بنجور مسيو سويلم .. تحيا الانسانية ويسقط الظلم

بقلم: طلال الشريف

انا رجل أممي أحمل للإنسانية كل خير وأفنيت عمري محاولا رفع الظلم وإنصاف المظلومين وإقامة العدل ولكني ذبحت على محطات السعي لمجتمع أفضل لمجتمع المواطنة وللأسف يا مسيو سويلم أنت من ذبح القيم والصالحين ووقفت مع الظلم ضد المظلومين ولولا شعرة من عقل وثقافة وعلم لكنت داعشيا كما هم المظلومين بالجهل أو باليأس فيقتلون.
حكاية القهر تلخص القضية ومنبع القهر هو الظلم والظلم منه سياسي ومنه اجتماعي ومنه وطني ومنه عائلي ومنه ديني ومنه اقتصادي ومنه احتكاري ومنه استظراطي ومن الظالمين السفالة أو المؤامرة أو الصراع على الثروة والنفوذ ومن الظلم ينتج كل ما تحت الشمس من مشاكل وسوء ادارة تعود لجهل الحاكمين.
أيها الغرب لكم قهركم ولي قهري لكن أن يصبح قهركم وقهري لي فهنا توقفوا لتفهموا إن كنتم غافلين أو متغطرسين و لا فرق في النتيجة بين هاتين الصفتين.
باختصار شديد يا سيد الإليزيه ومدعي الحضارة ويا اصحاب ثورة الحرية ماذا فعلتم ؟ وهنا الكلام خاص وعام مرسل لجميع الأحرار في شرق أوروبا وغربها وفي شمالها وجنوبها والشمال الأميركي والأسترال ومن معهم من الداعين صدقا أو شعارا للحرية والديمقراطية والتحضر إليكم ما جرى لكم.
لدينا في الشرق قهر مزمن من ذاتنا وحكامنا ويمتد تاريخيا لقهركم السابق لنا وتقاسمكم العالم بينكم بما فيه عالمنا العربي وإن أردنا التوسع وعالمنا الإسلامي نعم نحن لدينا ظلم داخلي نحاول رفعه منذ قرون ونجحتم أنتم في رفع بعض الظلم عنكم لكنكم رميتم قهركم للشرق فأصبح قهركم فوق قهرنا مضاعفا .. كيف؟
جئتم تساعدونا ونسيتم أن عولمتكم رفعت عن كل مستور غطائه فعريتم جهلنا العلمي والصناعي نعم وعريتم جهلنا السياسي والاقتصادي نعم وعريتم جهلنا الاجتماعي والديني نعم وعريتم جهلنا الجنسي ومفاهيمنا القبلية نعم ولم يبق فينا ولنا مستور واحد فأصبحنا مثل افلام البورنيو تماما لم يبق في حياتنا وأشيائنا شيء غامض فكل ما كان يستر عوراتنا ذاب مع الفضاء المفتوح وكبرت أمراضنا الاجتماعية والسياسية بعولمتكم وانكشف المستور فلا يوجد عدل والظلم كبير ولا يوجد صدق والكذب كثير وكسرت مرجعياتنا بعد سقوط القيم وانفلات الطائفية وبات المسجد ليس صافيا للصلاة والدعاء وصار القاضي لصا والزعيم ساقطا بفضلكم فأنتم تنصبون من تريدون علينا وتبقون من تريدون وتزيحون من كان علنا فماذا جرى؟
وبدل أن تحسنوا معاملاتنا وتساعدونا في عرينا عدتم لاستعبادنا بطريقة جديدة، كيف ؟
ثلاثة من أعداء الفقراء أنتم حماتهم رغم عدم مطابقتهم للمقاييس التي تطبقونها على غيرهم باسم حضارتكم:
أولا اسرائيل وظلمها وقهرها للشعب الفلسطيني أنتم سببه واستمراره وثانيا حكام السعودية والخليج الديمقراطيين جدا أنتم حماتهم وثالثا العولمة الغاضبة على الفقراء انتم صانعوها وحماتها.
