غياب الموقف الاستراتيجي الفلسطيني مكن نتنياهو من تمرير أهدافه السياسية

بقلم: علي ابوحبله

إسرائيل تستغل الحالة الفلسطينية ألراهنه التي تتسم بصراعات فصائليه وحزبيه وتنظيميه بين الفصيل الواحد أو الفصائل بعضها ببعض وحالة الانقسام الفلسطيني لتجني ثمار سياسيه تحقق لها أهدافها وغاياتها من خلال استغلالها للهبة الجماهيرية الفلسطينية ( انتفاضة القدس )
لتستفرد بالشعب الفلسطيني وتعزز سياسة الكنتونات الفلسطينية ، قادة الفصائل الفلسطينية لم يعد بمقدورهم توحيد جهودهم واستثمار الهبة الجماهيرية بتشكيل قياده فلسطينيه ذات طابع وطني يكون بمقدوره تطوير القدرات الجماهيرية الفلسطينية واستثمار الهبة الجماهيرية وذلك من خلال عملية التوجيه والتصويب واتخاذ قرارات سياسيه ترقى لمستوى المطالب الفلسطينية لتحقيق الأهداف الوطنية المنشودة للشعب الفلسطيني للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي .

بعكس الموقف الإسرائيلي الذي يسعى جاهدا وكعادته على استغلال أي تحرك فلسطيني ضد الاحتلال وفي غياب وحدة الموقف الفلسطيني وغياب ألاستراتجيه الوطنية الفلسطينية ليبني عليه بما يحقق أهدافه لتمرير المشاريع الصهيونية التي تهدف إلى وأد الرؤيا الفلسطينية للدولتين ويعمل بوتيرة وصول الشعب الفلسطيني لحالة اليأس بما يمكن سلطات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها في التوسع الاستيطاني وتهويد القدس ضمن إيجاد مبررات تهدف لتجريد المقدسيين من هويتهم الوطنية .
لقد أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة عن بناء مزيد من المستوطنات وتوسيع المستوطنات ألقائمه ، إضافة إلى إجراءاتها القمعية ولتصعيديه ضد الفلسطينيين وخاصة المقدسيين من خلال فرض حصار محكم على القدس تحت مبررات اتخاذ إجراءات الحماية للمستوطنين على اعتبار أن إجراءات سلطات الاحتلال تندرج تحت حجة الدفاع عن النفس مستغلة بذلك غياب الموقف الفلسطيني والقرار الفلسطيني في مواجهة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي تتعارض مع القوانين والمواثيق الدولية والتي جميعها تتعلق بتامين الحماية للمدنيين الفلسطينيين الذين يخضعون للاحتلال الإسرائيلي .

الاتفاق الذي تم التوصل إليه بزيارة كيري للمنطقة مع الأردن أعطى الإسرائيليين مبتغاهم وهدفهم ، هذا الاتفاق في مضمونه هو لصالح إسرائيل وقد أعلن عن ذلك صراحة رئيس حكومة الاحتلال الذي نفى أي تعهد بوقف الاستيطان أو إجراءات تهويد القدس ، وبموجب مضمون الاتفاق أن اليهود من حقهم زيارة المسجد الأقصى ومن حق المسلمين الصلاة ويعني هذا أن الصلوات لها موعد محدد لكن الزيارات تبقى طيلة اليوم وهو ما تعتبره حكومة الاحتلال مكسب سياسي .

رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتعزيز مكانته ومكانة حزب الليكود من خلال موقفه المتشدد والمتعصب ومن خلال القرارات والممارسات القمعية ضد الفلسطينيين ، غالبية الاسرائليين يرون أن نتنياهو نجح في استغلال ما يحدث من انتفاضه في القدس من اجل تعزيز مكانته لدى الشارع اليهودي وان ما يقوم به من ممارسات قمعيه وقتل ضد الفلسطينيين تضاف لمكاسب سياسية لحكومة نتنياهو ،
نجح نتنياهو بتحييد أي موقف دولي أو إقليمي للضغط على حكومته لوقف إجراءاته ضد الفلسطينيين واستغل الوضع الإقليمي والصراعات العربية وموقفها من انتفاضة الشعب الفلسطيني التي منذ اليوم الأول سعت أنظمة عربيه للضغط على القيادة الفلسطينية لوقف أية احتجاجات ضد الاحتلال يمكن أن تتطور لانتفاضه ثالثه ضد الاحتلال تعيد الصراع مع إسرائيل لأولويته ضمن عملية تصويب للصراع الذي حرف عن أولويته في الصراع على سوريا وحرب اليمن .
وهذه الصراعات لم تؤدي إلى أي ضغط على حكومة نتنياهو لوقف إجراءاته وممارساته ضد الفلسطينيين وهو ما يفسره الإسرائيليون بأنه مكسب سياسي ، وان الضغوطات تمارس على الفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات وليس الى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني في ظل غياب أي موقف جدي أممي لتامين الحماية للشعب الفلسطيني وهذا يعطي نتنياهو مكانه قويه في إسرائيل رغم كل الانتقادات .

إسرائيل تعمل على تقسيم الفلسطينيين المقيمين في فلسطين إلى أربعة أقسام، جغرافياً و سياسياً، للاستفراد بهم، وهي القدس، وفلسطينيي الداخل، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وتحاول تحييد والتعامل مع كل منطقة والتمييز بينهما من حيث مكانهم و قراءة واقع كل منطقة حسب ظروفها وموقفها من الانتفاضة والمشاركة فيها، والخطوات التي يجب أن تتخذها سواء بالتهدئة أو التصعيد و القمع والبطش، وفرض العقوبات الجماعية خاصة في مدينة القدس، وما نشاهده من إعدامات بدون محاكمات وقرارات قديمة جديدة بحق المقدسيين يهدف لافراغ مدينة القدس لصالح ديموغرافية المستوطنين تخوفا من الديموغرافيه الفلسطينيه التي وبحسب الخبراء تنبؤ بازياد عدد الفلسطينيين وتفوقهم على الاسرائيليين في 2030.

الفلسطينيون أمام مخطط تحاول حكومة نتنياهو من استغلاله وتمرير مخططها القمعي والتهويدي في ظل الوضع الفلسطيني والخلاف الفلسطيني والانقسام الفلسطيني ،
والسؤال الذي يطرح نفسه هل نحن في الطريق لتحقيق الوحدة يجب تحقيق الوحده وانهاء الانقسام وتشكيل رأي عام ضاغط على كل القوى والفصائل الفلسطينية لتحديد موقفها وتوحيد موقفها برؤيا وطنيه استراتجيه تخرج الفلسطينيون من حالة الضعف إلى القوه والممانعة للوقوف في وجه عدوانية إسرائيل ، والتوقف عن حالة التردد والانتظار والاستسلام للضغوط ،و اتخاذ خطوات سريعة تجاه إنهاء الانقسام، و ما لذلك من انعكاس على معنويات الفلسطينيين خاصة جيل الشباب الذي يمتلك الروح والوعي الوطني الذي يتبلور بشكل عميق و واضح ضمن رؤيا وطنيه صادقه وهو يؤمن أن الفلسطينيون يقودون حركة تحرر وطني، تهدف إلى إنهاء الهيمنة الاسرائيليه وتقود للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي .
وأصبح لزاما على القيادة الفلسطينية أن لا تمكن حكومة نتنياهو من الاستفراد بالشعب الفلسطيني وتمكين نتنياهو من تجيير انتفاضة الشعب الفلسطيني بوجه الاحتلال لتحقيق مكاسب سياسيه إسرائيليه تمكن نتنياهو من تحقيق مكاسب سياسيه تطيل في عمر الاحتلال .

المحامي علي ابوحبله