زيارة كيري للمنطقة تحمل مخاطر تتهدد الفلسطينيين ولا بد من موقف فلسطيني يعيد خلط الأوراق

بقلم: علي ابوحبله

زيارة كيري للمنطقة تأتي وسط تأييد أمريكي لإسرائيل حيث سبق وان أدان الرئيس الأمريكي ما سماه العنف الفلسطيني الذي ينتفض في وجه الاحتلال ويرفض ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته وقراراته بقتل الفلسطيني لمجرد الاشتباه ،

الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل هو قمة النفاق للاداره الامريكيه الذي يعبر عن حقيقة الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل . وهو الموقف الأمريكي الذي يكيل الكيل بمكيالين في مسار القضية الفلسطينية والقضايا العربية .

إدانة الرئيس الأمريكي للشعب الفلسطيني في مقاومته المشروعة للاحتلال الإسرائيلي وتجاهل الرئيس الأمريكي لجرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني دليل على الانخراط الأمريكي في المشروع التصفوي للقضية الفلسطينية وتحلل إدارة الرئيس الأمريكي اوباما من تعهداته لإقامة ألدوله الفلسطينية الذي تعهد الرئيس الأمريكي تحقيقها في فترة ولايته الأولى وتضمنه خطابه في جامعة اسطنبول الموجه للعالم الإسلامي وخطابه الموجه للعالم العربي في جامعة القاهرة .

وها هو الرئيس الأمريكي يتحلل من كافة العهود التي قطعها على نفسه بشان مسيرة السلام وتحقيق رؤيا الدولتين ويستسلم أمام نتنياهو ليدعم أعمال القتل للأطفال الفلسطينيين والمشروع الاستيطاني وتهويد القدس ويتعهد اوباما لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو بضمان امن إسرائيل وتفوقها .

لم يقدم اوباما جديدا عندما أعلن عن التزام الاداره الامريكيه بأمن إسرائيل كاولويه للولايات المتحدة الامريكيه وان ما يهم إسرائيل بالدرجة الأولى هو في كيفية المحافظة على نوعية التفوق التكنولوجي في المنطقة وذلك بحسب تعبير نتنياهو للتمكن من دفاع إسرائيل عن نفسها . وقد أشار اوباما توافقه مع تطلعات نتنياهو حين أشار أن الوضع الأمني في الشرق الأوسط يتدهور وان امن إسرائيل على سلم أولوياتي مضيفا ما يهمنا ضمان امن إسرائيل حتى تستطيع الدفاع عن نفسها ،

زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بحسب ما أعلنت عنه وزارة الخارجية الامريكيه لإسرائيل ومناطق السلطة الوطنية الفلسطينية والإمارات العربية المتحدة تهدف لبحث القضايا الثنائية وقضايا الأمن الإقليمي بما في ذلك سوريا وداعش تنظيم الدوله الاسلاميه ،

كيري سيجتمع مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الذي سبق له الاجتماع في واشنطن مع نتنياهو أثناء زيارة الأخير لواشنطن واجتماعه مع الرئيس الأمريكي اوباما حيث بحثا في اجتماعهما إجراء بناء ثقة ينفذها الفلسطينيون والإسرائيليون على الأرض في محاولة واشنطن لإنقاذ إسرائيل من الهبة الجماهيرية الفلسطينية التي تهدف إلى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ورفض كل ممارساته ويطالب الشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال والتحرر لفلسطين ، وان المبعوث الأمريكي لعملية السلام فرانك لوينشتاين وصل بالفعل لإسرائيل لترتيب زيارة كيري

وقد سبق لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الرابع والعشرين من الشهر الماضي ان اجتمع في عمان مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس في مساعي امريكيه لتهدئة الاوضاع في المنطقه وان اسرائيل اعطت تعهد بعدم اجراء أي تغيير في الحرم القدسي الشريف لكن اسرائيل وكعادتها لم تلتزم بتعهداتها

