سطرت المقاومة الفلسطينية عبر اكثر من 6 عقود خلت أسمى صور فنون وتكتيك الثورات ، لما تحلت به من اخلاق ورسائل سياسية قوية تتحطم عليها كل ادعاءات وزيف نظريات الاحتلال ، بل واسقاط احتمالاته وفرضياته المهزوزة ، فالبعد الأخلاقي والتكتيك السياسي ونظريات المقاومة الصادقة أضحت الحقيقة الدامغة الملاصقة للمقاومة.
اولا- الرسالة الأخلاقية للمقاومة :
- في نابلس :عقب عملية نابلس التي قتل فيها ضابط مستوطن كبير وزوجته المستوطنة على يد مقاومين فلسطينيين إلا أنهم رفضوا قتل الأطفال المتواجدين في نفس السيارة. ، رغم ان العملية كانت من نقطة الصفر ..
- في الخليل : أجبر المقاومون سيارة المستوطنين على تخفيف سرعتها وأطلقوا 10 رصاصات عليها، ثم تأكدوا من مقتل اثنين من المستوطنين الذين كانوا فيها، وكان بالسيارة طفل وثلاث نساء لم يلحقوا بهم أي أذى، وهو ما سبق أن فعله منفذو عملية نابلس ليقدموا شاهد اخر على البعد الاخلاقي للمقاومة
اعترافات قادة الصهاينة بإنسانية المقاومة وبهيمية المستوطنين :
- قال المحلل العسكري بالقناة الثانية الصهيونية روني دانييل إن منفذي عملية "ايتمار" ترجلوا إلى السيارة واقتربوا من الأطفال الأربعة، ورفضوا قتلهم وتركوهم بسلام. وقال "وكأنهم يبعثون برسالة لنا: (نحن لسنا حيوانات مثلكم ونحن لا نقتل الأطفال مثلما فعلتم في دوما مع عائلة دوابشة)".
- شهادة "ألون بن دافيد" المراسل العسكري للقناة العبرية العاشرة كانت بمثابة الصاعقة على القيادة الصهيونية المتطرفة؛ حيث قال: "إن منفذ الهجوم اقترب من السيارة، وقتل الزوجين ولم يقتل الأطفال، وهذا ما يفسر بقاءهم أحياء، مضيفًا إنها بمثابة رسالة تعبر عن إنسانيتهم وأنهم ليسوا حيوانات، وأنهم لا يقتلون الأطفال مثلما فعل المستوطنون في دوما مع عائلة دوابشة""
تجيئ هذه الممارسات الاخلاقية المدروسة والممنهجة من قبل رجال المقاومة كرسالة موجهة للمجتمع الدولي تؤكد على طبيعة صراعنا مع الاحتلال وصياغة اهدافه بطرق اخلاقية تؤكد ان أهداف المقاومة ساميه للوصول الى التحرر من الاحتلال ومستوطنيه وليس القتل فقط هو الهدف ، في الوقت الذي يمارس فيه المستوطنين أبشع الأساليب الهمجية في قتل وتعذيب الاطفال ، باعتبار الاطفال ابو خضير- مسالمة – مناصرة (نموذجا)
اذا ممكن اعتبار و بشكل موضوعي ان المقاومة سجلت موقفًا أخلاقيًّا تفوق على الدولة المحتلة التي تصنف نفسها زيفا انها ديمقراطية
هولوكوست جديد ضد 2000 من أطفال فلسطين :
تشير الاحصائيات ان الاحتلال قتل حوالي 2000طفلاً فلسطينيًّا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى وحتى اليوم كالتالي :-
- ما بين عامي 2000-2005م قتل الاحتلال نحو 700 طفل
- قتل 15 طفلاً في الضفة الغربية عام 2014م، منهم 14 طفلاً بالذخيرة الحية، وبحسب التحقيقات فإن أيًّا من هؤلاء الأطفال لم يشكل أي تهديد مباشر للاحتلال.
- ما بين عامي 2005م -2014م قتل الاحتلال نحو 1296 طفلاً .
- في الحرب الصهيونية على القطاع عام 2008م قتل الصهاينة 350 طفلاً، وفي الحرب الأخيرة على القطاع 2014م قتل جراء القصف العشوائي 535 طفلاً.
تعمد إصابة الأطفال :
أفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) فإن حوالي 1500طفلاً أصيبوا بالرصاص الحي والمعدني او قنابل الغاز المسيل للدموع في شهر أيلول (سبتمبر) 2015م، خاصة بعد القوانين التي سنها الكبينت الصهيوني ضد أطفال الحجارة في الضفة وغزة ..
ثانيا – الرسالة السياسية للمقاومة:
تتجلى الرسائل السياسية الموجهة من رجال المقاومة لدهاقنة الاحتلال في انها تأتي انتصارا لدماء شهداء شعبنا لتؤكد على التالي :.
- جرائم الاحتلال والمستوطنين ضد شعبنا لن تمر دون عقاب وستجد لها رادعاً ورداً فلسطينياً.
- تسديد ضربة قوية ضد اوهام الصهاينة وحاخاماتهم لإفشال مخططاتهم لتقسيم الاقصى مكانيا وزمانيا .
- فشل وهم (سقوط شباب القدس في وحل النسيان للقضية وتطبيعهم)
- التحام المخزون البشري الفلسطيني الثائر في القدس والضفة وغزة نحو تحقيق الاهداف المنشودة ، وهذا يؤكد فشل مخطط الانقسام
- تحريك الصخور العربية الصماء لتتخندق وراء القضية الفلسطينية في ظل تهميشها كنتيجة لما يسمى بالربيع العربي
- اثبات عجز وسوء تقدير نتنياهو وكومبارسه في الكابينيت ، وتناثر رهاناته ضد الفلسطينيين مع زخات الحجارة ومواضى السكاكين ..
- ان سياسة الاحتلال وبكل إجراءاته وجرائمه وقتله المستمر وحصاره وإغلاقه للمدن الفلسطينية فاشلة، ولن تنجح في كسر إرادة الصمود والعزيمة والمقاومة
- عجز الاحتلال وارتباكه وفشله في منع العمليات المتكررة التي نشرت الرعب والهلع لدى المستوطنين وجنود الاحتلال.
- رسالة كرامة لأهالي الشهداء بأن المقاومة قادرة على تأديب المحتل وردعه من خلال اللغة الوحيدة التي يفهمها، وهي القوة والمقاومة بكل أشكالها. خاصة الشهيد عبد الله الشلالدة الذي أعدم بدم بارد بعد اقتحام المستعربين للمستشفى الأهلي بالخليل
- رسالة واضحة بأن شعبنا سيواصل المقاومة والدفاع عن حقوقه والرد على الجرائم التي ترتكب بحقه".
- بلورة استراتيجية تكتيكية جديدة تهدف الى خلق توزان في فلسفة الرعب ، ضمن فرضية فلنبدأ بالهجوم والدفاع والا ذبحنا كالنعاج ..
تأسيسا لما سبق نرى ان الظروف الذاتية والموضوعية الفلسطينية باتت قريبة نحو التخندق وراء اللحمة وطي صفحات الانقسام لان فلسطين بكافة مقاومتها وشهداءها أصرت على وحدتنا ..
بقلم/ ناصر اسماعيل اليافاوي