منذ ما يقترب من شهرين والشباب الفلسطيني يخوض معركة البحث عن خلاص من الاحتلال بعد السنوات الطوال التي ضيعت في البحث عن خلاص من خلال المفاوضات في نهاية 22 عاما خرج كبير المفاوضين بصفر اليدين دون نتيجة تذكر بل أستغل المحتل تلك السنوات في تضييع معالم الامل والحلم الفلسطيني بعد هذه التضحيات الجسام من شعبنا التي قبل بها أن تكون له دولة فوق 27%من مساحة فلسطين التاريخية دون أن يعطي العالم او الصهاينة أهمية لهذه التضحية من قبل شعبنا ودون أن يخرج صوت من قادة وساسة العالم لتقول الحقيقة وتقف امام المعتدي وتضع حدا لكل العبث في مصير الكون ودون أن تعمل القوى المتنفذة الى تلبية رغبة وطلب القيادة الفلسطينية بتوفير حماية دولية لشعبنا ودون ان يوجه تحذير لصهاينة بوقف الارهاب والقتل والحرق والاقتلاع لكل ما هو فلسطيني وبعد خروج الشباب الفلسطيني مطالبا بحقوقه في العيش بكرامة وحرية فوق أرضه وتحت سماءه وعلمه يحاول الصهاينة مستغلا بعض أنواع العنف التي تمارس هنا وهناك ليغطي على اجرامه ويضع نفسه في مصاف الدول والشعوب التي تعاني من العنف في الوقت الذي يمارس الارهاب بأبشع صوره وهنا السؤال ماذا يسمى الصهاينة عملية حرق الاطفال وهدم البيوت وقلع الاشجار وحصار ما يقرب من 2مليون فلسطيني وشن ثلاث حروب على غزة ؟.
أن معركة التحدي والصمود التي يخوضها شعبنا اليوم بكل مكوناته العمرية شبابا وحرائر لهي من أروع الملاحم النضالية والتي تتسم بكثر من الإنسانية التي تركها هذا الشباب في ميدان المعارك المتكررة مع من ينهب ويحرق ويقتلع الاشجار وهذا ما أقر به الصهاينة أنفسهم حين ترك الفدائيون الفلسطينيون الأطفال دون أي أذي وتم قتل المستوطنين .
وهنا لابد من الحديث بصدق وصراحة بأن هذه الهبة عفوية وغير منظمة وخارجة عن سيطرة وإدارة أحد ممن أكتفوا برفع الشعارات واطلاق القنابل الكلامية والخطب التضامنية والذي مازالوا يعلقون عجزهم على مفاهيم وأحاديث وقصص واتهامات أثبتت الايام زيفها ,فحين يخرج لنا أحد مدعي بأن سبب مشاركة هذا الفصيل أو غيره نتيجة أدعاء التنسيق الأمني لسلطة الوطنية ألا يطرح على نفسه السؤال ,وكيف يقوم هؤلاء الابطال بتلك العمليات البطولية ؟وكيف تمنع السلطة وقيادتها تخرج علينا كل حين تطالب بالحفاظ على سلميتها والحفاظ على طابعها العفوي والشعبي وكيف يقوم قادة السلطة بزيارة الجرحى وبيوت الشهداء ؟
ولكن السلطة الوطنية تمنع كل من يحاول إعطاء الغطاء الذي ينتظره قادة العدو الصهيوني وهو عسكرة هذه الهبة من أجل تدمير السلطة وكل مقدرات شعبنا التي أنجزها منذ قيام السلطة الوطنية والعجب بأن شهوة العسكرة تخرج من أشخاص يدعون بأنهم يعيشون فوق بقعة محررة من الاحتلال ويمتلكون قوة الردع التي تمنع الاحتلال من شن حرب جديدة وكأنه مازال هناك شيء مازال بحاجة الى تدمير ,وهنا نجد الابواق التي تصدح ليلا ونهارا تطالب أهلنا في الضفة المحتلة بعسكرة الهبة الشعبية نسمع بتلك الرسائل التي تخرج عنهم لطمأنة المحتل بأن الحدود الجنوبية سيتم الحفاظ على حالة الهدوء والاستقرار ولو من جانب حماة الوطن .
وأخيرا لابد من القول وفي ظل الاحاديث التي تخرج من هنا وهناك عن قرب زيارة وزير الخارجية الامريكي للمنطقة بهدف أيقاف الهبة الشعبية أقول لهؤلاء بأن الهبة الشعبية لم تكن نتاج قرار خرج من أدراج أي كان ولكنها كانت بقرار شبابي يعي ما يريد من هذا العمل وهذا لا يعني أن القيادة يتوجب عليها رفض التعاطي مع الطروحات والمبادرات الخارجية من أي طرف كان فهدف أي فعل نضالي هو تحقيق أنجاز سياسي ,ولكن دون ألقاء هذا السلاح الشعبي والجماهيري والذي هو جزء من عملية نضالية تراكمية حققت من خلالها القيادة الوطنية وشعبنا العديد من الانجازات والتي أتت أكلها في عدة ميادين الاقتصادية من خلال حملات المقاطعة التي تقوم بها الدول الاوربية برفض تسويق منتجات المستوطنات ومن خلال الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وقد كانت تصريحات وزيرة خارجية السويد – مارجوت وولستروم-أخيرا والتي طالبت بكل وضوح وجوب أن يعطي العالم شعبنا حقوقه الوطنية رفضا صهيونيا "حيث لا يرى الفلسطينيون على وجه الخصوص أدنى مستقبل لهم، بل يتعين عليهم إما أن يقبلوا وضعاً يائساً أو يلجأوا إلى العنف"من هنا يجب العمل على كل الاصعدة الوطنية والعربية والدولية من أجل هذه الهبة قادرة على أنجاز أهدافها من خلال الترفع عن كل الخلافات والمناكفات وتحقيق الوحدة الوطنية ,على الصعيد العربي والاسلامي تفعيل الشارع العربي والاسلامي معها من خلال تنشيط عمل السفارات الفلسطينية والجالية الفلسطينية والطلاب في تلك الدول من خلال وقفات أسبوعية أمام المؤسسات الدولية وسفارات الدول المؤثرة في رسم السياسة الدولية ,على الصعيد الدولي من خلال زيادة النشاط في المجتمعات الاوربية من خلال الجاليات العربية والاسلامية والفلسطينية في تلك الدول لزيادة التضامن الدولي وزيادة الضغط على أصحاب القرار في دولهم.
نبيل البطراوي
21-11-2015