على ما يبدو أن ابو مازن ذهب للقاهرة وهو يعرف مسبقا ما تريده مصر وأن هناك مطلب مصري حازم وحاسم لانجاز مصالحة شاملة في الوضع الفلسطيني بعد زيارة عاجلة لمبعوث مصري قبل أيام قليلة لرام الله حاملا رسائل مستعجلة وضاغطة لتأجيل الزيارة لو لم يوافق ابو مازن على المصالحة التي تريدها مصر.
عباس مزنوق بالانتفاضة والمؤتمر السابع والضعف الفتحاوي الذي يجعل موقفه صعبا للهروب من أوسلو والتنسيق الامني نحو إستراتيجية وطنية موحدة والنجاح في في نقل الخطوة القادمة للمحفل الدولي.
حماس مزنوقة بالحصار ومعبر رفح والرواتب والعلاقة المجمدة مع مصر وفقدان سوريا وإيران اضافة لإمكانية الحرب من قبل اسرائيل في اي لحظة .
مصر مزنوقة بنسبة الناخبين لمجلس الشعب ومضاعفات سقوط الطائرة الروسية على السياحة وصعوبة تأمين فتح معبر رفح وهي بحاجة ماسة لإنجاز سياسي الآن في ظل الهجمة الغربية والاخوانية عليها وأسهل الطرق لهذا الانجاز للدبلوماسية المصرية هو انجاز مصالحة فتحاوية داخلية وفتحاوية حمساوية.
كلهم مزنوقين ومن سيعود دون مصالحة من كل الأطراف سيكون خاسرا ووضعه في منطقة الخطر لأن أحوالهم جميعا ستتفاقم ما عدا دحلان الوحيد المرتاح ان حدثت مصالحة فهذا جيد له وان لم تحدث مصالحة فهو ينتظر ووضعه ليس ملحا ولن يتفاقم كما باقي الاطراف لذلك فالمصالحة الآن في مصلحة الجميع.
طرف مهم متداخل في هذا الشأن وهو السعودية وزيارة عباس بعد مصر خطوة مهمة أيضا وقد يكون للسعودية رأي في الخطوات المصرية للمصالحة وربما يذهب عباس للسعودية للتشاور قبل الاعلان عن المصالحة والعودة لإتمام المصالحة اذا تطابقت وجهات النظر ففكي الكماشة السعودية يستطيعان ضغط حماس وعباس عبر قطر وضغط دحلان وعباس عبر مصر ...
يبقى الموقف الاسرائيلي فهو طرف مزنوق أيضا وهو طرف متداخل هام وقد يكون هو الطرف الأهم في المعادلة فهل يأمل الاسرائيليون في الخطوة المصرية أن تؤدي لانفراج ومنع الحرب ووقف الانتفاضة أم هو له أجندته الخاصة ويراقب الوضع لبناء خطوات جديدة للوضع الجديد وهذا هو الأرجح ..
أقل الأطراف جميعها تأزما هو دحلان فعلى الأقل هو في وضع ليس في موقع المسؤولية الرسمية مثل الباقين حتى الآن .. دعونا نرى الساعات القادمة هل تحدث المصالحات و تبدأ خطوة أولى في الألف ميل ؟
بقلم/ د. طلال الشريف