قضية الطفل احمد مناصرة ، لم تعد مجرد حدث اجرامي اقترفه الاحتلال، لينجو منه الطفل بعناية الآهية فائقة ، الطفل احمد مناصرة منذ تعرضه للحادث البشع في القدس ، هو بمثابة قضية متكاملة الاركان ، فكونه طفل قاصر لم يتجاوز 13 عاما ، القي القبض عليه بتهمة حيازته سكينا ، او حاول القيام بعملية طعن ، تعرض حينها للاصابة بجراح بالغة على يد المستوطنين و شرطة الاحتلال ، في مشهد قمة في اللاانسانية ، موجهين شتائم قذرة له و للفلسطينيين و العرب جميعا ، في صورة تعكس ما وصل اليه الاحتلال من اجرام و عنصرية فاقت الوصف .
في الامس هزنا ما رأيناه من مشاهد قاسية اثناء تحقيق المخابرات الاسرائيلية مع الطفل مناصرة ، مثلت انتهاكا صارخا لحقوق الطفل الاسير ، و المعاملة البشعة و التعذيب النفسي الموجه اليه ، بدون حضور والديه او احد من عائلته اثناء التحقيق ، ما جعل الطفل احمد ينهار امام المحققين و يصرخ باكيا لعدم تذكره ما حدث ، و قد نجح الاحتلال في عملية تسريب هذا الفيديو ، في ايصال رسالته للعالم ، التي تحمل جوانب عدة ، اولها اخافة للفلسطينيين و منعهم من الاقدام علي عملية طعن جديدة ضد الاحتلال ، ثانيا اهانة للفلسطينيين و العرب جميعا ، فالطفل العربي او الفلسطيني لا قدر له او كرامة عند الاسرائيليين ، و ثالثا ان اسرائيل لا تعبأ ابدا بأي قانون في العالم ولا تكترث للمنظمات الدولية و المدافعين عن الحريات و الحقوق .
لقد اثبت فيديو التحقيق مع الطفل مناصرة عدم جدية الاحتلال نحو اي اتفاق او حل سياسي محتمل مع الفلسطينيين ، و بناءا عليه على المفاوضين و السياسين في الجانب الفلسطيني الذين لا يملوون من مد يد السلام الى الاحتلال ، الاستيقاظ من هذا الوهم ، و على القيادة ان تتخذ اجراءات صارمة و وقف اي تنسيق مع الاحتلال حتى الافراج عن الاطفل الاسير احمد مناصرة ، و ان لم يتجاوب الاحتلال علي المختصين في الشأن الحقوقي و الدولي ، تدويل قضيته امام المحافل الدولية و كشف وجه اسرائيل الارهابي امام العالم .
ان انعدام ردود فعل التنظيمات و الفصائل و كذلك السياسيين ، لهو العجز بعينه ، فالساكت على الحق شيطان اخرس ، فلا يمكن القبول بالامر الراهن و تمريره دون عقاب ، فان ما اراه من اتخاذ زمام الامور على الارض من الشعب و المنتفضين انفسهم ، هو دليل شعور الشعب بتخاذل الفصائل و الاحزاب لهم ، وتزايد الاحتلال في غطرسته و اجرامه يحتاج منا تصعيدا لردعه و ايقاف ارهابه ضد شعبنا ، فعلى الفصائل و الاحزاب ان تقف داعمة بظهر الشباب المنتفض في الميدان ، ليعلم الجميع ان الشعب الفلسطيني لا يرضى الذل و الاهانة و دمائه غالية لا تقدر بثمن ...
وئام أبو هولي
