داني روبنشتاين وصائب عريقات..!!

بقلم: سميح خلف

كتب داني روبنشتاين مقالا بعنوان "" سيادة الرئيس صائب عريقات" داني هو المحاضر في جامعة بن غوريون والجامعة العبرية ومحرر الشؤون الاقتصادية الفلسطينية في في مجلة " كالكليست".

يتناول المقال ما هو مثير لمجافاته حقائق كثرة سياسيا وفلسطينيا، وكانه اخذ كاتب المقال على عاتقه توجيه الرأي العام الفلسطيني بان صائب عريقات هو الرئيس القادم وخليفة محمود عباس، وفرض هذا الخيار كأمر واقع وفي عملية توجيه للرأي العام وهي عملية سيكولوجية ذهنية مرتبة خبيثة وان اعترف في مقاله وبناء على مراكز استطلاع التي اعطت 6% من الشعبية لصالحه وكما ذكر المقال بتفوق البرغوثي واسماعيل هنية عليه بنسبة 4% متغافلا عن ما افردته مراكز الاستطلاع حول شخصيات اخرى محتملة لتتصدر الخيارات كخليفة للرئيس محمود عباس مثل محمد دحلان التي تجاوزت شعبيته في غزة والضفة 40% واشتيه تقريبا 12% وحنان عشراوي وفياض وماجد فرج. فلقد اوضحت مراكز الاستطلاع بان محمد دحلان يحوز على اعلى النسب المئوية من قناعات الجمهور.

والطريف في الامر الى حد السذاجة ومحاولة تمرير ما يريد الكاتب داني ، موضحا بان شعبية صائب المتدنية لن تكون عائق لتوليه الرئاسة القادمة للشعب الفلسطيني، ولانه يتمتع بعلاقات جيدة على المستوى الاقليمي والدولي والعلاقات الوثيقة مع الاسرائيليين بما يمهد له دورا مهما في الوصول الى نتائج في العملية السياسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين،علما بان صائب عريقات كان رئيسا لملف المفاوضات وفريقه اكثر من عقد مني بالفشل والتخبط وعدم الارتكاز لنهج علمي وتاريخي لهذا الملف فعندما سؤل عن مستوطنات جديدة في حزام بيت لحم فكان الامر مفاجئا له...!!.

لم يخفي داني حقده على قيادة الشعب الفلسطيني التي يتسم تاريخها بالكفاح المسلح والثورة مميزا صائب عن تلك القيادات بانه رجل ليس له تاريخ من العنف ولا ينتمي لمدرسة الكفاح المسلح، وشارحا مسيرة حياته من اريحا الى سانفرانسسكوا الى كونه محاضرا في احدى الجامعات بالضفة الغربية الى قربه من ياسر عرفات ومن ثم استلامه ملف المفاوضات مع الاسرائيليين في عهد الرئيس عباس ، ومؤكدا ان نهج صائب عريقات يتسم بتوافقية مع نهج الرئيس عباس ، من حيث ايمانه بعملية المفاوضات ورفضه للانتفاضة التي يقول عنها بانها الحقت خسارة بشرية واقتصادية للشعب الفلسطيني،.

اشار الكاتب لمقال لحافظ البرغوثي محرر صحيفة الحياة الجديدة وغسان الخطيب نائب رئيس جامعة بير زيت واللذان اشاران بان الرئيس عباس سيكون اخر الرؤساء لعتم توفر المناخات لانتخاب خليفة له ومشيرا عن اقوال بعض الجمهور بان من سيقود الضفة في المستقبل الجنرال الاسرائيلي بولي مردخايمنسق عمليات الحكومة في المناطق الفلسطينية ، وهو الخيار الاسرائيلي الذي مازال محتملا امام دعوات من قيادات اسرائيلية بضم الضفة والتصرف الاداري والاقتصادي بالربط مع اسرائيل والاردن ، وهذا ماتوضحه مسلكيات حكومة نتنياهو في الضفة والقدس وانهيار حل الدولتين، وحاولة استنزاف حالة الانقسام الفلسطيني بين السلطة في الضفة وحماس في غزة وعبر مفاوضات مع حماس والسلطة كل على حدة.

داني يستبعد هذا الخيار مشيرابان صائب هو الرئيس القادم وهنا قد نغوص في اعماق الكاتب التيقد تمتلك معلومات امنية من مصادر القرار في تل ابيب واقالة ياسر عبد ربه من موقعه كامين سر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وتعيين بدلا منه صائب عريقات تحت ذريعة نظرية المؤامرة التي نفاها ياسر عبد ربه وقد يكون تعيين صائب من قبل الرئيس هو يدور في فلك هذا السيناريو الذي يتحدث عنه داني روبنشتاين.

في محطات مقاله يوضح الكاتب بان صائب عريقات لا ينتمي لمدرسة من ادينو بالارهاب والسجون والمعتقلات الاسرائيلية ويناقض نفسه عندما يذكر بحادثة مشاركته في مظاهرةتم على اثرها اعتقال صائب منزليا في سن 13 عشرة اثناء الانتفاضة الاولى...!!

اعتقد ان المقال خطوة تلميعية مضافا لتعيينه امينا لسر التنفيذية ولكن الشعب الفلسطيني لم ولن ينسى ان صائب عريقات متهم بضياع اكثر من عقد من تاريخه في مفاوضات عبثية استغلتها اسرائيل في بناء المستوطنات ولجم اسس مقاومة الشعب الفلسطيني وما الحق باسمه حول تقرير غولدستون وسلوكيات ذكرتها ليفني في اكثر من مقام وحوار عبر الصحافة .

وارى انني ضد ما اراد الكاتب توجيهه فصائب عريقات لا يحظى باحنرام الشعب الفلسطيني ولا الاقليمي ولا الدولي، والساحة الفلسطينية معرضة لانهيارات ومستجدات اذا لم ياخذ الرئيس بتعيين نائبا له وتخطي العقبات الاقليمية وادولية والشروع بانتخابات رئاسية وتشريعية الا اذا كان الرئيس هو احد المكرسين لوجهة نظر الكاتب داني مع توافقيات لممارسة ضغوط اقليمية ودولية على عضو اللجنة المركزية محمد دحلان وكما هي على ياسر عبد ربه الذي تراجع عن مواقفه السابقة..!! ... لا بد في الامر شيئا ..؟!

اجمالا قد تتغيرالاوراق بين وقت واخر والساحة الفلسطينية مفتوحة على متغيرات وتناقضات بين الفصائل والسلطة والفصائل والاحتلال وشباب فلسطين الذين يقودون انتفاضة القدس والواقع الفاشل سواء للسلطة او الفصائل، ومن هنا قد تضحض ترتيبات اسرائيل وتوجهات داني ، وعلى ما اعتقد ان دحلان له الحظ الاوفر شعبيا واقليميا ودوليا وبخطاباته الاخيرة التي تحمل عمق سياسي مقاوم وتحمل وجه انساني ووطني لشعبه وبما يتمتع به من علاقات دولية واقليمية يحترمها الجميع بما فيها الفصائل وقاعدة شعبية عريضة.

بقلم/ سميح خلف