في يونيو 2013 قال وزير الخارجية البريطاني " في غضون سنتين سيكون حل الدولتين مستحيلاً"، وواضح أن (إسرائيل) خلال العامين الماضيين قد قامت بالكثير من الأعمال العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني، أهمها سياسة التمدد الاستيطاني في الضفة الغربية، وحروب شرسة على غزة، وتصريحات متطرفة ضمن برنامج انتخابي تصدره نتنياهو بإصراره التأكيد للجمهور الإسرائيلي على استحالة قيام دولة فلسطينية.
قبل لقاء نتنياهو- أوباما قال ران باريتس، الناطق الرسمي بلسان الحكومة الإسرائيلية "الرئيس أوباما معاد للسامية، وذكاء وزير خارجيته، جون كيري، لا يفوق ذكاء ولد مراهق"، وهذه الأقوال لا تختلف عما قاله نتنياهو قبل أن يتراجع عنه أن "الحاج مفتي الحسيني معاد للسامية، وأن الرئيس محمود عباس داعشي ويدعم الإرهاب" .
أوباما لا يتوقّع تحقيق أي إنجاز خلال ما تبقى له في الرئاسة الأميركية،وأكد بأنه ليس بمقدور الفلسطينيين والإسرائيليين، في الفترة المتبقية من ولايته، التوصل إلى تسوية على أساس حل الدولتين، وأن هناك شكاً في إمكانية استئناف المفاوضات بين الطرفين خلال هذه الفترة، لكنه يعمل الآن على اتفاقية "وقف الاستيطان مقابل امتناع القيادة الفلسطينية عن تقديم ملفات لمحكمة الجنايات الدولية ضد (إسرائيل) .
ستيفن ليفنسكي ومالكوم وايل الصهيونيان : يرفضان بحزم السفر إلى إسرائيل، ويطلبان من النواب الأميركيين مساعدة وقف مساعدة إسرائيل إلى أن تلتزم بعملية سلام جدية، إما بإقامة دولة فلسطين أو بإعطاء الفلسطينيين جميع الحقوق الديمقراطية ضمن دولة واحدة، ويتلاقى الموقف هذا مع موقف العديد من الدول الأوروبية حول مقاطعة بضائع المستوطنات الإسرائيلية، ووضع إشارة عليها، وهنا يجب أن يكون هناك استثمار لكل تلك المواقف لدعم القضية الفلسطينية.
غضبة القدس فرضت نفسها على أجندة لقاء اوباما – نتنياهو، فاللقاء كان مقررا لنقاش الامتيازات والدعم اللامحدود الذي ستمنحه الإدارة الأمريكية لإسرائيل مقابل الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني، ويبدو أن نتنياهو سوف يضغط للحصول على ضوء أخضر أميركي أخضر لكسر الانتفاضة ومواصلة الاستيطان، وأوباما سوف يعيد التأكيد على ضمان الأمن والتفوق النوعي عسكرياً لإسرائيل .
الإدارة الأمريكية تصف عمليات المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، وفي المقابل تصف ما تقوم به (إسرائيل) دفاعا عن النفس، ولن تطالبها بأي تعديل على سياسة القتل الممنهج بحق الفلسطينيين.
القيادة الفلسطينية سوف تقرأ جيدا كل ما سبق، وغضبة القدس لن ترتهن للظروف القاسية التي تحيط بها، وأعتقد أن استمرار غضبة القدس التي فرضت حضورها فوق كل الأجندات من خلال نهج المقاومة الشعبية سوف يكون ورقة رابحة للقيادة الفلسطينية لاستنزاف (إسرائيل) وستدعمها من خلال فضح ممارسات (إسرائيل) إقليميا ودوليا، وحتى يأتي ما بعد أوباما الذي سجل فشلا في قضايا الشرق الأوسط عامة والقضية الفلسطينية خاصة، فإن الأمور تبقى على ما هي عليها في انتظار المفاجآت و فوق كل ذي علم عليم، وكما يقول د.ناصر اللحام، يا رضا الله ورضا الوالدين.
بقلم د.مازن صافي