" الخلاف حول بطانة الزعيم وليس حول شخصه هو دليل قبوله لدي العامة ".
في كل الحوارات التي تدور حول شخصية (محمد دحلان) ومكانته ومستقبله في البلاد تكون نقطة الجدل الاكبر هي خياراته وليس هو كشخص ،
دائما سمعت هذا المصطلح لا خلاف علي دحلان لكن (خياراته سيئة) وكنت انا من الذين رددوا هذا المصطلح في فترة ما .
مع بدء الازمة بين الرئيس عباس والنائب دحلان كتبت مقالا هاجمت فيه (خيارات دحلان ) موضحا انهم سبب في ابتعادنا عن الرجل رغم ما نحمل تجاهه من قناعة ومن مشاعر تقدير ، في ذاك الوقت تصادف ان حصل لقاء بيني وبين الرجل الاول في الحكاية وهو الاخ الكبير (سمير المشهراوي . ابو باسل ) احد ألمع قيادات فتح في قطاع غزة واكثرهم شعبية بعد محمد دحلان وهو الرجل الذي يحظي باحترام وتقدير كوادر فتح والفصائل الاخري و حتي المختلفين مع دحلان ، وفي هذا اللقاء اوصلت له رسائل العديد من الكادر والقادة الميدانيين تحدثنا عن الخيارات السيئة وكان متفهما جدا ومنصفا للناس وقال لي فالتختار الناس من تريد وحين يكون خيارهم محترما نحن سندعم ونبارك ، وبالفعل تم التواصل مع عدد من الاخوة المبادرين وجرت عملية فرز ( الخيارات ) بانتقائية شديدة وكانت اسماء لا غبار عليها لا وطنيا ولا اخلاقيا ،ولكن التذمر لم يتوقف وعبارات (خيارات دحلان) لم تتوقف ، والغريب في الامر حين تسأل مستخدمي هذه العبارة عن اسماء يقول لك كثيرين ،تعيد السؤال عليه اذكر لي اسم فقط فلا يذكر وفي حالة ان يذكر اسم يكون مجرد شاب ناشط وليس ذي صلة بوضع السياسات او الخطط او حتي التمثيل .
.
كلماتي هذه لا تعني دفاعي عن هذه الخيارات او انحيازي لها لكني انتمي للحقيقة وادافع عنها ، والحقيقة تقول بالنسبة لقطاع غزة خيارات محمد دحلان الاولي اي (مشرفي الاقاليم ) هم اخوة علي درجة عالية من الوعي والالتزام والتاريخ ورغم اختلافي الكبير مع بعضهم الا ان هذا لا يؤثر علي قول كلمة الحق تجاههم ، لكن هناك بعض سوء اختيار بالنسبة للعاملين بالانشطة الميدانية هذا امر ملحوظ ولا خلاف عليه وبذات الوقت قد يكون طبيعي وليس شذوذا ، ولكن هذه الفئة من النشطاء لا تعتبر (خيارات دحلان ) او لا يجوز ان نطلق عليها خيارات فالخيارات هم القياديين في التيار وليس كل عامل او مناصر وناشط هو خيارات دحلان ،
والنقطة الملاحظة هنا انا الانتقاد يرتكز علي الشخوص مجرد الشخوص وليس علي اداء هذه الشخوص مما يشير ان الامر منافسة اكثر منه انتقاد . واشبه بمسألة (لماذا ليس أنا )
اخرج بخاتمة لمقالي بنقطتين ،
النقطة الاولي : الخلاف ليس حول شخص دحلان بل علي خياراته مما يشير ان الرجل مرغوبا ومحبوبا ولولا ذلك لما استطاع الاستمرار والبقاء والمنافسة رغم فصله من حركته فتح منذ خمس سنوات ،وشعبيته تتمدد والاقبال عليه يزداد بدليل هذا التنافس علي ركوب قطار تياره .
النقطة الثانية : مع احترامي لبعض النقاد فان انتقاد الخيارات ( رغم اختلافي معها ) هو حق يراد به باطل . ولو عدنا لشعار التغيير والاصلاح سنجده فاشلا وكاذبا فان حدث التغيير لن يحدث الاصلاح ولكن ان حدث الاصلاح قطعا سيحدث تغيير وللافضل
لذا ساهموا في الاصلاح حتي تجنوا التغيير الذي تريدون .
سامي ابو لاشين