لأن ضيق صدر الجهلة لا يتسع إلاّ للأحقاد والكراهية ، ولأن اضمحلال تفكيرهم وفكرهم ، لا يتساوى مع فكر المبدعين وثقافتهم الثرية . ولأنهم لا يطيقون رأياً أخر من خارج رأيهم ، وصوتاً فوق صوتهم ، وصورةً غير صورتهم على بشاعتها ، كانت حربهم على الأخرين من صحافة وإعلام وكتاب وشعراء وفضائيات ، وأصحاب فكر ورأي وأقلام حرة ، لا تقبل التبعية والانصياع إلاّ بما آمنت وتؤمن به غير آبهة كثيراً في الحصول على حسن سلوك من هنا أو هناك ، ولا تنتظر الإغداق عليها من أموال أقل ما يُقال فيها أنها لشراء الذمم والولاءات والمحسوبيات ، وتغيير القناعات ، وتزييف وقلب الحقائق ، واستبدال الحق بالباطل ، والتأثير في المجتمع لصالح أعداء الحريات الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان ، وتسويد الجهلاء على العقلاء .
فبالأمس القريب كانت قناة الميادين الفضائية على مرمى كاتم الصورة في مملكة الرمال ، التي تعمل كل ما في وسعها لاقتلاع قرنية عين الحقيقة والواقع كما هو ، التي نجحت الميادين والعاملين عليها وفيها أن تحتل مكاناً مرقوماً لدى مشاهديها ، وفي الأوساط الإعلامية وبين الفضائيات . والسر أن الميادين انتصرت لفلسطين وقضيتها وشعبها ومقاومتها واليوم انتفاضتها ، فهي انتصرت في مواجهة الجهل والتنور والانفتاح وتقبل الآخرين وآرائهم .
واليوم تتكرر مشهدية تلك المظالم ، التي لا يجيدون فعل غيرها بحق الأدباء والشعراء والمثقفين ، وعنوان تلك المظالم الشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني أشرف فياض المقيم في السعودية ، والتي حكمت عليه بالإعدام ، بتهمة سب الذات الإلهية وترويجه لأفكار إلحادية . والسند القانوني الدامغ هو شاهد قال أنه سمع المتهم " يسب الله والرسول والسعودية " . ووالدة الشاعر أكدت في تغريدة لها على صحفتها في موقع التواصل الاجتماعي ، أن ابنها بريء وأن الواشي على خلاف مع ابنها فهدده ونفذ تهديده . إنّ السلطة الفلسطينية ورئيسها مدعوة إلى التحرك لدى السلطات السعودية من أجل وقف حكم الإعدام بحق الشاعر الفلسطيني أشرف فياض .
رامز مصطفى