بسم الله الرحمن الرحيم
اعتراف قلم يعبر عن جرح وطن ، دردشات متجنح للحق (9)
أنا قلم يكتب آلام شعب مقهور ، ومعاناة البسطاء وصرخات أوجاع الفقراء ، أنا حلم لفكرة آمنت بها علي أمل أن تعيد لشعبي كرامته وللوطن حريته ،
فأنا لا أكتب حجابات ولا أحرق بخور ، ولا أكتب لأنال إعجاب سلطان أو قائد ، فلا أنافق ولا أجامل ، وكل طموحي أن تنتصر كلماتي للبسطاء والفقراء وتدافع عنهم أمام هذا التغول من حكام وزعامات أفسدت كل شئ جميل في وطني المذبوح ، وسرقت لقمة العيش من فم طفل يبكي بين أزقة المخيم ، ليبنوا قصورهم وتتضخم أملاكهم علي حساب بطون أبناء شعبنا وعلي حساب أوجاع شعب أثخنته الجراح ،
فإذا قالوا أن كلماتي توجعهم وتزعجهم ، فأكون قد حققت حلمي ، وانتصرت للبسطاء والغلابة والوطنيين ،
أنا ليس شاعر قبيلة ولا قلم يصفق لسلطان أو والي أو زعيم مستبد ،
أنا قلم يعبر عن جرح وطن ، وقلمي مندوب جرح غائر ، وعشق لوطن مذبوح ، ونبض لبساطة المخيم الثائر ،
لا أطمع بأي منصب ، ولا أفكر بالثراء ، ولا أحلم بأكثر من حياة بسيطة كريمة آمنة عادلة ، ينعم بها أبناء شعبي البسيط ،
أنا متهم بالانحياز ، ولا أنفي هذه التهمة ، فأنا أصلا ليس محايد ، فأنا أعترف أنني منحاز للبسطاء والفقراء ، منحاز وبشدة للمخيم ، وأزقته الثورية وبطولاته وشهداءه ومعاناته وآلامه ،
منحاز للغلابة والبؤساء من ينامون وهم يحلمون برغيف خبز دون معاناة ، وحياة بسيطة كريمة دون قهر ،
أنا منحاز لوطني كل وطني من بحره إلي نهره ، منحاز لفلسطين كلها أرضا لشعبي دون شريك ، منحازا لأمتي العربية الموجوعة بآلامها وجراحها ،
أنا أعترف بأنني منحاز كليا لصرخة أم شهيد تبكي ليلا تحت سقف بيتها القرميدي وتزداد قهرا وهي تري مواكب القادة ، فتستذكر لحظة نزيف دم ابنها الشهيد ، فتذرف عيونها الدموع حارة ومالحة بطعم آلام قلب الوطن الجريح ،
منحاز لدموع أطفال المخيم الموجوع فقرا وألما ، وقلمي سيفا ضد الفاسدون الناهشون حق الفقراء وسارقي الفرحة من عيون البؤساء ،
منحاز لثورة الجياع ، ثورة الفقراء ، ثورة المخيم المنتفض علي اللجوء ، الحالم بالعودة إلي أرضه ،
فيا قادة الوهم والسمسرة ... لن نخشى حينما نصارحكم بحقيقتكم ونكشف زيفكم ونعلن الفراق بيننا وبينكم وقربنا والتصاقنا بمعاناة شعبنا ،
لن نستمع لخطاباتكم ولا لشعاراتكم ، بل نستمع لأشعار محمود درويش وسميح القاسم أحمد مطر ، ولن نشاهد صوركم المخادعة أمام الفضائيات وفي المكاتب لأننا عشقنا ريشة ناجي العلي ورسوماته ، وما رسمت ريشته عن واقعنا الذي أغرقتموه بالألم والهموم والأوجاع ، فصرخت لا لكاتم الصوت ،
أيها القادة الجاثمون علي صدورنا عنوة ورغما عنا ، لن نقبل بكم ، ولن نهتف لكم ، ولن نصفق لكم ، فكيف للضحية أن يهتف أو يصفق لجلاده أو يتقبل مخادع وكاذب ،
وستبقي كلمة الحق طعمها علقم شديدة المرارة ، لا يتحملها إلا أصحاب العقول والضمائر الحية !!!
وسيبقي قلمنا مدادا من دمنا يكتب الحق وينحاز للحقيقة ، وفياً كل الوفاء لمن يستحق الوفاء ، وسيفا علي من يظلم ويتكبر علي شعبه ،
وسأبقي أحيا قلما ينبض حلما وينزف جرحا ، حتى تسكن روحي في وطن ،
فلينهمر حبر القلم ينزف من قلبي الموجوع الحالم بآمال شعب يأبي الخضوع ،
وانتظرونا في دردشات متجنح للحق (10)
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]