بينما كان الإمام يؤم بالمصلين فجرا بأحد الأحياء الشعبية ..لوحظ أن هناك حراكا سريعا واهتزازاتٍ ،غريبة لخشبة غسل الموتى الملقاة على أحد جنبات المسجد الأمامية ..وكما كانت هناك بطانية سوداء.. مزركشة بخطوط بيضاء قاتمة اللون ، تتحرك بصورة عجيبة تارة للأمام ،وتارة أخرى للخلف ،ولأعلى ولأسفل ..وما هي إلا ثوانٍ معدودة ،وإلا وقد انكشف المستور حيث انتفض من تحت البطانية ،شيخا كبيرا ..كان يفرك بيده عينية ..قال وقد انتابته حالة من الذهول ..أنتم أقمتم الصلاة ..؟! وما أن حكي تلك العبارة ، وإلا وقد لاذ المصلين بالفرار من المسجد بسرعة هائلة من هول الصدمة والدهشة ..! والأغرب أن المصلين تركوا أحذيتهم ،وانطلقوا حفاة ...هم لم يكن يعلموا أن ذاك الشيخ قد أتى للمسجد مبكرا ،ولأن الجو كان باردا ..فتمدد على تلك الخشبة ،وتغطى بالبطانية على نية التدفئة فقط بدلا من أن يرجع للبيت ..لكنه دون أن يدري استغرق في سبات ٍ عميق..!!
بقلم /حامد أبو عمرة