لقد ادركت دول الاقليم مدى خطورة ان تبقى وتسود لغة وسلوك الانقسام الداخلي الممنهج في فتح، والتي تؤثر على المشروع الوطني برمته بل المشروع العربي الخاص بالقضية الفلسطينية ، وهذا ما دفع القيادة المصرية ان تتبنى مشروع المصالحة الفتحاوية الداخلية بين الرئيس عباس باعتباره هو من اصدر وضغط في اتجاه قرارات الفصل التي تبناها بعض افراد المركزية ولسنا غائبين عن تاريخهم واحقادهم ونرجسياتهم وفئويتهم كمشروع فئوي جهوي سياسي ادى الى كثير من مصائب الحركة والحركة الوطنية وبين محمد دحلان الذي لا يعبر عن نفسه بل يعبر عن قاعدة عريضة فتحاوية الذين اقصوا بفعل هذا التيار الخبيث في هذه الحركة والذي تمكن من ان يكون على رأس القرار الحركي في ازمنة مختلفة من تاريخ هذه الحركة .
جهد اقليمي بناء تقودة مصر مع الرئيس الفلسطيني من ناحية ومع النائب وعضو المركزية محمد دحلان والذي تحاول بعض الجهات الموتورة في المركزية وبنفس اقصائي من جديد ان تعيق اي عملية مصالحة داخلية باثارة قضايا وسيناريوهات بطل فعلها وفاعليتها وتفعيلها ولانها بنيت على سياسة قذرة كل حركي عاصر مراحل فتح يعرفها ويدركها ، هولاء الذين لم يوفروا سلوكا اودهاء من اجل وصولهم للقرار الحركي والتحكم في اطرها لكي يكرسوا نهجهم الذي اصبح مكشوما ومبغوضا على المستوى الحركي والشعبي والاقليمي سياسيا وسلوكيا وامنيا والذي اثر على برنامج فتح النضالي والوطني وعلاقتها بجماهيرها وحاضنتها .
فتح الان على مفترق طرق اما تلبي الحاجة الوطنية والاقليمية لاستقرار النظام الوطني والحركي ، او يستمروا في سياسة الهرةب للامام تحت حماية مصالحهم الخاصة ومصالحهم الجهوية والجغرافية ، ولكن قد نقول ان عصر هيمنة الاطار الاول قد ولى ومرحلة التاريخيون قد ولت واما ان يحترم راي القاعدة والكوادر وينصاع هؤلاء عن جبنهم وتخوفهم على مصالحهم ، وينحازوا للغة الجمع االوطني الحركي او ينتظروا محطات لمزيد من ادانة الشعب ةالتاريخ والذي بكل الاحوال لن يرحمهم.
واريد ان اوضح هنا ولكل من ينعق ويضع الاشواك في طريق المصالحة من منكم بلا غسيل وسخ ونحن نعرفكم ونعرف غالبيتكم كيف كنتم وكيف اصبحتم عبر عقود في هذه الحركة ، من منكم كان حافيا واصبح يمتلك المشاريع والتجارة ، لا تقولوا لي من رواتبكم بل من سرقاتكم ولان رواتبكم في السم المالي نعرفها جميعا.
محمد دحلان في خلافه معكم تحلى بالادب والاخلاق الوطنية والانضباط الحركي ، وقد لا نلتزم بالاداب الذي تحلى بها دحلان امامكم وامام اضغانكم واحقادكم فالقضية ليست فردية بل قضية حركية ووطنية بامتياز ، وضميرنا الوطني لن يقف صامتا امام حلقات التزييف التي تثيرونها من جديد تغطية وتعتيم على تاريخكم وواقعكم ، لن نتحدث في السياسة فالكل يفهم واقعكم السياسي ، لن نتحدث في الامن فالكل يفهم واقعكم الامني ، لن نتحدث في السلوك فاخباركم كانت لامد قريب عبر تناقل لوسائل الاعلام ، ولن نتحدث ايضا عن فسادكم المالي وغيره فالتقارير الدولية والمحلية تتحدث عن ذلك ، ولكن نقابل هذا بانضباطيات وطنية هدفها وحدة الحركة والمشروع الوطني وشعب قد دمرتوه بغوغائيتكم وفئويتكم وجهلكم ومصالحكم .
محمد دحلان ارسل رسالته الوطنية والاخلاقية زاهدا كل المواقع التي تتصارعون عليها وعلى بقاؤكم على رأسها ، ولمن يفهم لم تكن رسالة ضعف او استجداء ، بل كان دحلان في قمة عطائه الوطني والاخلاقي ليقابل الاساءة بالحسنى وليقابل الحاقدين بالتسامح ليس من اجل شيء بل من اجل رسالة وطنية وحركية ووقت صعب وعصيب تمر فيه حركة فتح والحركة الوطنية من وراء عصباويتكم وطفوليتكم وتطفلكم على الواقع الحركي والاقليمي ..... وعلى من يريد ان يفهم وعلى من لا يريد ان يفهم ان ينتظر لكي يفهم ....فتح باقية بشرفائها بكوادرها وحدة واحدة موحدة عدوها الاساسي ومعركتها مع الاحتلال .
وكلمة اخيرة للاخ ارئيس ابو مازن بانه يدرك تماما طبيعة هؤلاء وحاضناتهم واهوائهم ومدى خطورتهم ليس على الحركة فحسب بل على المشروع الوطني ووحدة ماتبقى من ارض الوطن، فعلى الرئيس ان ياخذ القرار التاريخي ومضيا للامام لقرار اصبح في وقته واوانه بعودة الحق لاصحابه وعودة فتح لشرفائها وعودة فتح لشعبها ، الذي طلموه ليس احتلالا فحسب بل هم كذلك دركولا مصاص الدماء الذي اكل الاخضر واليابس ، فلك القرار الاخ الرئيس وستجد كل الشعب وكوادر فتح الشرفاء من خلفك ان اتخذت القرار وكسر حلقة المصالح التي تحيط بك وانت تعرف مرة اخرى ما هي توجهاتها وارتباطاتها.
سميح خلف