الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده ، وخصوصاً في لبنان ، كان على موعد مع الإطلالة المتلفزة للسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله ، والتي خصصها للحديث حول جريمة التفجير الإرهابي المزدوج الذي أصاب منطقة برج البراجنة ، والذي ذهب ضحيته عشرات الشهداء والجرحى من بينهم الأطفال والنساء من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين . كيف لا ! ، وجميعهم كان خلال أيام ما قبل الكلمة الفصل لقائد المقاومة ، أسرى الشائعات التي تلاحقهم منذ الدقائق الأولى للجريمة النكراء ، أن من بين الإرهابيين الانتحاريين هما من الجنسية الفلسطينية . شائعات ساهمت بتأجيجها مواقع التواصل الاجتماعي ، وبعض الإعلام اللبناني المغرض ، الذي حبك القصص وفبرك المعلومات ، التي لا سند حقيقي لها .
مساء السبت الرابع عشر من الشهر الجاري ، نطق الحكيم صاحب الأخلاق الرفيعة والضمير الحاضر أبداً ، بكلامه الفصل ، واضعاً حداً نهائياً للتأويلات والشائعات بحسب أصحاب السوء ، وقاطعاً بقوله " أن يكون أحد الانتحاريين ، أو من بين الموقوفين أي فلسطيني " ، ومنبهاً سماحته أنَّ " من أهداف التفجير الذي استهدف برج البراجنة وتمرير أسماء مفترضة للانتحاريين ، هو إحداث فتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين ، وبين أهالي الضاحية ومخيم برج البراجنة ولاحقاً المخيمات الفلسطينية ، داعياً لتعطيل الأهداف التي يسعى إليها المعتدي سواء أكان إسرائيلياً أو تكفيرياً ، وهناك من يريد تحويل الشعب الفلسطيني الى عدو . وأن الفلسطينيين إخواننا ولهم نفس قضيتنا وهم يحاربون الاحتلال الصهيوني " .
وجاء كلامه برداً وسلاماً على قلوب الجميع ، من هم في مخيم برج البراجنة ، ومن في جواره من الأشقاء اللبنانيين . وإن أنهى سماحته اللغط الذي دار عن دور للفلسطينيين في الجريمة ، ولكنه طالب فصائلهم أن يبذلوا الجهود من أجل منع تسلل أياً من الإرهابيين كي لا يتخذوا من المخيمات ملاذاً ينفذون جرائمهم في المناطق اللبنانية المجاورة للمخيمات . ودعا في المقابل الدولة اللبنانية إلى مقاربة جديدة لأوضاع الفلسطينيين في لبنان بعيدة عن المقاربة الأمنية .
رامز مصطفى