دحلان مازال هو العنوان

بقلم: طلال الشريف

هنا حقيقة لابد من بيانها ولا يجوز للوطنيين الحقيقيين الهروب منها حتى لو على رقابهم هنا وطن وهنا قضية الوطن جريح والقضية وصلت للحضيض صحيح نحن في بدايات انتفاضة القدس وفي نهايات القدرة على تحمل استمرار الحالة الفلسطينية المشتبكة سياسيا والمنقسمة جغرافيا.
دخلنا في الاسبوع السابع لحراك شعبنا والدم النازف شلالا وحصار الضفة أشكالا وللأسف العمل الميداني بدون هدف محدد ودون قيادة له ونعلل ذلك لأنفسنا بأننا في شكل وأدوات جديدة للانتفاضة ولا نريد النظر في المرآة لنرى عيوبنا وتشوهاتنا بسبب من يقودنا أو من يؤزمنا سواء هنا في غزة أو هناك في رام الله.
ثبت بالدليل القاطع أن الخلل في قيادتنا وأحزابنا التي لن تتفق ولن تتصالح، لن تتفق مع بعضها لإنقاذ الوطن وإسناد الانتفاضة، ولن تتصالح فتح مع بعضها ولا مع حماس، وكافة الفصائل عاجزة عن إمكانية فرض المصالحة وعن إمكانية قيادة الانتفاضة،
عباس شوه علاقات الوطنية الفلسطينية مع كل العرب ويقف ضعيفا مترددا تجاه اسرائيل وأمريكا وكان ينتظرهم لدعوته لمرحلة جديدة فأجابه أوباما بأنه مشغول ولن يكون هناك مفاوضات بسبب الانتخابات الأمريكية التي ستأتي بعد عام وطالبه بالتهدئة وقمع المنتفضين وهو متمسك بالتنسيق الأمني المجاني وحماس شوهت العلاقة الفلسطينية مع العرب أيضا وليس لها من شيء تفعله مع الغرب وأمريكا ومعاناة أهل غزة وصلت للذروة بسبب حكم حماس.
عباس يرفض تحريك أي شيء لإنقاذ الوضع الفلسطيني المتدهور حتى بدا أن آخر العلاقات العربية مع الشقيقة مصر في طريقها للتصعيد ولا أدري على ماذا يراهن هذا الرئيس ولم أجد إجابة سوا أن شعبنا صامت ومتعب وهذا فقط ما يراهن عليه عباس بالإضافة للدولة البوليسية التي بناها لحماية المقاطعة ونهجها والتي تطبق على رقاب الفلسطينيين في الضفة الغربية .
دحلان مد يده عبر الشقيقة مصر لإنقاذ الوطن والقضية ولاشك في كفاءة ووطنية السياسة المصرية التي حاولت إخراج فتح من مأزقها لما تشكله فتح من قوة للنهوض بالقضية الفلسطينية وحماية الفلسطينيين من تدخلات الأجندات والتحالفات الاقليمية البعيدة في أهدافها عن قضيتنا بمذهبيتها ومصالحها الاقتصادية.
ما زلت أقول بأن دحلان هو العنوان عنوان الانقاذ وعنوان الوحدة وعنوان النهوض لماذا؟
لأن الوضع الفلسطيني يسير مجبرا تحت ضغط سياسات الرئيس الفاشلة وسياسات حماس الناقضة لسياسات الرئيس، والشعب والقضية هما الضحية، ولأن دحلان بإمكانه حل الخلافات مع حماس والفصائل الأخرى كما تبين من عدم رفضهم للعمل معه ولم نسمع من فصيل أنه يناوئ الرجل ولا حتى من اللجنة التنفيذية وإذا كانوا مناوئين فليعلنوها، وماداموا لم يعلنوا ذلك فبإمكان دحلان التعاون معهم والوصول لحلول.
وعلى الصعيد العربي فالمصريون هم من أرادوا تسوية الخلاف مع أبو مازن وبالتأكيد معهم الامارات والأردن والسعودية وباقي العرب الذين أدركوا أن الحل يبدأ من هذه النقطة، ودحلان على علاقة بهذه المفاتيح الداعمة والمؤثرة في مسيرة الشعب الفلسطيني وهم أدركوا أن بإمكان دحلان حل المشكلة مع حماس ليتفرغ الشعب الفلسطيني لخطوته القادمة في دعم الانتفاضة والنهوض بالشعب وقضيته وللعرب أيضا منافع في ذلك أن يكون الوضع في فلسطين موحد ويصبح تعاملهم مع جهة فلسطينية واحدة وهذا أكثر أمنا لهم، وهم يروا في دحلان إمكانية تحقيق هذه الوحدة وهذا الأمان، فلماذا يقف عباس في طريق المصالحة بكل فروعها ولا يمكن تصور هذا النهج التدميري بسبب علاقة خاصة بالرئيس أو بعائلته وليس بسبب علاقة بالشعب والقضية، ويستمر عباس في وضع شعبنا والمنطقة كلها في حالة تأزم دائم لن تهدأ إلا برحيل عباس.
عباس ليس لديه حلول لأصغر قضايا وطن وشعب مغلوب على أمره ولو لمريض ينتظر السفر وهو لا يهتم إلا بانتقامه وحقده على هذا الشعب وعلى مناوئيه السياسيين .. الجميع يعرف سياسة جيدا وهم يدركون وشعبنا يحتاج ويدرك أنه بحاجة لقائد متحرك يستطيع العمل مع كل الأطراف الداخلية والخارجية ويستطيع بالتأكيد رفع المعاناة عن شعبنا ولهذا فالغالبية مقتنعون أن دحلان مازال هو العنوان للإنقاذ وخاصة في غياب بدائل لديها من العلاقات والكفاءة للإنقاذ.

د. طلال الشريف
11/11/2015م