نتنياهو وزير حكومة الاحتلال الاسرائيلي يحرض العالم على المنطقة عامة وعلى الفلسطينيين خاصة، فهو يستغل الارهاب الذي حدث في فرنسا ليخلط الأوراق بعضها ببعض ويظهر بمظهر الضحية، فيعتبر استمرار احتلال (اسرائيل) للأراضي الفلسطينية ضرورة للدفاع عن مصالح العالم ، بل يعتبر وجود (اسرائيل) ودعم العالم لها جزء من الحرب، ويرتفع صوت التطرف لديه ومستوى الحقد على شعبنا الفلسطيني بقوله (لا أريد دولة ثنائية القومية )، وهو يعلم تماماً أن القضية الفلسطينية هي قضية انسانية وقانونية، وأنه لا تعايش مع الاحتلال، الذي سيزول طال الزمان أو قصر، فلا مكان للاحتلال فوق أرضنا، والسياسة العنصرية والمتطرفة والتي تتمثل بإقامة المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة تقود الى استمرار الصراع، وليس أمام (اسرائيل) إلا إنهاء الاحتلال، وعلى العالم أن يقف مع الحق الفلسطيني وقضيته العادلة.
طرح فكرة "الدولة ثنائية القومية" نشطت بعد فشل عملية السلام والرفض الإسرائيلي المستمر لمبدأ الانسحاب التام من الأراضي المحتلة واستمرار التيار المركزي الإسرائيلي بالحديث عن الانسحاب المجزوء واستمرار الاستيطان، بالتالي فإن نسف نتنياهو لهذه الفكرة لن يؤثر على مسارات ومنهجية النضال الفلسطيني، بل يعمل على إعادة الكرة الى هؤلاء الاسرائيليين الذي يطالبوا بهذه الفكرة، وبالتالي فهذا شأن داخلي إسرائيلي يكشف وبوضوح ان نتنياهو يعاني من أزمة داخلية عميقة، ولها الكثير من اسبابها، ومنها الهبة الجماهيرية المستمرة #غضبة_القدس، والقنبلة الديمغرافية التي تحسب لها (اسرائيل) ألف حساب، بالرغم من كل برامج الهجرة التي يتم انفاق الأموال الطائلة من أجل إنجاحها، وبدا نتنياهو وبصورة عنصرية التهديد بسحب الحقوق المدنية لعرب الـ48 وبمن فيهم سكان القدس، وكذلك حظر نشاطات البعض من أعضاء الكنيست العرب، وأخيرا حظر الحركة الاسلامية .
لا يبحث أي فلسطيني عن دولة ثنائية القومية، بل تستمر المقاومة الفلسطينية على كافة الأصعدة والمستويات الميدانية والسياسية على انسحاب (إسرائيل) من كامل الضفة والقطاع، مقرونا باعترافها بحق العودة للاجئين إلى ديارهم وأراضيهم، التي شردوا منها عام 1948، والاعتراف بكل المآسي التي لحقت بشعبنا الفلسطيني، ولهذا فإن الاعتراف بالدولة اليهودية غير وارد بالمطلق ولا تقبله لا القيادة ولا الشعب، لأنه ينفي الهوية الفلسطينية التي قامت عليها الثورة الفلسطينية وتحمي تفاصيل قضيتنا وحقوقنا وواقع وجودنا .
بقلم/ د. مازن صافي