الذين يسمعون القرآن ،ولا تخشع قلوبهم لذكر الله ،سبحان الله إذا كانت الجبال والطير والحجارة وكل شيء في الكون يسبح بحمده سبحانه من جماد أو نبات أو حيوان ..فكيف بنا نحن البشر وذوي العقول ..كيف بنا ألا تخشع قلوبنا لذكر الله ..؟!! وكذلك الذين يسمعون الآذان ولا يأبهون له أقول لهم.. حقا أن من أسباب قساوة القلب ،وعدم الالتزام بالصلاة أو من يصلي أحيانا ويترك أحيانا أخرى ،وكلامي هذا ليس للشباب .ذكرانا أو إناثا فحسب..بل ولكبار السن كذلك ..هناك طبعا عوامل كثيرة ،وكلها مؤثرة لكن هناك عاملين رئيسيين لهما أكبر الأثر هما ..أولا عدم استشعار مخافة الله سبحانه وتعالى فهل لو انطبق كلام الله جل في علاه عليهم ، كما ورد في الآيات بالقرآن الكريم ، والتي منها :" الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبّهمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنْ السَّاعَة مُشْفِقُونَ " لو تدبروا مثل تلك الآية.. هل ستبقى هناك أي قساوة للقلب أو الوجدان كله ..؟! ثم إذا كانت القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد ،وأن جلاؤها ..تلاوة القرآن ،وذكر الموت كما جاء بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ثانيا ..عدم المعرفه بمن هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،وإلا ..لاتبع أولئك القوم سنته ،والسير على هديه ،ولتغيرت كل ملامح حياتهم من شقاء الدنيا وعذابها إلى النعيم ،والسعادة في الدارين ..الذين هم بعيدون عن الله سبحانه لا يمكن أن تستقيم حياتهم ،ولا يمكن أن يشعروا بالسعادة أبدا ..فكيف يسعدون والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز وقوله الحق :" وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى" سورة طه –وأما من طرق العلاج ،والشفاء التام هو كما في
قوله تعالى من سورة النازعات: ((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى))[النازعات:40-41]
أسأل الله جل في علاه أن يرد جميع المسلمين إلى الإسلام رداً جميلا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بقلم/ حامد أبو عمرة