكم ونوقظكم من غفوتكم ونقول لكم تعالوا احصدوا وخذوا ما شئتم أيها المنافقين ، ولكن الآن عودوا إلي مأمنكم ومخبأكم ودعوا الزرع ينضج ، فجريمة أن تحصدوا قبل أن تنضج الثمرة ،

هناك فرق بين من يعمل لأجل الانتصار للفكرة ويدافع عن قناعاته وينتمي انتماء عقائدي ومستعد للتضحية من اجل أن تنتصر الفكرة ، وبين من يعمل لأجل مصالح شخصية ، ويدافع عن امتيازاته ، ودرجة انتماءه يقيسها بدرجة ما يجني من مكاسب وامتيازات ، وحين دفع الثمن يختفي ، يعني بالبلدي مخاتير وقادة بالمغانم ، وجبناء وهاربين وقت المغارم ، يعني في فرق يا سادة بين المناضل الحر وبين التاجر السمسار ،

فالكيف والنوعية والانتقاء هي أساس الانتصار والاستمرار ، والكيف الصادق يأتيك بالكم القادر علي أن يكمل معك المشوار ، وقد قالها المناضل الحر الأصيل غسان كنفاني : " إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية ، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين ، لا أن نغير القضية "

فالفكرة النقية الطاهرة تحتاج لخيارات تحملها بمستوي نقاءها وطهارتها ،

فهل وصلتكم الرسالة كما يجب أن تصل يا قادة ...

وانتظرونا في دردشات متجنح للحق رقم (6)

بقلم: حازم عبد الله سلامة