ذكرى الراحل ياسر عرفات.. واليوم المرتقب

بقلم: أشرف طلبه الفرا

جميع الأعين تترقب الأيام والساعات القليلة القادمة، لرصد ومواكبة الأحداث، ومعرفة ما الذي سيحصل في غزة قبل وأثناء وبعد إحياء ذكرى الزعيم الراحل "ياسر عرفات" في يوم الحادي عشر من الشهر الحالي، في ظل تدهور الأوضاع بالقدس وباقي مدن الضفة المحتلة، واستمرار الاختلاف في المواقف والبرامج والاهداف بين السلطة وحركة حماس، سواء فيما يتعلق بما يجري هناك من أحداث وكيفية إدارتها، أو ما يتعلق بطريقة المفاوضات وكيفية إدارتها مع الجانب الإسرائيلي.

وقد وافقت حركة حماس من حيث المبدأ بإحياء ذكرى الراحل عرفات، والغريب هنا قيام الحركة بترك تفاصيل اقامة المهرجان لجهات الاختصاص- أي الأجهزة الأمنية في قطاع غزة الخاضعة تحت سيطرة حماس- لإبداء الراي، وعلى أن يكون الاحتفال في مكان مغلق، وتذرعت حماس بأنه السلطة لم تجرَ أي اتصالات معها بهذا الخصوص، وأن الاتصالات التي جرت مسبقاً، أتت من خلال مؤسسة الشهيد ياسر عرفات، وكأن الحالة الأمنية في قطاع غزة مستقرة بشهادة قيادة حماس أنفسهم حتى موعد الاحتفال نكون بصدد ترتيبات أمنية جديدة خوفاً من حدوث انفجارات أو اعتداءات هنا أو هناك تعيق إقامة المهرجان.

 حتى ولو تم التسليم مجازاً  بإقامة المهرجان في مكان مغلق، فالسؤال هنا هل حركة حماس قادرة على حمايته؟، وكيف يفسر لنا ما جرى من تفجيرات العام الماضي قبل موعد المهرجان بـ24 ساعة فقط، من تفجيرات لمنصة إحياء ذكرى أبو عمار، ولمنازل قيادات في حركة فتح بالقطاع في صورة متزامنة، ورفض حركة حماس حتى اللحظة الكشف عن هوية المتسببين فيها؟.

كما أنني لا أجد مبرراً  بضرورة حدوث اتصالات بين السلطة وحماس وكأننا نتحدث عن علاقات بين دولتين أو ولايتين، لا بد أن يرسل فيها حاكم ولاية الضفة برسالة الى حاكم ولاية قطاع غزة للسماح بإقامة المهرجان، ونسيت الحركة أننا نتحدث عن رمز وقائد للكل الوطني الفلسطيني على مختلف توجهاته ومشاربه السياسية، ياسر عرفات مفجر الثورة، الذي جسد روح الوحدة الوطنية الفلسطينية المتمسكة بالثوابت والحقوق الوطنية في الحرية والعودة والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

والأصل هنا أن جميع أبناء وكوادر وقيادات الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم حركتي فتح وحماس، وكل القوى وشخصيات العمل الوطني عليهم بذل كل الجهود لتحويل هذه الذكرى إلى يوم حشد تاريخي غير مسبوق يعبر عن وحدة الأرض والشعب، ويكون استكمالا للهبة الشعبية الجارية في القدس ومدن الضفة المحتلة، لا أن نستمر في تعزيز الانقسام بتبادل الاتهامات حول تعثر المصالحة ووقف التنسيق الامني مع إسرائيل ومشروعية المقاومة وتأخر إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، ودون قيام طرفي الخلاف على أقل تقدير باتخاذ أية خطوات من شأنها أن تجعل هذه الذكرى فرصة مناسبة لإتمام مصالحة حقيقية ببرنامج وطني واحد يخرج الشعب الفلسطيني مما هو فيه من حالة انقسام وعدم وضوح الرؤية.

بقلم: د. أشرف طلبه الفرا