وبحسب مصادر اعلاميه اسرائيليه عن مصادر امريكيه ، ان جولة وزير الخارجية الامريكي جون كيري لا تهدف للبحث في المسائل السياسية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي فيما يتعلق باعادة احياء المفاوضات.وبحسب وسائل الاعلام العبرية فقد قالت مصادر امريكية مطلعة بوزارة الخارجية الامريكية ان هدف جولة الوزير كيري الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية المقررة غدا تهدف الى البحث في وسائل تهدئة الامور بالميدان وعدم وصولها لحالة الانهيار التام.وقالت المصادر ان كيري سيبحث مع الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي اليات تهدئة التصعيد بالاوضاع الميدانية وانه لن يناقش مع الاطراف اي سبل او اليات لاعادة الاطراف الى طاولة المفاوضات.هذا ومن المتوقع ان يصل وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى المنقطة صباح الغد حيث سيزور اسرائيل وسيلتقي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ثم سيتوجه بعد ذلك الى مدينة رام الله حيث سيلتقي الرئيس محمود عباس ابو مازن.

اسرائيل ممعنه في اجراءاتها التعسفيه وفي اعمال التوحش والتوغل في القتل للفلسطينيين دون مبرر ومنذ مطلع تشرين الاول اكتوبر ولغاية الان سقط اكثر من مائة شهيد فلسطيني على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلي .

تستقبل حكومة الاحتلال الاسرائيلي كيري بارتكابها المزيد من اعمال القتل وهي تسعى لتوتير الاجواء وتعلن حكومة الاحتلال عن نيتها لبناء الاف الوحدات السكنيه ويهدد نتنياهو بضم الاغوار لاسرائيل وقد استشهد بالامس

ثلاثة فلسطينيين بينهم فتاة بالرصاص بعد عملية طعن ومحاولتي طعن أخرتين استهدفت إسرائيليين في ثلاثة مواقع مختلفة في الضفة الغربية قبل يومين من زيارة مقررة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي سيدعو إلى الهدوء.وصباح اليوم الأحد قام مستوطن بدهس فلسطينية بسيارته ثم أطلق الجيش عليها النار. وقال الجيش أن الفلسطينية حاولت تنفيذ عملية طعن دون تحديد المستهدف بهذه العملية عند مفترق طرق جنوب نابلس شمال الضفة، وأن “القوات (الإسرائيلية) وأحد المارة ردوا على التهديد الفوري بإطلاق النار عليها”. وقد فند مسئولون امنيون فلسطينيين الرواية الاسرائيليه وان وفاة الشابة الفلسطينية أشرقت قطناني وعمرها 16 سنة استشهدت جراء إصابتها عند حاجز حوارة، موضحين أنها من مخيم عسكر قرب مدينة نابلس. وقال المستوطن غيرشن مسيكا إنه هجم على المرأة بسيارته قبل أن يطلق جندي عليها النار.

الدعم الامريكي لاسرائيل هو الذي يعطيها مبررات ارتكاب جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وان زيارة كيري لا تحمل أي جديد سوى تقديم الدعم لاسرائيل والتهديد والوعيد للفلسطينيين .

المطلوب موقف فلسطيني استراتيجي يرقى لمستوى ما يواجهه الشعب الفلسطيني وان تكون الرسالة الفلسطينية لوزير الخارجية الأمريكي واضحة لا لبس فيها وهو ان الفلسطينيون لا يثقون بالمطلق بالسياسة الامريكيه وان امريكا لم تعد الوسيط الموثوق فيه وهي تتعامل بمكيالين وان الاوان لوضع التوصيات للمجلس المركزي الفلسطيني وقيادة منظمة التحرير موضع التنفيذ اذا لم يوضع جدول زمني لوضع حد للاحتلال الاسرائيلي .

امريكا تدرك تغير موازين القوى في المنطقه وانه لم يعد بمقدور امريكا التحكم في سياستها وفرض وصايتها على شعوب المنطقه وان تجاهل ادارة الرئيس الامريكي لاهمية واولوية القضيه الفلسطينيه يزيد من حدة الصراع واصبح لزاما على الفلسطينيين اعادة خلط الاوراق حتى تدرك امريكا اهمية واولوية القضيه الفلسطينيه في الصراع الذي تشهده المنطقه.

بقلم/ علي ابوحبله