أراكِ كما أرى ...
أرى الحُزنَ ...
يستوطنُ في عينيكِ ...
الإبتسامةُ تُغتَالُ ...
على شَفتيكِ ...
كما الطائرُ الحزينْ ...
تصبرينَ على القذاَ ...
وكُلِ صنوف الأذىَ ...
تُصارعينَ ...
الألمَ الشديدْ ...
تصارعينَ الموتَ ...
وكلِ أشكالِ الرَّدَى ...
تَحتَفينَ بالشهيدِ ...
تِلوَ الشهيدِ ...
بالزغارِيدِ ...
بالأنَاشيدِ ...
بالإِصْرارِ العَنيدِ ...
بِكَعكَةِ الميلادِ ...
المجيدِ الجديد ...
تَنتصرينَ على الجراحِ ...
على الخرابِ ...
على الإستيطانِ البغيضِ ...
تقفينَ شامخةً ...
شُموخَ الكَرملِ ...
والمُنطارِ ...
شُموخَ الجْرمِقِ ...
وجبالِ النارِ ...
تَبتَسمينَ لِلشهداءِ ...
لِلْأسرىَ ...
لِلْجرحىَ ...
تُطِلينَ مَزهُوةً ...
مِنَ الأُفق البعيدِ ...
فَوقَ المدىَ المُمتدِ ...
من طبقاتِ الغيمِ الثقيلِ ...
أنتِ شُعاعٌ منسلٌ أسيلٌ ...
يُغازلُ فيكِ الفرحَ القادمَ ...
يُبشرُ بآياَتِ النصرِ المجيدِ ...
يَمسَحُ دُموعَ الحزنِ ...
من عيونِ طفلٍ ...
شُرِدَّ تَحتَ سَقفٍ صقيعٍ ...
غادرَّ الدفءُ جناحيهِ ...
أراكِ تَغْزِلينَ لَوْحَةً ...
مِنْ حَريرٍ ...
لِلهائمينَ عبرَ البحرِ ...
أو بَعدَ النهرِ ...
أراكِ أنتِ ...
دونَ سواكِ ...
كمَا أرىَ ...
ولا أرىَ إلا أنتِ ...
إِلا أنتِ ...
.................................................
بقلم/ د. عبد الرحيم محمود جاموس