تقولون جئتم لتساعدونا فأبقيتم ظلم السعوديين والخليجيين لشعوبهم ولعربهم ولمحيطهم وهم سبب الداء والبلاء بتجهيل شعوبهم فنقلوا لنا عقدهم ومفاهيمهم ووسعوا ظلمهم بمالهم وهم الأقل عدلا وديمقراطية أصلا في بلادهم فلا أحد في العالم المتحضر حتى الآن يتحكم بثروات شعبه ويستخدمها في قمعه إلا هم.
أيها الغرب لقد كبرتم احتياجاتنا بصناعاتكم وإغراءات المرفهات من لدنكم فأصبح المال السياسي السعودي والخليجي يتلاعب بعقول المنطقة ويدمر الدول ويعيدها للقرون الوسطى وأنتم من يحميهم ويحمي ظلمهم ويشاركهم في أفكارهم وهذا هو فكرهم يعود لكم وفي عرينكم.
حتى الشعوب التي لا تملك الثروة جئتم ايها الغرب والخليجيين والسعوديين تدمرونها بحجة المساعدات وباسم الشفافية والمحاسبة والديمقراطية فأنشأتم عصابات المال وكبرتم شريحة الفاسدين بمشاريعكم وتمويلكم وأجنداتكم الخفية التي لا تحمل خيرا للمقهورين الفقراء سوى الشعار على يافطة مشاريع يكتبها مرتزقتكم ثم يسرقونها فاختل التوازن من أموال مشاريعكم وخلقتم شريحة هي في الأصل والسلوك ضد ما تدعون من قيم وهؤلاء الغوانم أصبحوا لكم خدما وعبيدا تنقلونهم من مهمة لمهمة ومن مشروع لمشروع حتى باتت شريحة هؤلاء الغوانم كبيرة وهي في خدمتكم وخدمة أنفسهم بعيدا عما يدعون وأصبحوا يمارسون متقدما في عمق قهر الشعوب الفقيرة فقد أسقطتموهم بالمال والنساء والكحول وسلختوهم عن أهلهم وقهر الفقراء منهم بدل انهاضهم ومساعدتهم فخلقتم بكل ما مارستم الضد والعداء والمنتقمين لقهرهم.
نعرف أنكم لستم بلهاء كي لا تفهموا كيف يتصرف الغوانم من الحكام ومن القائمين على مشاريعكم بشعوبهم والفقراء منهم ولماذا تسكتون على قهر المقهورين ، لكنها النوايا الخفية لكم فأنتم تدركون كل الأشياء وترضون بقهر المقهورين وذلك ما تفعلون.
وتسألون لماذا هؤلاء أصبحوا دمويين وأصبحوا يذهبون لقتلكم وتعقدون الندوات والتحليلات والخبر عندكم ؟ انتم تعلمون جيدا ما فعلتم بهم وبكل أغطيتهم فلولا تلك الشعرة التي ثقفنا بها أنفسنا لأصبحنا دواعش مثلهم ولكن نحن لا نؤيد الدم والعنف ولا نشاركهم في افكارهم .. هذا ما جرى منكم ومنهم وأنتم وإسرائيل ودول الخليج والسعودية من صنعهم ليعودوا لكم بما صنعتم.
نعم دفع الغرب لكل السفلة في الشرق فكبروا شريحة الغوانم وأدمن الغوانم النساء والكحول والدولار والتآمر على الغلابة فثار المنتهكين لظلمهم ووجدوا في القتل إدمانا يقابل إدمان الغوانم ومعلميهم أو أسيادهم أرباب المال السياسي والمشاريع الهبشية فقتلوا في الشرق حتى الثمالة وذهبوا ليقتلوا معلم الغوانم في عرينه .. من علم الناس إدمان ضرب السيف تحت مستور الغلابة سيذهب الغلابة لقطع رأسه إن لم يجدوا رؤوس الغوانم .. بنجور مسيو سويلم ... نيران صديقة موجعة .. تحيا الانسانية ويسقط الظلم وبلا شماتة اشربوا من الكأس التي أسقيتمونا لعلكم تعيدون القراءة الانسانية من جديد.

د. طلال الشريف
14/11/2015م