للذين يتساءلون ..لما غادر الشيطان عالمنا ..؟!!

بقلم: حامد أبوعمرة

في كافة التنظيمات المتطرفة ، والتي تدعي الإسلام وتأخذ من عنوانه شعارا براقا.. نجد قادتهم يستغلون الآيات القرآنية ، التي يقتبسونها من قلب المصحف الشريف ،فيفسرونها تبعا لأهوائهم الشاذة ،وميولهم العدوانية للإسلام والمسلمين ..حتى يخرجون الناس.. عوام الناس أو البسطاء من النور إلى الظلمة ،ومن الحق إلى الضلالة ..ومن عبادة رب العباد إلى عبادة العباد ،ولا نقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل .! كيف لا وقد غادر الشيطان عالمنا ،ورحل بعيدا عن بني البشر ..راح يستجم ،وسط الصحاري الواسعة الفارغة أو أعماق المحيطات، طالما أن هناك من يقوم بأكثر من مقامه أو دوره الدنيء الباطل والقبيح ..وإلا ماذا يعني أن يشبه قائد أحد تلك الجماعات الإرهابية، يشبه نفسه بالخضر عليه السلام ،ويشبه عناصره00 بسيدنا موسى عليه السلام ..فيقول ذاك الفاسق ..والذي أراد أن يدّرب عناصره على القتل ،ويمنحهم رخصة أو فتوى مقننة ..فيقول لهم لا تجادلونني كما جادل موسى ويقولها مرسلة هكذا وكأنه كان مجرد إنسانا عاديا وليس من أنبياء الله .! حيث قال للخضر عندما تسرع.. "أقتلت نفسا زكية بغير نفس، لقد جئت شيئا نكرا"، ثم يستطرد ذاك القائد الفاسق الشيطاني بقوله لا تجعلوني عندما آمركم بشيء ،فتجادلونني لأقول لكم كما قال الخضر لموسى .." الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا".!
ثم يحثهم على وجوب الطاعة العمياء ..أي الطاعة المطلقة سواء أكانت في صواب ٍ أو معصية،وكيف لا وهم ارتضوا بمن يحل لهم الحرام ،ويحرم عليهم الحلال ..فيخاطبهم بقوله ..يقول الله تعالى في كتابه العزيز : "ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم "[ النساء : 59 ] ..المصيبة الكبرى أن مثل أولئك القوم لايطيعون الله ،ولا رسوله ولكنهم يتشبثون بطاعة ولي الأمر فقط ،ودون أن يعرفوا من هُو..رغم تحذير الله سبحانه ،وتعالى للعباد في مواضع جمة بالقرآن منها قوله تعالى :" يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ " الأعراف 27
وما أكثر الذين يأبون في أيامنا .. إلا أن يفتننهم الشيطان ،فيتلذذون بنزعه عنهم لباسهم ..وإلا كيف يجرؤ .. أولئك الفاسقون على أن تُسوّل لهم أنفسهم بكل قساوة.. ذبح الناس بدم بارد وأمام أعين الناظرين..وأن يعيثون في الأرض فسادا ..؟!!

بقلم /حامد أبوعمرة