ما كان قبل أيام على أنه تسريب إعلامي لا يخلو من الفبركة ، وصب الزيت على النار ، اليوم أضحى حقيقة واقعة ، حول تدخل السلطة الفلسطينية لدى جموع شعبنا في الأراضي الفلسطينية عام 1948 ، أو ما بات يٌطلق عليها المناطق المحتلة خلف الخط الأخضر . بهدف التأثير على حراكهم ضد سياسات حكومة نتنياهو في مدينة القدس وما يتعرض له المسجد الأقصى من اقتحامات ومحاولات وضع اليد عليه بعد تقسيمه زمانياً ومكانياً . هذا الحراك الذي جاء مكملاً المشهد الانتفاضي في القدس والضفة وقطاع غزة .
الدكتور أحمد الطيبي وفي مقابلة أجرتها جريدة القدس العربي بقَّ البحصة ، حين أقرَّ أن هناك اتصالات أجراها عدد من مسؤولي السلطة ليلة مظاهرة سخنين . رافعاً الصوت في وجه السلطة ومسؤوليها بطريقة مهذبة ، معتبراً أن هذه الاتصالات لا مبرر لها ، حتى وإن نواياها سليمة ، ومطالباً إياهم الكف عما أسماه التدخل في الشؤون الداخلية في الأراضي الفلسطينية عام 1948 ، لأن لدينا قياداتنا ومؤسساتنا ، ونحن أدرى بما يجري ونتصرف بمسؤولية وشموخ وطنيين . متمنياً إعادة النظر في هذه الاتصالات والتدخلات ، لأنها استغلت إعلامياً بشكل سلبي .
عندما يُقر الدكتور الطيبي بهذه الاتصالات ، وهو الذي تجمعه علاقات طيبة مع رئيس السلطة السيد محمود عباس ، ومن قبله الراحل أبو عمار الذي يحتفظ له داخل مكتبه بالعديد من الصور . إنما هذا الإقرار جاء ليُدلل أن هناك من تعمد الإساءة وعمل على خط تهدئة هبة شعبنا في مناطق فلسطين المحتلة عام 1948 لصالح الاحتلال وحكومة نتنياهو ، حتى ولو كانت نواياهم سليمة ، حسب تعبير الطيبي .
هذه الاتصالات والتدخلات لم تأتي عن عبث ، بل أتت من موقع أن هذا البعض الذي لم يسميه الدكتور الطيبي أراد أن يسيء لرئيس السلطة من خلفية إحراجه ، أو وضعه في مواجهة مع القيادات والمرجعيات الفلسطينية في مناطقنا الفلسطينية عام 1948 . وعلى رئيس السلطة أن يكون قد أخذ علماً بهذه الاتصالات الغير مبررة ، ويتخذ ما يلزم من إجراءات توقف عبث العابثين وإساءات المسيئين .
رامز مصطفى